الوفد الحكومي يواصل جولته التفقدية في طرطوس واللاذقية.. وغداً يبدأ نقل كامل محصول الحمضيات
طرطوس – محمد محمود – لؤي تفاحة / ريف جبلة – مروان حويجة
تنفيذاً لتوجيهات الرئيس الأسد بتتبع واقع تسويق محصول الحمضيات، وضمن جولة الوفد الحكومي برئاسة المهندس حسين عرنوس، رئيس مجلس الوزراء، في المنطقة الساحلية لمتابعة تسويق المحصول، تفقد الوفد الحكومي واقع سوق الهال في طرطوس.
وخلال الجولة أكد المهندس عرنوس عمل الحكومة لاستجرار كامل محصول الحمضيات من الفلاحين، وتسويقه للأسواق المحلية في كافة المحافظات السورية بالأسعار المناسبة. وتابع: تمّ اللقاء مع كل المعنيين في المحافظة برفقة محافظ طرطوس لاتخاذ إجراءات فورية سيلمسها المزارع اعتباراً من يوم غد بتأثيرات إيجابية، حيث ستقوم “السورية للتجارة” بنقل القسم الأكبر من الحمضيات لكافة المحافظات السورية، وستتحمّل الحكومة كافة تكاليف النقل، وبالتالي نكون قد سهلنا توريد كل الكميات المسوقة، موضحاً أن كل الجهات التي تستجر مادة الحمضيات تعهدت بزيادة استجرار الكميات من قبلها وتحسين توضيبها وفرزها لنجاح التسويق.
وأضاف رئيس الحكومة أنه تمّ الاطلاع على واقع تسويق الحمضيات في سوق الهال، وهناك أسعاراً مقبولة تصل إلى ٩٠٠ ليرة وهي مناسبة للمزارع، وزيادة كميات التسويق ستحافظ على هذه الأسعار ولن تنخفض بحيث يأخذ الفلاح قيمة جهده وتعبه.
ورداً على سؤال الإعلاميين عن فتح باب التصدير، أشار عرنوس إلى وجود أسواق خارجية، ولكن يجب التعويل على الأسواق الداخلية.
من جهته بيّن المهندس عمرو سالم وزير التجارة الداخلية أن توافد سيارات السورية للتجارة إلى طرطوس سيبدأ اعتباراً من يوم غد لنقل كميات الحمضيات في المحافظة، ولن يكون هناك تصنيفات، فقط أول وثانٍ، لكن سيتمّ أخذ كل المحصول “دوغما” بسعر جيد ٤٠٠ ليرة الحدّ الأدنى، ونحن نقوم بفرزه للعصير أو الأكل، حيث ستستمر “السورية للتجارة” بقيادة عملية التسويق بعد أن دعمت بعدد إضافي من السيارات من مؤسّسة الإنشاءات وغيرها، وبيّن الوزير أن التصريف الأكبر سيكون من نصيب مؤسسات الدولة (الجيش العربي السوري، المشافي، الداخلية).
وشدد محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى على أهمية هذه اللفتة الكريمة من السيد الرئيس واهتمامه المباشر بدعم الفلاح في أرضه، وأكد أنه تمّ اتخاذ جملة من الإجراءات لدعم الفلاحين وتصريف موسم الحمضيات وهذه الإجراءات سترفع عملية التسويق، ولن تكلف الفلاح وسينعكس هذا الأمر عليه إيجاباً في الأيام المقبلة.
الحاج محمد حمود رئيس لجنة سوق الهال في طرطوس أوضح أهمية المباشرة بهذه الإجراءات سريعاً وهذه الجولة المهمّة التي وقفت على واقع الحمضيات في المحافظة، حيث إن ما تمّ تصريفه حتى الآن لم يصل إلى ٢٥% من مجمل إنتاج المحافظة البالغ ٢١٥ ألف طن، فالتدخل السابق للسورية للتجارة كان محدوداً للغاية.
وأثنى مزارعون موجودون في سوق الهال على هذه اللفتة الكريمة من السيد رئيس الجمهورية، مؤكدين أهمية متابعة الفلاح منذ بداية الموسم ودعمه بالأسمدة والمستلزمات الضرورية لنجاح زراعته، ليكون التسويق استكمالاً لواقع أفضل يحصل عليه.
سهل جبلة
وتفقد المهندس عرنوس والوفد الحكومي المرافق سير إجراءات تسويق محصول الحمضيات من خلال المؤسسة السورية للتجارة في إحدى المزارع في سهل جبلة بريف اللاذقية، وطمأن المزارعين بأن الأمور ستتحسن نحو الأفضل وأن الدولة ستتدخل بكل إمكانياتها لصالحهم.
وأوضح المهندس عرنوس في تصريح للصحفيين أن جولة اليوم هدفها التأكد من أن عملية التسويق تتم من أرض الفلاح مباشرة ووفق توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد وأن القرارات التي تم اتخاذها خلال اجتماعات الحكومة مع المعنيين بملف الحمضيات على مدى اليومين الماضيين باتت موضع التنفيذ على أرض الواقع مضيفاً إن البداية مبشرة وتم لمس تحسن في الأسعار مع إمكانية تصريف جميع الكميات التي ستنزل إلى الأسواق ومؤكداً أن الدولة لن تدخر جهداً إلا وستقدمه للمزارعين في اللاذقية وطرطوس.
وعبّر عدد من مزارعي و منتجي محصول الحمضيات خلال لقاءات البعث معهم خلال الجولة التفقدية لرئيس مجلس الوزراء عن ارتياحهم و تفاؤلهم بالإجراءات الحكومية التي انطلقت بتوجيه السيد الرئيس بشار الأسد لتقديم الدعم و المساندة و المساعدة لهم في جني و تسويق محاصيلهم، وأشاروا إلى أهمية التركيز على التشبيك بين كل الجهات الحكومية و الأهلية و مختلف القطاعات في متابعة حلقات التسويق حسب اختصاص كل جهة و دورها ، ولفتوا إلى الهواجس و المخاوف التي كانت سائدة جراء عدم القدرة على تسويق الحمضيات جراء ارتفاع التكاليف وعدم تناسبها مع الأسعار وأكدوا أن توزيع المهام و تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات الفعلية على أرض الواقع سيعيد إلى هذا المحصول ريعيته و قيمته بما ينعكس على المردود،
وخلال حوارهم مع رئيس مجلس الوزراء عرنوس، عبّر المزارعون عن شكرهم و امتناهم السيد الرئيس بشار الأسد على هذه اللفتة الكريمة التي تجسد حرصه و اهتمامه بواقع هذا المحصول كغيره من المحاصيل و توجيهه المباشر بتقديم الدعم لتسويقه آملين أن تحمل الإجراءات الحكومية المتتابعة معالجة نهائية لقضايا و مستلزمات هذا المحصول و إنتاجه و توفير احتياجاته و التخفيف من الأعباء عن المزارعين و لاسيما المواد الضرورية للعملية الزراعية و العبوات و النقل و الشحن و تأمين منافذ تصديرية .
رامي صالح رئيس دائرة التسويق في السورية للتجارة، أوضح أن المؤسسة مستمرة بعملية التسويق من المزارع مباشرة عبر تامين السيارات والعبوات ما يحقق توفيراً بنحو 200 -300 ليرة لكل كيلو غرام مشيراً إلى تسويق كافة الأصناف لحين انتهاء موسم الحمضيات.
محمد إبراهيم رئيس جمعية دوير الخطيب الفلاحية دعا إلى المزيد من الاهتمام بمزارعي الحمضيات ولا سيما في ظل حالة الجفاف التي انعكست سلباً على المحصول وأدت إلى تساقط قسم كبير منه.
بدوره، لفت سمير أحمد أمين سر جمعية بسيسين إلى أهمية فتح معامل للعصائر في منطقة الساحل لاستجرار موسم الحمضيات حيث إن الكميات أكبر من أن تتحملها السورية للتجارة وحدها معبراً عن تفاؤله بجملة الإجراءات الحكومية الجديدة.
من جهتهما أمل المزارعان أسعد سليمان وعبد الله البطح خيراً بالإجراءات الحكومية الأخيرة كملاذ وحيد للمزارع لإنقاذ موسمه.
رافق المهندس عرنوس في جولته وزراء الادارة المحلية والبيئة والاشغال العامة والاسكان والتجارة الداخلية وحماية المستهلك ومحافظ اللاذقية.