ريابكوف: واشنطن والناتو يتحملان مسؤولية تدهور الأمن الأوروبي
قال نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف، إن واشنطن والناتو يتحملان مسؤولية تدهور الوضع في مجال الأمن الأوروبي حتى هذا المستوى الحرج.
وأضاف ريابكوف، في كلمة خلال مناقشات نادي “فالداي” اليوم: “بالفعل بات الوضع، في مجال الأمن الأوروبي حرجا. وتتحمل الولايات المتحدة مع الناتو الذنب في ذلك، لأنهما يستخدمان، أوكرانيا كوسيلة ضغط على روسيا”.
وأشار ريابكوف إلى أن روسيا، تفضل التوصل إلى اتفاقيات بشأن الضمانات الأمنية في المقام الأول مع الولايات المتحدة، لأن إشراك مجموعة واسعة جدا من الدول في هذه العملية يأتي بنتائج عكسية.
وأكد نائب الوزير الروسي، أن الولايات المتحدة تربط مقترحاتها حول معاهدة “ستارت- 3″، بالوضع في أوكرانيا. مشدداً أن روسيا لا تنوي مهاجمة أوكرانيا، ولا تعتزم اتخاذ تدابير عدائية ضدها، ولن تقتحم أراضيها. وقال: “نحن نقوم فقط بتدريبات وتحركات دورية للقوات على أراضينا”.
وأعرب ريابكوف عن ثقته في استحالة اندلاع أي مواجهات عسكرية كاملة، أو نشوب حرب شاملة في أوروبا أو في أي مكان آخر.
في الأثناء، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن الكرملين يعتبر لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي أنتوني بلينكن المقرر عقده الجمعة القادمة حدثا “مهما للغاية”.
وردا على سؤال صحفي حول احتمال تسارع عملية تنسيق الضمانات الأمنية بعد هذا اللقاء أجاب بيسكوف: “طبعا، في ضوء المفاوضات التي قد جرت وعملية صياغة الجواب من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو، فإن الاتصالات التي كما ذكرت، ستعقد الجمعة القادمة، مهمة للغاية. لا نريد أن نقول شيئا حاليا، وجدول الأعمال مفهوم بالكامل. لذلك فنتوقع يوم الجمعة”.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه يتم حاليا العمل على تنظيم لقاء وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف والأمريكي، أنتوني بلينكن، في 21 يناير الجاري في جنيف.
كما طالبت زاخاروفا بالتوقف عن إطلاق التكهنات حول التدخل الروسي المزعوم في أوكرانيا.
وأضافت “أن تصريحات سكرتيرة البيت الأبيض الصحفية جين بساكي حول تحضير مزعوم لإجلاء دبلوماسيين روس من أوكرانيا تدل على تورط واشنطن في استفزاز كانت قد نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية سابقاً”.
وتابعت زاخاروفا “يمكن وصف كل ذلك بالسلوك الاستفزازي وأصبحنا نفهم الآن كل ما تم القيام به أي أن مصادر الصحيفة الأمريكية كانت من جهاز الأمن الأوكراني وليس من مراسليها في موسكو” .
في سياق متصل، أعلن الوفد الروسي إلى المحادثات الجارية في فيينا حول قضايا الأمن العسكري والحد من التسلح عن بدء “العد التنازلي” في انتظار موسكو جوابا من الغرب على مقترحاتها بشأن ضمانات الأمن.
وقال رئيس الوفد قسطنطين غافريلوف في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء خلال أول اجتماع عقده هذا العام منتدى التعاون في مجال الأمن التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: “تأتي لحظة الحقيقة التي يقبل فيها الغرب مقترحاتنا أم أن طرقا أخرى لضمان أمن روسيا سيتم إيجادها. إنني على يقين أنه في ظل وجود نوايا حسنة واستعداد لقبول حل وسط، يمكن إيجاد حلول مقبولة من جميع الأطراف في كل وضع صعب”. وأضاف الدبلوماسي: “الوقت لذلك ينفد بسرعة. العد التنازلي قد بدأ”.
وفي 11 كانون الثاني جرت في فيينا، ضمن إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الجولة الثالثة من المشاورات الروسية الغربية بشأن ضمانات الأمن، والتي تطالب موسكو الغرب فيها بتقديم ضمانات ملزمة قانونا لها لتخلي حلف الناتو عن التمدد شرقا وعدم انضمام أوكرانيا وأي جمهوريات سوفيتية سابقة أخرى إلى الحلف، وعدم نشر أسلحة جديدة تهدد أمن روسيا في مناطق قريبة من حدودها.