الكوادر التمريضية.. وحلم الانتقال إلى المحافظة الأم
دمشق – فداء شاهين
أثبت الواقع الوظيفي للكوادر التمريضية في مختلف المشافي الحكومية سوء التخطيط لهذه المهنة التي يطلق عليها مهنة “ملائكة الرحمة”، لجهة الاشتراط وعدم السماح لهم، ممرضين ممرضات، بالانتقال إلى محافظتهم الأم، حتى بعد مضي مدة الخمس سنوات إلا لما ندر، وبعد الحصول على عدة موافقات مع “واسطة قوية”.
ولم تخف إحدى الممرضات في مشفى الأطفال بدمشق معاناتها لعدم السماح لها بالنقل إلى محافظتها بعد أربع سنوات من الاغتراب فهي لا تستفيد أي شيء من الراتب في ظل الظروف المعيشية الصعبة والإيجارات المرتفعة، ويتقاطع حالها مع حال زميلاتها اللواتي تجاوزن مدد الخمس سنوات، فلم يسمح لهن حتى بالتحدث في موضوع النقل، ليعملن مكرهات حتى يتحقق حلمهن بالنقل إلى مدينتهن.
نقيب التمريض والمهن الطبية والصحية يسرى ماليل بينت لـ “البعث” أن إشكالية النقل بين المحافظات تعود إلى سوء التوزيع، وكان رأي وزارة الصحة الانتظار كون الانتقال من مكان إلى آخر سيتسبب بعبء على المحافظة، وخاصة في اللاذقية والسويداء، المحافظتان الأكثر عدداً، ففي طرطوس يوجد في مشفى الباسل لوحده 3 آلاف ممرضة بينما في حلب لا يوجد سوى 400 ممرضة، وهنا يوجد سوء في التوزيع، إضافة إلى مشكلة السفر، مشيرة إلى أن الوزارة وعدت بحل هذا الموضوع.
وأشارت ماليل إلى أنه تم التركيز في مفاضلة هذا العام على القبول في كل محافظة من أجل تأمين العدد المطلوب، بحيث يتم تعيين الكوادر بنفس المحافظة التي يعيشون فيها، علماً أنه يوجد التزام مقابل كل سنة دراسية خدمة سنتين، وبعد مضي فترة الالتزام يستطيعون تقديم طلبات النقل حسب الحاجة.
ولم تخف ماليل العبء الكبير على الممرض والممرضة ومعاناتهم من أجرة المواصلات والمناوبة وغيرها وبالتالي صرف الراتب من دون الاستفادة منه، والكوادر التمريضية بحاجة إلى إنصافها وتعديل طبيعة عملها أسوة بالأطباء، أما بالنسبة لإحصائيات الممرضات اللواتي سافرن خارج البلاد فليس هناك رقم دقيق.
مصادر في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بينت لـ”البعث” أن أغلب الكوادر التمريضية العاملة في مشافي دمشق هي من محافظات السويداء وطرطوس واللاذقية ما تسبب في صعوبة منح موافقات النقل.