بيسكوف: العلاقات مع الولايات المتحدة والناتو تدخل مرحلة خطيرة من عدم الثقة
يبدو أن العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وناتو من جهة ثانية، بدأت تدخل مرحلة خطيرة من عدم الثقة، وخاصة بعد أن أعلن الغرب على لسان أمين عام حلف شمال الأطلسي “ناتو” أنه في غير وارد إعطاء ضمانات لروسيا بعدم التمدّد شرقاً، وهو الأمر الذي طلبت موسكو أصلاً ضمانات بشأنه، وبالتالي فإن فشل المفاوضات بين الجانبين لم يعُد ينقصه إلا الإعلان الرسمي له، بعد تأكد روسيا فعلياً أن واشنطن تحاول كسب الوقت للحصول ربما على تنازل معيّن من موسكو.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية: إن هناك “بعض التفاهم” في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وناتو.
وأضاف ممثل الكرملين، معلقاً على المفاوضات التي جرت مؤخراً: “لكن رغم ذلك، يسير الجانبان بشكل عام على مسارين مختلفين تماماً، وهذا ليس بالأمر الجيد، وهو يثير القلق فعلاً”.
وفي 10 كانون الثاني الحالي، جرت في جنيف جولة جديدة من الحوار، حول الاستقرار الاستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة. وأعقب ذلك اجتماع لمجلس روسيا – ناتو في بروكسل.
ويوم الخميس 13 كانون الثاني، جرت مشاورات في فيينا بين دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتم التركيز بشكل أساسي خلال هذه المناقشات، على المقترحات الأمنية التي قدّمها الجانب الروسي إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي نهاية العام الماضي، على خلفية تصاعد الأزمة في أوكرانيا.
وفي الشأن الأوكراني، أعلن بيسكوف أنه لا علاقة لروسيا بالهجمات الإلكترونية التي جرت مؤخراً على مواقع حكومية أوكرانية.
وأضاف بيسكوف في مقابلة مع قناة (سي إن إن) الأمريكية: “لا علاقة لنا بتاتاً بهذا الموضوع ولا علاقة لروسيا بهذه الهجمات الإلكترونية”.
وأوضح أن موسكو على علم بالاتهامات الموجهة ضدها، لكن ذلك لا أساس له من الصحة.
وفي وقت سابق زعمت أوكرانيا أن لديها مؤشرات أولية تؤكد ضلوع أجهزة الاستخبارات الروسية في هجوم إلكتروني واسع النطاق استهدف العديد من وزاراتها.
وفي الشأن الكازاخي، أكد النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، أن بلاده لم تخطط أبداً لإبقاء قوات حفظ السلام التابعة لها في كازاخستان.
ونقلت وكالة تاس عن بوليانسكي قوله في تغريدة على تويتر ردّاً على مزاعم ضد موسكو بهذا الصدد: “إن البعض تتولّد لديهم مثل هذه التخمينات الخاطئة بعد الاستماع كثيراً إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أو المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض جين بساكي أو وكيل وزير الخارجية فيكتوريا نولاند.. أما الذين لم يفعلوا ذلك فسيعلمون تماماً أننا نفّذنا ما وعدنا به منذ البداية مع شركائنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ولم نكن ننوي أبداً البقاء في كازاخستان”.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم أن 19 طائرة نقل عسكرية تابعة لسلاح الجو الروسي غادرت اليوم ألمآتا وعلى متنها قوات روسية لحفظ السلام.
إلى ذلك، قالت رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفينكو: إذا جرت محاولة تنظيم ثورة ملونة في إحدى الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، فستدافع المنظمة عنها.
وأضافت ماتفينكو، في مقابلة تلفزيونية: “لقد أثبتنا أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مؤسسة في غاية الجدية، ويجب عليهم أن يأخذوا في الاعتبار، إذا جرت محاولة تنظيم ثورة ملونة في إحدى الدول الأعضاء في المنظمة، فسيتم الدفاع عنها. هذا أمر شديد الأهمية”.
وشدّدت على أنه لولا التصدي الحاسم للوضع في الوقت المناسب، لكان التهديد سيشمل ليس فقط سيادة كازاخستان، بل أمن وسيادة الدول المجاورة.
ووفقاً لها، في كازاخستان أظهرت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، جدواها وأهميتها وحسن توقيت تشكيلها.
من جانبه قال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين: إن العديد من الدول تشعر بالندم لأنها طلبت المساعدة من الولايات المتحدة.
وشدّد على أن طلب هذه المساعدة، قد يؤدّي إلى فقدان الدولة لكيانها ولتخريب وتدمير اقتصادها والعديد من المشكلات الأخرى.
من جهته، استبعد الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس، احتمال اندلاع موجة جديدة من أعمال الشغب في كازاخستان.
وشدّد في مقابلة مع RT، على أن الوضع في كازاخستان، بات تحت السيطرة.
وأضاف: “لن أتحدّث عن وجود مخاطر لمحاولة الانتقام على الفشل أو اندلاع اضطرابات جديدة. أنا متأكد عملياً أن هذا مستحيل، لأن الوضع بات تحت السيطرة. ويجري عمل كبير حالياً لسبر وكشف الصورة كاملة لما حدث، وتحديد جميع المشاركين. وعلى أساس ذلك، سيتم اتخاذ التدابير في إطار قانون جمهورية كازاخستان”.
وشدّد الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، على أن الجميع خرجوا بالاستنتاجات اللازمة من هذا الوضع، ليس فقط شعب كازاخستان بل قيادة البلاد كذلك.
من جهة ثانية، أعلن الجيش الروسي أنه سيتسلم قريباً منظومات الدفاع الجوي القريبة المدى من طراز “غيبكا إس” التي ستنهي تهديدات الطائرات المسيرة المعادية خلال العمليات الحربية.
ونقلت سبوتنيك عن شركة “هاي بيرسيشن سيستمز” الروسية قولها: إن “غيبكا إس” هي منظومة صاروخية مضادة للطائرات تحلّق على ارتفاعات منخفضة وتمتلك فعالية عالية في سدّ الثغرات الدفاعية، كما يمكنها تدمير مجموعة متنوعة من الأهداف الجوية والعمل في جميع الظروف المناخية.
ويمكن حمل منظومة “غيبكا إس” على مركبات مدرّعة خفيفة مثل مدرعات “تايغر” التي تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة ما يمنحها مرونة عالية في الاستخدام وقدرة كبيرة على مرافقة القوات العسكرية المتحركة وتوفير الدعم السريع للمواقع العسكرية الموجودة في مناطق نائية.