اقتصادصحيفة البعث

نقص تمويل وحرج خدمي في زحام النقل الداخلي.. والآمال عريضة بوعود الـ 500  باص المستوردة 

دمشق – علي بلال قاسم 

برصيد لا يتجاوز الـ 320 باصاً، منها 210 باصات عائدة للشركات الخاصة، تتعاظم معاناة الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق والتي تستحوذ على 110 باصات يترنح معظمها تحت وطأة نقص التمويل وتراجع الموازنات التي تسبب المزيد من الأعطال وضعف الصيانة وقلة القطع البديلة، حيث تضج المحافظات من أزمة نقل داخلي ناجمة عن قلة المركبات المخصصة، إضافة إلى خروج عدد من تلك الحافلات من الخدمة بتأثير أزمة المحروقات وعدم توافر كميات كافية من المازوت أو البنزين.

ومع متابعة ووضوح سوء الخدمة على الأرض يبدو مشهد الشركة والقائمين عليها محرجاً، إذ يظهر المسلسل اليومي للزحام والضغط البشري على الحافلات – إن وجدت – وجهاً غير محموداً للأداء الحكومي الخدمي، في ظل معاناة الجميع إن كان راكباً أو سائقاً أو مشغلاً، حتى مع إصدار وزارة الإدارة المحلية والبيئة قراراً يقضي بزيادة العلاوات الإنتاجية للعاملين في الشركات العامة للنقل الداخلي، ووفق القرار تم رفع سقوف العلاوات الشهرية بما يتناسب مع الظروف الحالية والإمكانيات المتاحة وذلك لكل العاملين “سائقين وفنيين واداريين” في الشركات العامة للنقل الداخلي، ومنح هذه العلاوات يتم وفق نظام تقييم أداء للعاملين شهرياً في ضوء إنتاجهم ومردودهم وسلوكهم ووفق معايير محددة ضمن القرار.

ورغم اعتبارات الوزارة بأن الزيادة خطوة في إطار تشجيع العاملين ورفع الروح المعنوية، ما سينعكس بشكل إيجابي على زيادة الإنتاجية ورفع مستوى الخدمة المقدمة والنهوض بمستوى الشركة، إلا أن معظم السائقين يشكون تقاضي أجورهم كنسبة من البطاقات المباعة، وليس وفق أجر يومي أو شهري محدّد، الأمر الذي يُحفّز السائقين على تكديس الركاب فوق بعضهم لتحقيق قدر أعلى من الدخل.

أمام هذا الواقع المرير على كافة الجبهات ترتفع الآمال بمحاولات الحكومة ووعودها المتكررة لحلحلة الملف من خلال التعاقد على توريد 500 باص من الجانب الإيراني ومن خلال المنحة المقدمة من الجانب الصيني الصديق والتي تقدر بـ100 باص، إضافة إلى التعاقد المباشر على شراء 100 باص وصيانة وإصلاح عدد آخر من الباصات التي تضررت بفعل الإرهاب.

وتقول مصادر الشركة إن توريد تلك الحافلات سيتم على مدى 6 أشهر، وعلى 3 دفعات، إلا أن فعلاً ما على الأرض لم يتحقق، في وقت أقرت فيه اللجنة الاقتصادية الموافقة على تجديد أسطول النقل الجماعي للشركة السورية للنقل والسياحة من خلال شراء عشرات الباصات التي سيتم تسييرها على محاور النقل الرئيسة بين المحافظات.

إيقاع الموضوع يذكرنا بالهدية الإسعافية التي قدمتها الصين  عام 2019 عندما ساهمت بـ 100 حافلة لسورية وزعت آنذاك على المحافظات الأشد حاجة، مع التعاقد بين وزارة الإدارة المحلية وشركة ماز للآليات البيلاروسية لتوريد 200 باص بمواصفات عالية (محرك مرسيدس – علبة سرعة اوتوماتيك)، في وقت تمّ إرسال 16 باصاً من دمشق إلى حلب لدعم مرفق النقل، وكذلك الحال إلى دير الزور والرقة والزبداني ودرعا لتحسين خدمة المواطن، كما تم تأمين مرآب للشركة في منطقة باب شرقي مؤخراً وتسليمه مجاناً إلى إدارة الشركة بعد خروج أربع رحبات لباصات الشركة عن الخدمة في المناطق الساخنة.

ولا تخفي الشركة في تصريحاتها وتقاريرها الدورية وجود  الصعوبات التي تواجه العمل في الإصلاح وتأمين قطع الغيار، لاسيما أن الشركة تعتمد على إيراداتها الذاتية الشهرية في تأمين جميع احتياجاتها من لباس صيفي وشتوي وأحذية ورفع سقف الطبابة لعمال الشركة وعائلاتها وتخصيص 10 باصات لنقل عمال الشركة من وإلى عملهم ومنازلهم.