بعد انتظار طويل وجدل كبير.. “تيتا” يحقق انتصاراً ساحقاً
ناصر النجار
يحسب البعض أن مشوار منتخبنا الأول بكرة القدم نحو كأس العالم “سهل بربوة”، دون أن يدرك هؤلاء أنه حَزْن وصعب وقاس وشاق، والتفاؤل الذي يبديه البعض ناجم عن ثقتهم الكاملة بمنتخبنا، وعواطفهم الجياشة تجاه الوطن ومنتخبه وكرته، لكن الأمور اليوم لا تقاس بهذا المنظور فقط، ولابد أن نكون منطقيين أو واقعيين لندرك أن خصومنا في المباريات القادمة لا يقلون عنا إخلاصاً لكرتهم، وإضافة لذلك فإن أغلبهم متفوق علينا كروياً استناداً إلى التاريخ، أو إلى مقومات مالية وفنية، وغيرها.
ولا شك أن مباراتنا الأولى مع الإمارات هي العقدة وتحتاج إلى الحل، وهي المفتاح الذي سيمهد الطريق نحو الذهاب إلى الأمام، أو العودة إلى دمشق، ولا ننسى كوريا الجنوبية في المباراة التي تليها.
هذا الحديث في الشكل العام، وفي المنظور العاطفي الذي نتعامل به مع منتخب الوطن الذي نقف وراءه مؤازرين مشجعين آملين له كل النجاح والتوفيق لأنه يمثّلنا جميعاً، ولكن للأسف وجدنا أن البعض رأى من بوابة المنتخب الوطني فرصة ذهبية لتمرير مصالحه الخاصة مهما كان الضرر الذي سيلحق بكرتنا، ومهما كان حجم الأذى الذي سيلحق بسمعة كرتنا، وما العقد المبرم مع المدرب الروماني تيتا إلا ليؤكد أن هذا المدرب المغمور حقق انتصاراً على كرتنا يفوق حجم الانتصار الذي حققته موريتانيا علينا،
فمن وجهة نظرنا، نال المدرب ما يريد بشكل كامل، وهو العاطل عن العمل، قدمنا له أكثر من فرصة تسويقية، وقد نسيه أهل الكرة بالمشرق والمغرب، ولم يتنازل إلا عن الشرط الجزائي فقط، وقدمنا له فرصة عمل لستة أشهر براتب ممتاز.
أما في المفهوم العام فإن نهاية التصفيات هذه تمتد لأقل من ثلاثة أشهر، أي أن عمل المدرب فعلياً سينتهي بغضون هذا الوقت، وبقية الأشهر الثلاثة الأخرى التي لا يوجد فيها أي التزام لمنتخبنا سيمضيها هذا المدرب وجماعته سياحة، وسيقبضون عليها خمسة وسبعين ألف دولار، فضلاً عن المصاريف الأخرى الكبيرة التي تستوجب الإقامة وما فيها، أليس في هذا العقد غبن لكرتنا؟ وهل هذه الأموال التي ندفعها مال مشاع وليست مالاً عاماً نحن نحتاجه في مشاريع كثيرة أهم من صرفها على مدرب ليس له أية سيرة ذاتية احترافية مرموقة؟
التسويق غير المنطقي للمدرب ستدفع كرتنا ثمنه باهظاً، وبالأصل فإن آمال منتخبنا ببلوغ الملحق ضعيفة جداً، وكان بالإمكان أن نسند المهام لأي مدرب وطني ليتابع المهمة التي تبدو في نظر الكثير من المراقبين المحليين والخارجيين أكثر من صعبة.
هذه العثرات التي تعترض كرتنا، والتخبط بالقرارات، نتيجة سوء الإدارة في اللجنة المؤقتة التي لم تعرف طبيعة مهامها، فما أجادت في تسيير أعمال الاتحاد، وما أحسنت تطوير الأداء التنظيمي والإداري، ولم تبن في هذه الفترة منتخباً يافعاً يكون الأساس الذي ستنطلق منه كرتنا نحو مستقبل كروي أفضل، وعلى العكس تماماً فإنها ورّطت كرتنا بالكثير من المشاكل التي ستزعج أي اتحاد كروي جديد قادم.