بعد محادثات الشد والجذب.. اجتماع لمجلس روسيا – الناتو غداً
تقرير اخباري
انطلقت مباحثات الوفدين الروسي والامريكي في جنيف، يومي 9 و10 حول مقترحات موسكو بشأن الضمانات الأمنية، حيث قاد الوفد الروسي، نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، فيما قادت الوفد الأمريكي نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان. وبدأت المحادثات عقب عشاء عمل أقيم في اليوم السابق، وكانت صعبة بحسب المسؤول الروسي، الا أنها كانت جدية ومهمة، حيث اتفق الجانبان على ضرورة عدم السماح بنشوب حرب نووية.
وتشمل الوثيقة التي تباحث حولها الطرفان أن يقدم حلف الناتو لموسكو ضمانات بعدم التوسع شرقاً، وعدم السماح بانضمام أوكرانيا أو دول الاتحاد السوفييتي السابق الى الحلف، حيث تعتبر موسكو هذا الأمر من خطوطها الحمراء التي لن تسمح لأحد بتجاوزها أو الاقتراب منها. وكان الوفد الأمريكي رفض هذه المقترحات بالقول بأن واشنطن لن تسمح لأحد بأن يغلق باب الناتو في وجه أي دولة.
هذا وسيعقد اجتماع لمجلس روسيا – الناتو في بروكسل غداً، 12 كانون الثاني، كما ستعقد في فيينا مشاورات على منصة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لبحث قضية إعادة فرض بعض القيود حول نشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في أوروبا، وإجراء التدريبات العسكرية، وحول زيادة الثقة والشفافية بين كافة الأطراف.
للتذكير، فقد بدأت العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في التدهور منذ عام 2002 بعد أن اختارت واشنطن الانسحاب من معاهدة تعود إلى حقبة الحرب الباردة تهدف للحد من أنظمة الصواريخ الباليستية المستخدمة للدفاع ضد الأسلحة النووية المنقولة بالصواريخ الباليستية، وهي خطوة اعتبرتها موسكو تهديداً محتملاً لردعها النووي. وتصاعدت التوترات بين الغرب وروسيا في عام 2004، بسبب احتجاجات الثورة البرتقالية في أوكرانيا التي أدت إلى إلغاء نتائج انتخابات فاز بها مرشح رئاسي يدعمه الكرملين. واعتبر الكرملين تلك الاحتجاجات التي أدت كذلك إلى الإطاحة المبكرة لزعيم لا يحظى بشعبية في جمهورية جورجيا السوفيتية السابقة، تدخلاً مستوحى من الغرب فيما يعتبره الفناء الخلفي لروسيا.
وفي عام 2014 فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على موسكو لقيام الأخيرة بضم شبه جزيرة القرم، وأوقف الناتو كل تعاون عملي مع موسكو، معززاً قواته بالقرب من روسيا التي نددت بعمليات الانتشار والتدريبات بالقرب من حدوده معتبرةً بأنه تهديد أمني.
وفي تشرين الأول 2021، علقت روسيا مهمتها في الناتو وأمرت بإغلاق مكتب الحلف في موسكو بعد أن سحب الناتو اعتماد ثمانية مسؤولين روس من مقره في بروكسل بسبب علاقاتهم المزعومة بالمخابرات الروسية.
ومن ثم تصاعدت التوترات الشهر الماضي، جراء إرسال الناتو تعزيزات عسكرية الى الحدود الأوكرانية مع روسيا، تحت ذريعة ومزاعم نية موسكو شن الحرب، إلا أن بوتين نفى التخطيط لمثل هذا الهجوم وسعى للحصول على تعهد غربي بأن الناتو لن يدمج أوكرانيا في الحلف أو ينشر قواته هناك.
هيفاء علي