المضحك المبكي في كرتنا.. مشاهد غريبة عجيبة وإدارة غائبة!!
ناصر النجار
في لبنان أعلن اتحاد كرة القدم عن خسارة فريق النجمة أمام العهد قانوناً، وشطب ست نقاط من رصيده بسبب تخلّفه عن المباراة دون عذر مشروع، وكان النجمة أعلن تعليق مشاركته بالدوري احتجاجاً على الأخطاء التحكيمية التي أجهزت على الفريق، كما وصفت إدارة النادي، وطالبت بطواقم تحكيمية أجنبية.
الخبر في حيثياته يدل على قوة الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وتطبيقه الحازم للقوانين مهما كان اسم الفريق المخالف وقوته وعراقته، ونحن نأسف عندما نريد أن نجري مثل هذه المقارنة، لأنه من المفترض بشكل طبيعي أن يتعلّم الأشقاء منا لا أن يسبقونا، وللأسف هم هزمونا كروياً على صعيد الرجال والشباب، لذلك لا غرابة أن نتأخر أمامهم، لأن أجواءنا الكروية صارت فوضى بكل أبعادها، ونحن نرى مدى حرصهم على حفظ هيبة كرة القدم والاتحاد والجهة الراعية، أما في كرتنا فكم من فريق غاب عن مباراة من مباريات الدوري بالدرجتين الممتازة والأولى، وبكأس الجمهورية، ودوري الفئات، واعتبرنا الموضوع تحصيل حاصل، والمشكلة أن كرتنا تعاقب الفريق المنسحب بخسارته للمباراة فقط! وبالأصل انسحب لأنه سيخسرها أو أنه انسحب لأنه خاسر للمباراة ولم يتمها، هذه العقوبة عندنا ركيكة، وتساعد على تكرارها، وعلى عدم احترام قدسية الدوري وكأس الجمهورية.
الفوضى صارت بمجمل القرارات الصادرة، وهي تدل على تخبط أصحاب القرار، وعدم قدرتهم على مواجهة النشاط المحلي والخارجي بقوة القانون وهيبة الاتحاد، وللأسف فإننا نجد أن العديد من الأندية تسيّر قرارات الاتحاد كما تحب وتهوى، وبعضها يتدخل بالقرار قبل صدوره، وهذا ما جعل المسابقات الرسمية ضعيفة وركيكة وفاقدة للشرعية في بعضها.
وما حدث من تجاذبات على صعيد المنتخب الوطني، وعقد تيتا، أمر يدعو للدهشة، ويدل على ضعف اللجنة المؤقتة، وسوء إدارتها للملف، خاصة أن من هم خارج هذه اللجنة قرروا ما يريدون ونالوه، وأداروا كل الصفقات بمهنية عالية، بينما كانت مهمة اللجنة المؤقتة التوقيع على بياض.
في البداية، نجح المتنفذون بتسويق المحترفين رغم كل تحذير مسبق عن مستواهم، وعدم جدوى حضورهم، فوصول أشباه اللاعبين إلى معسكر المنتخب هو بحد ذاته إنجاز للمسوقين واللاعبين لأنه يضع هذا الشرف في السجل الذاتي للاعب، أما توقيع العقد مع تيتا فهو إنجاز لمن أحضره، وهاهو نال مراده من الصفقة التي خسرتها كرتنا بكل بنودها وفصولها، وبعد أن وعدنا تيتا بالكثير، تغيّرت وعوده بعد توقيع العقد فقال: المهمة صعبة، وآمل من اللاعبين أن يبذلوا جهدهم، فالفوز هنا للمدرب، والخسارة ستقع على اللاعبين في مشهد يشبه المضحك المبكي.
من هذه المشاهد أيضاً أنه أحدث حرباً إعلامية لم نشهدها من قبل، وحاول زرع الشقاق بين لاعبينا وفرقنا، فتارة يصف لاعبي الاتحاد بغير الجيدين، وتارة يمايز بين حارسين على الملأ، وبالمجمل فإن تصريحات المدرب لا تنم عن فكر احترافي، والحبل على الجرار، وبالنهاية فإن كرتنا ليست بخير.