ملامح توقيع “اتفاقية تعاون استراتيجي” في قمة بوتين – رئيسي غداً
تقرير اخباري
يلتقي غداً الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي في موسكو نظيره الروسي فلاديمير بوتين تلبية لدعوة رسمية وجهها الرئيس الروسي نهاية العام الفائت. ولاشك أن الخطوط العريضة للقمة ستركز على التعاون الثنائي والإقليمي والدولي، مع التركز على التعاون الاقتصادي والتجاري، لأن مصالح روسيا وإيران تتداخل في العديد من الملفات، ومن أبرزها الاتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية المبرم عام 2015، خاصةً أن روسيا هي أحد الأطراف المنضوين في هذا الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً عام 2018 معيدة فرض عقوبات على طهران، وتشارك في المفاوضات الجارية حالياً في فيينا بهدف إحيائه. وسبق لموسكو أن اتخذت مواقف داعمة لإيران في ملف الاتفاق، إذ دعا وزير خارجيتها سيرغي لافروف في أيلول الماضي واشنطن الى “التحرك بشكل أكبر” لحل المسائل المرتبطة به، مشدداً على ضرورة رفع العقوبات عن طهران.
كانت اتصالات طهران وموسكو اتصالات وثيقة ومنتظمة، لكنها توقفت بسبب تفشي فيروس كورونا، لذلك تتلخص أهمية الزيارة في المقام الأول في ضرورة إجراء جرد لجدول الأعمال السابق واللاحق، خاصةً أن الطرفين بحاجة إلى مناقشة الأجندة الاقتصادية وقضايا السياسة الدولية، والعمل في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
وما دامت العلاقات الإيرانية الروسية وثيقة ومبنية على أساس حسن الجوار والتناغم في مختلف الإجراءات والرؤى كما في فيينا وفي آستانة، لا يستبعد في هذا الاطار أن يوقع الرئيسان بوتين ورئيسي على اتفاقية تعاون استراتيجي بين البلدين، وهو ما أشار اليه المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحفي رداً على سؤال حول إمكانية توقيع وثيقة تعاون استراتيجي بين إيران وروسيا خلال زيارة رئيسي إلى موسكو بالقول: “هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. نحن في مرحلة عمل ونبحث قضايا متعلقة بمختلف المجالات.. كما تجري متابعة بعض الوثائق والمذكرات”. وأضاف أن العمل مستمر للانتهاء من اتفاقية التعاون بين إيران وروسيا، وأن هذه الوثيقة التي تنظم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لا تزال قيد الدراسة.
إذاً، هذه الزيارة ستكون المحطة الخارجية الأبرز للرئيس الايراني منذ توليه منصبه مطلع آب الماضي، خلفاً لـحسن روحاني الذي أجرى آخر زيارة رسمية إلى موسكو في آذار 2017. في المقابل، زار بوتين طهران للمرة الأخيرة في تشرين الثاني 2015، والتقى حينها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
يذكر أن الرئيس الروسي كان أول المهنئين للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وكان من المقرر أن يجتمع الرئيسان الروسي والإيراني على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في عاصمة طاجيكستان في شهر أيلول الماضي، لكن بعد إعلان بوتين أنه سيلتزم بنظام العزل الذاتي نظراً لتعدد الإصابات بفيروس كورونا في دائرة المحيطين به، تم تأجيل كل الملفات للقمة غداً.
علي اليوسف