تصعيد اللعبة على حساب آسيا والمحيط الهادئ
تقرير اخباري
إنه لأمر مؤسف، بعد أن شهدنا الضرر الذي أحدثته إدارة دونالد ترامب السابقة في علاقات الولايات المتحدة مع الصين وبقية العالم بما في ذلك حلفائها، أن كبير محللي السياسة الآسيوية لإدارة جو بايدن لم يتمكن من تعلم الدروس الصحيحة من ذلك.
ففي خطاب ألقاه المنسق الأمريكي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كورت كامبل أمام لجنة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قبل أيام، اعترف بأن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لمساعدة المحيط الهادئ وهي منطقة لها فيها مصالح تاريخية وأخلاقية واستراتيجية هائلة.
ولكن بينما قال إن الولايات المتحدة يجب أن تفعل المزيد لمساعدة المنطقة والعمل مع شركاء مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان وفرنسا الذين لديهم مصلحة في المحيط الهادئ، كان خطابه في الأساس أكثر من مجرد إثارة تخويف حول الصين.
تم تعيين كامبل الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ في إدارة باراك أوباما السابقة في منصب قيصر آسيا الذي أنشأه بايدن، بسبب الدور الذي لعبه في تشكيل سياسة واشنطن تجاه آسيا خلال إدارة أوباما.
وفي تكرار لدعوة وجهها الأسبوع الماضي للولايات المتحدة لتكثيف لعبتها بشأن المشاركة الاقتصادية في آسيا، قال إن الولايات المتحدة وحلفائها بحاجة إلى تصعيد لعبتهم في المنطقة في جميع المجالات، وادعى أيضاً أن المجموعات التي شكلتها الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مثل ما يسمى باتفاق “أوكوس” والحوار الأمني الرباعي تسببت بحرقة للصين.
إن حقيقة كونه منسق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، يجب أن تكون مهمته المركزية هي المساعدة في تنسيق وتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع دول المنطقة، وليس تقسيمها أو جعلها ساحة لشد الحبال. ففي شهر أيار من العام الماضي ادعى كامبل أن عهد التعامل مع الصين قد انتهى، لكنه غير موقفه في تموز الماضي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والصين يمكنهما السعي إلى التعايش السلمي، ودعا البلدين إلى تجنب المواجهة في تشرين الأول الماضي، والآن يتبنى مرة أخرى موقفاً متشدداً ضد الصين.
هذا التقلب المزاجي من قبل استراتيجي بارز يسلط الضوء على الطبيعة المتناقضة المتأصلة في ثلاثية المنافسة – المواجهة – التعاون التي لخصت بها إدارة بايدن سياستها تجاه الصين. كما يُظهر إلى أي مدى يتم اعتبار السياسة الخارجية للإدارة في حالة يائسة بسبب الوضع السياسي في الولايات المتحدة، حيث أن التمسك بخط متشدد بشأن الصين يعد بمثابة إسعافات أولية لجدول أعماله المحلي.
هناء شروف