قوات “منظمة الأمن الجماعي” تنهي تواجدها في كازاخستان
غادرت المجموعة الأخيرة من قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي اليوم كازاخستان في طريق عودتها إلى روسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليوم أن أربع طائرات نقل عسكرية أقلعت من العاصمة الكازاخستانية نور سلطان وأكبر مدن البلاد ألماتا متوجهة إلى روسيا وعلى متنها آخر وحدات لقوات حفظ السلام الروسية وقيادتها برئاسة الفريق أناتولي سيرديوكوف مشيرة إلى أن الطيران العسكري الروسي سبق أن سحب من كازاخستان عسكريي أرمينيا وبيلاروس وطاجيكستان المنتمين إلى قوات حفظ السلام بينما غادر العسكريون القرغيزيون أراضي البلاد بأنفسهم براً.
وأعلن الفريق سيرديوكوف لدى مغادرته كازاخستان انتهاء عملية حفظ السلام التي نفذت بقرار من منظمة معاهدة الأمن الجماعي في أراضي هذا البلد وقال: اليوم تعود إلى الوطن آخر وحدات قوات حفظ السلام وقيادتها.. أتمنى للشعب الكازاخستاني السلام والازدهار مشيرا إلى أن قوات حفظ السلام حققت جميع الأهداف المسندة إليها منوها بمستوى التنسيق بين عسكريي الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومهنيتهم.
ووصلت قوات حفظ السلام التابعة لمعاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان أوائل الشهر الجاري بطلب من حكومتها على خلفية موجة أعمال الشغب والنهب التي مر بها هذا البلد ولمساعدته في مواجهة المجموعات المسلحة التي حاولت اثارة الاضطرابات.
في الاثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أن ما شهدته كازاخستان يثبت تعرضها لعدوان من عصابات إرهابية دولية تلقت تدريباً جاداً في الخارج.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن سيرومولوتوف قوله في تصريح اليوم: وفقاً لوكالات إنفاذ القانون في كازاخستان فإنه كان بين المسلحين الذين شاركوا في الهجمات التي شهدها هذا البلد أشخاص من أصول أجنبية إضافة إلى متشددين اكتسبوا خبرة في بلدان أجنبية ومناطق ساخنة موضحاً أن كازاخستان واجهت تحديا غير مسبوق لكيانها وأمنها وسيادتها مشيرا إلى أن القوى الساعية للاستيلاء على السلطة بالعنف كانت بحاجة إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي في كازاخستان لافتاً إلى أن عناصر العصابات شنوا هجوماً إرهابياً هجيناً كان يهدف لتنفيذ انقلاب ومن السابق لأوانه التحدث عمن كان العقل المدبر.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح صحفي اليوم إن روسيا رصدت تورط قوى متطرفة في أحداث كازاخستان لكن التحقيق هو الذي يجب أن يحدد ما هي الجهات الخارجية التي وقفت وراء تنظيم الاضطرابات في البلاد.
إلى ذلك، وافق المجلس (الغرفة السفلى) بالبرلمان الكازاخستاني على تعديلات دستورية تلغي رئاسة رئيس الدولة الأول نور سلطان نزارباييف مدى الحياة لكل من مجلس الأمن الوطني وجمعية شعب كازاخستان.
وكتب نائب المجلس، كانات نوروف على صفحته في “فيسبوك”: “كان لا بد من إلغاء رئاسة الرئيس الأول مدى الحياة في كل من جمعية شعب كازاخستان ومجلس الأمن (الوطني)، الأمر الذي قد أعلن عنه بنفسه، والذي أنجزناه اليوم. وشارك خادمكم المطيع في اتخاذ المجلس قراره التاريخي هذا”.
وذكر النائب أن كل التعديلات الدستورية اللازمة قد تم رفعها إلى مجلس الشيوخ (الغرفة العليا بالبرلمان الوطني)، ومفادها أن رئاسة كلا الجهازين تعود من الآن فصاعدا إلى رئيس الجمهورية “بموجب وظيفته وليس بموجب شخصيته”.
وكان نزارباييف سلم صلاحيات رئيس جمعية شعب كازاخستان (وهو جهاز تشاوري لدى رئاسة الجمهورية) للرئيس الحالي قاسم جومارت توكاييف في العام الماضي، أما منصب رئيس مجلس الأمن فتسلمه لتوكاييف أثناء أعمال الشغب الأخيرة مطلع الشهر الجاري.