لافروف: انضمام أوكرانيا إلى “ناتو” لن يعزّز أمنه
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن انضمام أوكرانيا لعضوية حلف ناتو لن يقدّم أي مساهمة لتعزيز أمنه، بل على العكس سيتسبّب بتأزيم العلاقات بين الحلف وروسيا.
ونقلت وكالة تاس عن لافروف قوله خلال برنامج (أمسية الأحد) على القناة الروسية الأولى اليوم: “يتبيّن لنا في كل مرة أن الخط الذي تقول دول الحلف إنها تدافع عنه يتحرّك شرقاً بشكل أكبر وبات الآن قريباً بالفعل من أوكرانيا، فهم يريدون أيضا سحب هذا البلد إلى طرفهم رغم أنه من الواضح للجميع أن أوكرانيا ليست مستعدّة لذلك ولن تقدّم أي مساهمة على الإطلاق لتعزيز أمن ناتو”.
وتابع لافروف: إن عضوية أوكرانيا في ناتو ستؤثر بشكل خطير في العلاقات بين روسيا والحلف، و”هذا سيقوّض حقاً العلاقات مع الاتحاد الروسي لأنه سيكون انتهاكاً صارخاً للالتزامات التي اتخذها رؤساء الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى في ناتو”، مضيفاً: “دعهم يعزوا أنفسهم بالقول إن الأمر (دفاعي) وهذا لا يجعل الأمور أسهل بالنسبة لنا فقد اقترب خط الدفاع الخاص بهم منا بالفعل”.
وتابع لافروف: “نحن اليوم نوجّه طلباً رسمياً إلى زملائنا في دول الحلف ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من خلال وزارة الخارجية ندعوهم فيه للشرح كيف ينوون الوفاء بالتزامهم بعدم تقوية أمنهم على حساب أمن الدول الأخرى.. وإذا لم يكن هذا هدفهم فعليهم تبرير أفعالهم”.
ويواصل حلف ناتو حشد قواته العسكرية وإجراء مناورات على طول الحدود مع روسيا، إضافة إلى إرسال شحنات ضخمة من الأسلحة إلى الجيش الأوكراني وسط تجاهل للدعوات الروسية إلى التوصل لاتفاق حول الضمانات الأمنية المتبادلة.
وفي السياق، جدّدت روسيا التحذير من أن توسّع حلف شمال الأطلسي “ناتو” بشكل أكبر سيوجّه ضربة قاسية للأمن الأوروبي وفي مقدّمته أمن روسيا.
ونقلت وكالة تاس عن أندريه كيلين السفير الروسي لدى بريطانيا قوله في مقابلة مع صحيفة صندي تايمز: “إن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيعزّز هذا التوسع الأمن أم يقوّضه، ونحن من جانبنا نرى أن هذا الأمر سيوجّه ضربة للأمن في أوروبا ولنا في روسيا على وجه الخصوص”.
وحول الوضع في أوكرانيا دعا كيلين إلى اعتماد الحل الدبلوماسي بعيداً عن عضوية “ناتو”، وقال: “هذا الخيار يعود إلى أوكرانيا بأن تكون بلداً ذا سيادة ومستقلاً، فهي تدّعي أنها بلد محايد حسب الدستور الأوكراني، وكان من الأفضل لو بقيت على الحياد أو غير منحازة، ونحن بحاجة إلى ضمانات قانونية جادة بأن أوكرانيا لن تكون جزءاً من حلف ناتو”.
من جهته، جدّد أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف نفي المزاعم الأمريكية حول تهديد بلاده لأوكرانيا، مؤكداً أن موسكو لا تهدّد بأي شكل من الأشكال، وكل تصريحات السلطات الأمريكية التي تزعم عكس ذلك “سخيفة تماماً”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن باتروشيف قوله اليوم: “حالياً يقولون إن روسيا تهدّد أوكرانيا.. فهذه سخافة تامة حيث لا يوجد أي تهديد من جانب روسيا”، مشيراً إلى أن “الأوكرانيين أنفسهم بما في ذلك العديد من المسؤولين يعلنون أنه لا يوجد تهديد”.
وأضاف: “لكن المسؤولين الأمريكيين يزعمون أن هناك تهديداً وهم مستعدون للقتال وتقديم الأسلحة حتى آخر أوكراني”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أمس أن الضجة الإعلامية الغربية حول أوكرانيا “بلغت ذروة الجنون”.
وتعمل الدول الغربية على تأجيج التوترات حول الوضع في أوكرانيا بترويجها ادّعاءات حول نشر قوات روسية على طول الحدود الأوكرانية.
وفي تصعيد جديد لهاجس الخوف المتنامي في الداخل الأوكراني، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بلاده ستقترح على حلف شمال الأطلسي “ناتو” إرسال قوات واسعة إلى أوروبا الشرقية في إطار عملية انتشار عسكري كبيرة بذريعة أزمة أوكرانيا التي يواصل أركان الحلف تأجيجها ضمن مخططاته للهيمنة على المنطقة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن جونسون قوله في بيان الليلة الماضية: “أصدرت الأمر لقواتنا المسلحة بالاستعداد لنشر قوات في أوروبا الأسبوع المقبل لضمان قدرتنا على دعم حلفائنا في ناتو براً وبحراً وجواً”.
وأوضح مكتب جونسون أن الاقتراح الذي يتضمّن نشر قوات كبيرة وطائرات مقاتلة وسفن حربية سيتم تقديمه خلال اجتماع لقادة ناتو العسكريين الأسبوع المقبل وقد يؤدّي إلى مضاعفة عديد القوات البريطانية المنتشرة حالياً في أوروبا الشرقية وتوفير أسلحة لأستونيا.
ويستغل جونسون إجراءات التصعيد التي يروّجها ناتو بقيادة الولايات المتحدة ضد روسيا في صرف الانتباه عن الضغوط السياسية الداخلية التي يتعرّض لها نتيجة سلسلة فضائح تلاحقه ويحاول تصريفها بانتصارات إعلامية خارجية وهمية.
وأعلنت فرنسا أمس إرسال قوات إلى رومانيا في إطار الحشد الذي يعمل حلف شمال الأطلسي “ناتو” عليه شرق أوروبا بدعوى حماية أوكرانيا من مزاعم يروّجها حول تدخّل روسي فيها.