“الأمن الجماعي” لمواجهة الثورات الملونة
تقرير اخباري
يبدو أن محاولات إطلاق الثورات الملونة من قبل الغرب “الديمقراطي والإنساني”، لم ولن تتوقف، فكل يوم هناك هدف جديد لها، فبعد فشلها في بيلاروسيا، ها هي تفشل مرة أخرى في كازاخستان بفضل حسم القيادة والجيش، وكذلك بفضل “منظمة الأمن الجماعي”، التي أثبتت أنها الرد الفّعال على حملات زعزعة الاستقرار الغربية في منطقة أوراسيا.
هذا الفشل مؤشر كبير على أن المؤسسة السياسية الأمريكية، والغربية بشكل عام تتخبط يمنة ويساراً في سياستها تبعاً لما تمليه عليها العقلية الاستعمارية الجديدة. وها هي بعد فشل الثورة الملونة في بيلاروسيا، جاء الدور لتفشل فشلاً ذريعا في كازاخستان حتى قبل أن تبدأ حين استجابت “منظمة الأمن الجماعي” لدعوة الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، وجاءت على وجه السرعة لوضع حد لهذا التدخل الغربي، والقضاء على الفوضى في مهدها.
وبذلك تكون هذه المهمة الجماعية أول مهمة من هذا الشكل في تاريخ “منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، ويبدو أن كل شيء يسير نحو نجاح هذه المنظمة، في أي مهمة مستقبلية، نجاحاً لا يمكن إنكاره بالنسبة للمنظمة، وكذلك بالنسبة للفضاء الأوراسي الواسع بشكل عام.
وعليه، يمكن أن تصبح “منظمة معاهدة الأمن الجماعي” المرجع الأول لمواجهة الثورات الملونة في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي وربما أبعد من ذلك. مع العلم أن التضامن الأوراسي يواصل مسيرته إلى الأمام من خلال منظمة أوراسية دولية كبرى أخرى هي “منظمة شنغهاي للتعاون” التي تجمع بين روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وباكستان ومؤخراً إيران التي انضمت الى المنظمة.
يذكر أن فشل المؤسسة الغربية في فتح جبهة عدم استقرار في الفضاء الأوراسي، يأتي في وقت تمت فيه بدء المحادثات الأمنية بين روسيا والغرب بمشاركة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وحتى بالنسبة للتضامن الأوروبي الآسيوي، سواء في سياق جزء كبير من الفضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي، وفي سياق مشاركة الصين وإيران، أصبح من الواضح تماماً أن القوى المظلمة لزعزعة الاستقرار الدولي ستواجه صعوبة في التصرف والعمل، خاصةً مع جهوزية قدرات الاستجابة السريعة والمنسقة والفعالة على أكمل وجه وفي أي وقت، وفي كل الظروف.
هيفاء علي