أول دعوى قضائية ضد كارثة فوكوشيما
تقرير إخباري
رفع مؤخراً ، ستة أشخاص ممن تراوحت أعمارهم بين 6 و 16 عاماً دعوى قضائية ضد شركة طوكيو للطاقة الكهربائية “تيبكو”- أول دعوى قضائية ضد هذه الحادثة – ، وطالبوا بالحصول على الملايين كتعويض بعد إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية بعد الانصهار الذي حدث في مفاعل محطة فوكوشيما، والذي يقولون إنه نتيجة مباشرة لتعرضهم للإشعاع بسبب كارثة فوكوشيما التي وقعت عام 2011.
وبحسب المحامي الرئيسي في الدعوى الجماعية “كينيشي إيدو” واجه بعض المدعين صعوبات في الالتحاق بالتعليم العالي والحصول على وظائف، حتى أنهم اضطروا للتخلي عن أحلامهم المستقبلية.
تم رفع الدعوى ضد شركة “تيبكو” في محكمة طوكيو، حيث طالب المدعون الذين عاشوا جميعاً في مدينة فوكوشيما وقت وقوع الكارثة وتم تشخيص إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية بين سن 12 و 18 عاماً، بتعويض قدره 616 مليون ين أي ما يعادل 5.4 مليون دولار.
ووفقاً لمنظمات الصحة المحلية، فإن أربعة من المدعين قد “خضعوا لاستئصال الغدة الدرقية ويحتاجون إلى علاج هرموني مدى الحياة، ويقول أحدهم إن السرطان انتشر منذ ذلك الحين، أما الاثنان الآخران فقد تم استئصال جزء من الغدة الدرقية”.
جدير بالذكر، وقعت هذه الكارثة- التي تعتبر ثاني أسوأ كارثة نووية في العالم بعد تشيرنوبيل- في 11 آذار 2011 حيث تسببت هزة أرضية شمال شرق اليابان بأمواج مد عاتية “تسونامي” تسببت في انهيار ثلاثة مفاعلات نووية في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.
و في عام 2019 ، أثارت تبرئة محكمة يابانية لمسؤولين تنفيذيين سابقين في شركة “تيبكو” متهمين بالإهمال الجنائي لفشلهم في اتخاذ تدابير مناسبة تكفل السلامة قبل كارثة فوكوشيما، الغضب لدى السكان المحليين.
وحينها انتهز معارضو استخدام الطاقة النووية الكارثة لانتقاد هذه الطاقة كونها غير آمنة على الإطلاق، وكان من بين هؤلاء النقاد رئيسا وزراء سابقين، وهما جونيتشيرو كويزومي، وناوتو كان، اللذان حثا الاتحاد الأوروبي مؤخراً على رفض الطاقة النووية كجزء من أي انتقال “للطاقة الخضراء” يهدف إلى معالجة أزمة المناخ.
وقال كويزومي الذي شغل منصب رئيس وزراء اليابان من عام 2001 إلى عام 2006: “علمتنا كارثة فوكوشيما أن الطاقة النووية ليست طاقة آمنة ورخيصة ونظيفة”. ووافقه الرأي ناوتو كان الذي كان رئيساً للوزراء في الفترة من 2010 إلى 2011، وقال في مؤتمر صحفي: “حتى لو لم نعتمد على الطاقة النووية ولا نستخدم الوقود الأحفوري، فهناك ما يكفي من مصادر الطاقة المتجددة لتوفير الطاقة اللازمة، هذا صحيح في اليابان كما هو صحيح في بلدان أخرى في العالم”.
سمر سامي السمارة