في ضوء الاستقالات الكثيرة…هل يصلح المكتب التنفيذي ما أٔفسدته الخلافات الفنية في اتحاد كرة الطاولة؟
البعث الأسبوعية – عماد درويش
بعيداً عن الاجتماع الذي من المقرر أن يكون قد عقد أمس بين المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام مع أعضاء اتحاد كرة الطاولة الخمسة الذين تقدموا باستقالتهم، يمكن القول أن المكتب التنفيذي سيكون أمام اختبار صعب لحل هذا الإشكال الذي سيكون له آثار كبيرة على اللعبة في حال لم يتم تلافي الخلل.
قضية الاستقالات الخمسة لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت امتداد لمشاكل كثيرة عصفت بالاتحاد خلال الفترة الماضية بسبب تفرد رئيس الاتحاد بالقرارات، إضافة لبعض المنغصات التي لم يجد الاتحاد سبيلاً لتجاوزها ومنها على سبيل المثال ما تعرضت له بطلتنا هند ظاظا خلال مشاركتها بإحدى البطولات الدولية في قطر حيث لم تجد لها مكانا لتنام فيه ولولا تدخل أصحاب(النخوة) لبقيت في الشارع دون مأوى لها، وهذا يتحمله رئيس الاتحاد لعدم إرساله مدرب أو إداري معها، والأمر الثاني تمثل بإصرار رئيس الاتحاد على تغيير مدرب(هند) وتغيير (الإداري) ووضع بدل منهما مدرب جديد وإدارية جديدة ، لم يكونا على مستوى الطموح ولم ينالا رضا كوادر اللعبة وأهل اللاعبة.
رأب الصدع
محاولة رأب الصدع التي يقوم بها المكتب التنفيذي، أو بصيغة أخرى محاولة إيجاد حل توافقي لكل هذه المشاكل ومحاولة يبدو أنها لن تجدي نفعاً خاصة بعد أن علمت” البعث الأسبوعية” أن للخلافات محاور كثيرة، وأخطر ما فيها تغييب الأنظمة بسبب جهلها تارة وبسبب التعنت تارة أخرى، وتغييب لغة الحوار الفني داخل الاتحاد.
والمتابع لأمور الاتحاد يعرف أن جميع المستقيلين الحاليين هم من خيرة الكوادر الفنية والإدارية باللعبة، وهنا لابد من التذكير أنه قبل هذه الاستقالات الخمسة كان هناك ثلاث استقالات سابقة منذ أكثر من عام لثلاثة من خيرة الكوادر الفنية باللعبة، أي أننا الآن أمام ثمانية استقالات في عام ونصف مبين أعضاء اتحاد ولجان رئيسية، وفي طليعتهم البطل السابق جمال ريشي الذي حقق أهم الانتصارات لطاولتنا خلال الحقبة الذهبية في الثمانينات، إضافة لسوسن مصطفى التي لها باع طويل بالعمل الإداري والتنظيمي في الاتحادات وهي التي أبعدت من قبل رئيس الاتحاد بطريقة عجيبة لا تخطر بالبال حيث أقالها من منصبها وهي على رأس عملها، علما أنها معينة بقرار من المكتب التنفيذي، وهذه لوحدها مخالفة تنظيمية لا يجب السكوت عنها.
كما أن رئيس لجنة المنتخبات محمد حزوري كان جزءاً من ابتعاد خيرة الكوادر التدريبية عن العمل نتيجة الأجواء الغير صحية للعمل.
أسئلة مشروعة
أمام هذا الواقع يتبادر للذهن مجموعة من الأسئلة أبرزها: هل من المعقول أن يكون الجميع على خطأ ورئيس اتحاد الطاولة ومن بقي معه على صواب؟ وهل يعقل ألا يستطيع كل المستقيلين الفنيين إقناع من تبقى بالاتحاد بأمور فنية بسيطة؟ وهل يجوز لمن لا يعرف بأمور التنظيم أن يغلب رأيه على الأخرين؟ وهل يجوز لاتحاد لعبة أن يتجاوز قرار جمعية عمومية ببساطة ويتجاوز قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بقرار اتحاد وأن يتم تغيير المهام لأمانة السر داخل الاتحاد دون انتظار موافقة المكتب التنفيذي؟، فإذا كان من ارتكب كل هذه المخالفات عن علم بها فهذه مصيبة وإن كان لا يدري بالقوانين فالمصيبة أعظم.
على العموم الأنظمة المعمول بها تنص على أنه في حال استقالة النصف +1 في أي مفصل رياضي يتم حلها والدعوة لاجتماع جمعية عمومية للعبة لانتخاب اتحاد جديد لأنه من غير المعقول أن يستمر العمل على مسألة الترميم على مبدأ (حبوا بعض) وننسى كل المسائل الجوهرية التي أوصلت الأمور لهذه المرحلة.
إصرار على الاستقالة
وحسب المعطيات المتوفرة لدينا فإن الأعضاء مصرين على تقديم الاستقالة، وعدم حضورهم أي اجتماع مع القيادة الرياضة مطالبين بالوقت نفسه تطبيق القوانين والأنظمة وهي حل الاتحاد وتشكيل لجنة مؤقتة جديدة لحين انتخاب اتحاد جديد أو تشكيل اتحاد من قبل القيادة الرياضي يضم خبرات مشهود لها على ساحة اللعبة محليا وخارجيا وأن يكون قادر على قيادة اللعبة بشكل جيد.
عضو الاتحاد المستقيل راني صافيا أوضح لـ “البعث الأسبوعية” أنه تقدم باستقالته بسبب التفرد في القرارات و”العنجهية” بالعمل من قبل رئيس الاتحاد، مبيناً أن الفترة الماضية شهدت صداماً دائماً بين أعضاء الاتحاد ورئيسه، بسبب رفضه أي وجهة نظر مخالفة لمايراه.
وأشار صافيا إلى أن الخلاف الجوهري يعود إلى سعي رئيس الاتحاد لاحتكار المناصب خارج سورية، و “البروظة” الإعلامية ورفضه إعطاء أي دور لأعضاء الاتحاد، لافتاً إلى أن جميع أعضاء الاتحاد الذين استقالوا هم من الأشخاص الفنيين والذين يعملون على أرض الواقع، وهذا إن دل على شيء فهو أن كرة الطاولة في سورية باتت تُختزل بشخص أو اثنين، كون رئيس الاتحاد يتدخل بكل شاردة وواردة في الشأن الفني واختيار اللاعبين الذي يمثلون المنتخب الوطني حسب رؤيته وأهوائه الخاصة.
من جانبه عضو الاتحاد المستقيل ورئيس لجنة المدربين جمال ريشي أكد أن استقالته قائمة ولن يتراجع عنها حتى لو عاد بقية المستقيلين عن استقالتهم، كون استقالته جاءت بسبب غياب الانسجام في الآراء داخل أروقة الاتحاد وعدم امتلاكه أي دور واضح، مبينا أن رئيس الاتحاد كان يتخذ القرارات دون الرجوع إلى لجنة المدربين، فضلاً عن تهميش بقية اللجان التي كانت اسمية فقط.