تغييرات المدربين بلا ثمار في الدوري الكروي الممتاز
ناصر النجار
في استراحة الدوري الكروي الأخيرة بادرت العديد من الفرق إلى تغيير مدربيها على أمل تحقيق نتائج أفضل تتفادى بها خطر الهبوط أو تلحق بركب المنافسين المتفوقين، لكن للأسف فإن هذه الفرق لم تستفد بأي نقطة من هذه التغييرات وبقيت على حالها، بل إنها تراجعت لأنها فقدت الكثير من الفرص سواء بالمنافسة على القمة أو بالهروب من المؤخرة وهو ما وضح جليا خلال منافسات الجولة العاشرة التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي.
وفي طليعة هذه الفرق كان فريق حطين الذي تعرض لخسارة جديدة وكانت أمام الوثبة باللاذقية فتراجع الفريق إلى المركز ما قبل الأخير، إدارة النادي المؤقتة أسندت المهمة الفنية إلى المدرب سليم جبلاوي الذي لم يحقق المطلوب حتى الآن ليتبين لنا أن العلة ليست بالمدرب السابق ولا بالحالي فظروف حطين الإدارية والمالية أقوى من أي أمر آخر وتُعجز أكبر المدربين على قيادة الفريق نحو شط الأمان، وإذا بقي الفريق على الحال هذه فإن الخوف أن يكون ضمن سرب المغادرين هذا الموسم.
عفرين أيضاً في وضع مشابه وهو في المركز الأخير بنقطتين دون أن يحقق أي فوز حتى الآن، مدربه الثالث هذا الموسم عبد القادر الرفاعي لم يستطع فعل شيء بلقاء المهددين، فخسر الفريق نقاطاً مضاعفة أمام ضيفه الشرطة الذي يعاني من خطر الهبوط أيضاً فكانت الفرحة شرطاوية على حساب حزن عميق لف كرة عفرين، ورغم أن الآمال كانت كثيرة وكبيرة قبل اللقاء بالتزام اللاعبين ووجود انفراجات مالية إلا أن ذلك لم ينعكس على أرض الواقع أداء ومستوى ونتيجة، لذلك فإن حال عفرين على سلم الترتيب في خطر ولا تنفع معه الإسعافات الأولية بل يحتاج إلى علاج جذري.
النواعير يسير أيضاً على خط الخطر الأحمر ومدربه الجديد محمد خلف لم يستطيع أن يضيف شيئاً للفريق فخسر اللقاء المهم مع الوحدة، المشكلة لم تكن في الخسارة بقدر ما كانت بشكل الفريق وأسلوبه وكيفية التعامل مع المجريات، ما يؤكد وجود أزمات عديدة في النواعير غير معلنة قد توصل الفريق إلى ما لا يحمد عقباه إن لم يتم حلها بالقريب العاجل.
التغيير في الكرامة جاء بحثاً عن النتائج لتعويض نزيف النقاط المهدورة بحثاً عن دخول مربع الكبار لبلوغ المنافسة، لكن الفريق مع مدربه الجديد أيمن حكيم لم يحقق بلقاء الفريق مع الفتوة الآمال المعقودة عليه فخرج من المباراة بتعادل متأخر لم يسمن ولا يغني من جوع.
ورغم أن الوحدة فاز على النواعير بجزاء متأخرة أثارت جدلاً واسعاً إلا أن الفريق لم يرض المتابعين كأداء ومستوى وجاء الفوز ليكحل العيوب الكثيرة بالفريق وليرضي الجميع وخصوصاً المدرب الجديد ضرار رداوي، فالنقاط في هذه المرحلة أهم من أي شيء.
من المؤكد أن التقييم بعد مباراة واحدة لا يمكن أن يعطي الصورة الصحيحة بشكل كامل، لكنه يمنح المراقبين فكرة عن الأوضاع العامة وانعكاسها على الفرق وأدائها، وعلى الأغلب فإن المدربين الراحلين والمدربين الوافدين هم بريئون من الكثير من النتائج مع سوء الأوضاع المالية والإدارية التي تعاني منها هذه الفرق التي أشرنا إليها.