رئيس مجلس الدوما الروسي: “ناتو” يسعى إلى احتلال أوكرانيا
أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الاستعدادات الإعلامية بشأن تقدّم حلف شمال الأطلسي ناتو نحو أوكرانيا جارية، مشيراً إلى ضرورة تقديم المعلومات بهذا الصدد إلى برلمانات جميع البلدان حول العواقب المحتملة.
وقال فولودين في افتتاح الدورة الربيعية لمجلس الدوما الروسي في موسكو: إن ناتو يسعى إلى احتلال أوكرانيا، مبيناً أنه خلال الأشهر الأخيرة كان هناك هستيريا حول أوكرانيا حيث قام أعضاء الكونغرس وممثلو وزارة الخارجية الأمريكية ببث الرعب في العالم بأسره من خلال مزاعم بشأن “الغزو الروسي القادم”.
وأوضح فولودين أن واشنطن تحاول تبرير توسّعها وتقدّم قوات ناتو إلى الحدود الروسية، كما أنها تتصرّف وفقاً لمخططها المعتاد ولا شيء جديد هنا فهي تخترع أولاً صورة العدو ثم تقوم بمحاربته كما فعلت في دول عدة.
وشدّد فولودين على ضرورة الحفاظ على السلام والحوار حول الضمانات الأمنية، مؤكداً في الوقت ذاته أن روسيا لا يمكن أن تسمح لحلف ناتو بإرسال قواته إلى أوكرانيا لأنها مسالة تتعلق بأمن المواطنين الروس ومواطني الدول الأوروبية أيضاً.
إلى ذلك، أعرب المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم عن قلق روسيا من التصريحات الأمريكية البريطانية الخطيرة حول تزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة، مشيراً إلى أن هذا التصرّف سيزيد التوتر في المنطقة.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله للصحفيين: كل ذلك يؤكد مخاوفنا فيما يتعلق بالهيمنة على أراضي أوكرانيا من مختلف مورّدي الأسلحة والتي غالباً لا تكون دفاعية فحسب بل هجومية أيضاً ولاسيما هنا، كما تم ذكر أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، مضيفاً: إن هذا خطير للغاية ولا يساعد في تخفيف التوترات.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجدّداً أن بلاده لا تزال تنتظر ردّ الولايات المتحدة على مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية انالينا بيربوك عقب محادثاتهما في موسكو اليوم، أن واشنطن تحاول تبرير توسّعها وتقدّم ناتو إلى الحدود الروسية، مشدّداً على أن روسيا لا يمكن أن تسمح للحلف بإرسال قواته إلى أوكرانيا لأنها مسألة تتعلق بأمن المواطنين الروس.
وأشار لافروف إلى أن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي لا تزال رهينة إلى حدّ كبير للخط المعادي لروسيا في بروكسل وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد، مبيّناً أن روسيا لم تفعل ما يبرّر خلق أي توترات جديدة حول أوكرانيا.
وأعرب لافروف عن أمل بلاده بأن تؤثر برلين في كييف لجهة تنفيذ التزاماتها الخاصة باتفاقيات مينسك، مجدّداً تأكيد رفض بلاده أي مطالب بخصوص التدابير الضرورية التي يقوم بها الجيش الروسي على أراضي بلاده فهذا من حق أي دولة.
وبشأن العلاقات بين البلدين قال لافروف: إن روسيا تتطلع إلى علاقات بنّاءة بصورة أكبر مع ألمانيا على قدم المساواة وبمراعاة المصالح الخاصة، وإن هذه العلاقات يجب أن تكون موجّهة إلى حل القضايا الإشكالية المتراكمة.
من جانبها أشارت بيربوك إلى أنه لا بديل عن علاقات جيدة مستقرة بين موسكو وبرلين، لافتة إلى أن بلادها ترى إمكانيات لتعزيز هذا التعاون، فبرلين بحاجة إلى روسيا لأنها تزوّد أوروبا بالغاز الذي تحتاج إليه.
وأعلنت الوزيرة الألمانية بدء مناقشة خطة مشتركة لحوار روسيا ناتو، مشيرة إلى ضرورة وجود قواعد مشتركة يمكن للجميع الاعتماد عليها لضمان الأمن في أوروبا.
وأكدت بيربوك ضرورة بذل جهود للعودة إلى المفاوضات في إطار “النورمندي” حول تسوية الأزمة الأوكرانية.
في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الدبلوماسيين الروس العاملين في أوكرانيا يتلقون تهديدات شخصية.
وقالت زاخاروفا في قناتها عبر تطبيق تلغرام اليوم: “هناك تهديدات شخصية لموظفينا في أوكرانيا وهي موجّهة ضد الدبلوماسيين والموظفين الإداريين والفنيين وأفراد عائلاتهم ويتم بشكل دوري إبلاغ الجانب الأوكراني بكل ذلك عن طريق مذكرات احتجاج”.
وكانت شرطة مقاطعة لفوف غرب أوكرانيا أعلنت نهاية كانون الأول الماضي أن مجهولاً ألقى زجاجة مولوتوف على سياج القنصلية العامة الروسية ولم يسفر ذلك عن أضرار مادية أو إصابات، بينما استدعت وزارة الخارجية الروسية القائم بأعمال السفارة الأوكرانية للاحتجاج على الهجوم.
وفي الإطار ذاته، أكد مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين أن بلاده مهتمة إلى أقصى حدّ بعلاقات حسن الجوار مع أوكرانيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن ناريشكين قوله اليوم: “لقد فعلت روسيا الكثير من أجل أن تصبح أوكرانيا دولة مستقلة ونحن بالطبع مهتمون إلى أقصى حدّ بحسن الجوار معها وبناء علاقات وثيقة ومكثفة وبنّاءة للطرفين”.
وأكدت روسيا في تصريحات لعدد من مسؤوليها على مدى الأسابيع الماضية، رفضها للاتهامات والمزاعم التي أطلقتها الدول الغربية والسلطات الأوكرانية حول نيتها شنّ حرب على أوكرانيا، معتبرة إياها ذريعة لنشر المزيد من المعدات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالقرب من الحدود الروسية.
وفي تصريح لافت، اعتبر رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف أنه في ظل وجود صواريخ تسيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لا حاجة لوجود قواعد روسية في الخارج ولاسيما في أمريكا اللاتينية.
وقال كارتابولوف خلال برنامج تلفزيوني اليوم: في ظل وجود أسلحة حديثة مثل التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لم تعُد هناك حاجة إلى نشر قواعد عسكرية روسية في كوبا وفنزويلا، موضحاً أنه في نقطة مشروطة واحدة في المحيط الأطلسي تكون هناك سفينة مسلحة بصواريخ تسيركون قادرة تماماً على تنفيذ أي مهام والمغادرة على الفور ويمكن أن تكون سفينة عائمة أو غواصة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيشين الروسي والبيلاروسي يعملان لإشراك جميع الإمكانات العسكرية للبلدين من أجل ضمان الأمن.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين اليوم: “بالتعاون مع الجانب البيلاروسي تم التوصل إلى تفاهم بأنه من أجل الدفاع المشترك سيكون من الضروري إشراك الإمكانات الكاملة للهيكل العسكري”.
وبرّر فومين هذا الأمر بأنه قد يظهر وضع لا تكفي فيه قوى ووسائل القوات الإقليمية لضمان أمن دولة الاتحاد ويجب أن نكون مستعدّين لتعزيزها.
وأفاد فومين بأنه سيتم وضع خيارات مختلفة للعمل المشترك لتحييد التهديدات وضمان استقرار الوضع على حدود روسيا وبيلاروس خلال اختبار قوات الردع السريع لدولة الاتحاد والذي تم الاتفاق عليه من رئيسي البلدين فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو في نهاية العام الماضي.