تجارة الأراكيل تزدهر على أنقاض التجارات الأخرى.. اقتصادها تفوّق على التدخين والعائد للمهرّب!
دمشق – ريم ربيع
أعلنت وزارة السياحة الأسعار التأشيرية لتقديم الأراكيل في المطاعم والمقاهي، وحدّدتها بـ 5500 ليرة للمطاعم تصنيف نجمتين، و6400 ليرة للثلاث نجوم، و”أكثر من ذلك” للأربع نجوم وأكثر.
عموماً فإن معظم مطاعم دمشق ستلتزم بتسعيرة “الأكثر من ذلك”، حيث تجاوز سعر تقديم الأركيلة من 5 أشهر تقريباً حدّ الـ 8000 ليرة في النسبة الأكبر من المطاعم، وتحوّل اليوم إلى مقياس لمدى رفاهية المنشأة، حيث يتراوح وسطي الأسعار بين 8000 و17 ألف ليرة للأركيلة، يضاف إليها ما لا يحتسبه رواد المطاعم ولا يُسألون عنه حتى، وهو الخرطوم البلاستيكي المغلف “النبريش الصحي”، والذي يقدّم من لهفة صاحب المنشأة على صحة زبائنه، ويضاف على الفاتورة بقيمة تتجاوز 3000 ليرة في معظم الأحيان.
وجد أصحاب المطاعم والمقاهي في “النبريش” الصحي باب رزق جديداً، حتى باتوا يتذمرون إن طلب أحدهم خرطوماً عادياً، ويحذرونه من المخاطر على صحته وانتقال عدوى كورونا، ولا يمكن هنا القول إن تذمرهم هذا من باب الالتزام بتعليمات وزارة السياحة، فإن أصرّ الزبون تُلبّى رغباته فوراً دون أن يوضع للتعليمات أية قيمة.
غلاء تقديم الأراكيل إلى هذا الحدّ، والذي يصفه كثر أنه غير منطقي ولا مبرّر له، حوّل الكثير من الزبائن “للتنفيخ” في المنزل، غير أنهم اصطدموا مجدداً بتكاليف اقتناء الأركيلة ومعداتها، حيث يتراوح سعر الأركيلة اليوم بين 60 – 300 ألف ليرة، وأصبحت لا تختلف كثيراً عن شراء الملابس لجهة الموضة والموديلات المتجددة دائماً!!
أما المعسل فقد ارتفع سعره إلى 6000 ليرة للعلبة الواحدة، ما حوّل الكثيرين لشراء معسل “فرط” بجودة رديئة جداً ومن مصادر غير معروفة، إلا أنه أوفر بنسبة كبيرة، يضاف إلى ذلك غلاء سعر الفحم بنوعيه الطبيعي والصناعي، فالكيلوغرام الواحد من الفحم الطبيعي الجيد تجاوز سعر 6000 ليرة، أما الصناعي فيتراوح بين 15 – 20 ألف ليرة.
وأمام نسبة الربح العالية والطلب المتزايد، تحوّلت تجارة الأراكيل واكسسواراتها إلى فرصة مغرية تعود بأرباح كبيرة وبزمن قياسي، وبات الحيّ الذي يحتوي بقالية واحدة يضمّ في الوقت ذاته ثلاثة أو أربعة محلات لمستلزمات الأركيلة!. من جهة أخرى، نشهد مع كل حملة أو “كبسة مفاجئة” على المعسل والفحم المهرب ارتفاعاً جديداً بالأسعار، يسبقه ضخ نوعيات رديئة بالأسواق لفترة، حتى يطالب الزبائن بالمعسل “الأصلي”، مهما علا سعره، كما تصدّر المعسل قائمة الهدايا التي يطلبها السوريون من أقربائهم بالغربة، وتفوق حتى على العطور وغيرها من التذكارات.
قياساً إلى التزايد الكبير والمتسارع في عدد “المؤركلين” يرى البعض أن اقتصاد الأركيلة بات يتجاوز بنسبة كبيرة اقتصاد التدخين، فالمصروف اليومي على الأراكيل ومستلزماتها تجاوز مئات الملايين، سواء في المطاعم أو المنازل، ومع ذلك يبقى المهرّبون هم أول المستفيدين، والذين تصبّ هذه المصاريف في جيوبهم وخزائنهم.