من أوراق الأيام مرة أخرى
من المعروف لنا جميعاً أن مفكرة الأيام (المفكرة)، أو (الروزنامة) في اللغة الدارجة، تحمل في أوراقها آراء وأقوالاً ومعلومات طوال السنة، وفي هذه الأوراق يمكن أن نجد ما نتداوله من هذه الآراء والأقوال والمعلومات، ولنبدأ في ذلك الآن:
أولاً – العنوان (حكمة): لا قيمة لحياتي إن لم أعد مفيداً للآخرين (غوتة).
ثانياً – العنوان (الاختيار): يعيش معظم الناس في سعادة بالقدر الذي يهيئون به عقولهم لها.
من عاش لنفسه يبقى صغيراً ومن عاش لغيره يبقى كبيراً.
ثالثاً – العنوان (الصواب): قال رجل لسقراط: إن الكلام الذي قلته لنا غير مقبول، فقال له سقراط: ليس يلزمني أن يكون مقبولاً، وإنما يجب أن يكون صواباً.
رابعاً – العنوان (نساء): سئل حكيم: أي النساء أحسن؟ قال: التي تخرج من عندها كارهاً وترجع إليها والهاً.
خامساً – العنوان (ثلاث): ثلاث يورثن الإنسان المهانة والحسرة: قلة العقل وقسوة القلب وذلة الروح. وهذه الثلاث هي دائماً من ذات الإنسان الذي يركن إليها، وهو دوماً السبب فيها.
سادساً – العنوان (الفعالية): كل امرئ بحاجة إلى أن يكون فعالاً في حياته اليومية، ومن أجل ذلك عليه أن يُعمل فكره ويشغل عقله في النظر إلى نتائج أفعاله وثمرات حركاته وسكناته ليتعلّم منها ويصبح أكثر كفاية وفاعلية.
سابعاً – العنوان (فكرة مهمة)” نظرتك لما حدث في الماضي أهم من الحدث نفسه، فالحدث لا يمكن تغييره ولكن نظرتك إليه ومشاعرك تجاهه يمكن تغييرها والاستفادة من الدرس الذي تعلّمت، أملاً في تحسين المستقبل.
ثامناً – العنوان (صفات الناجحين): إنما يعلو شأن الإنسان أو ينحطّ، لا بجسده ولونه وضخامته وفتوته، وإنما بروحه وخُلقه وحصافة رأيه وقوة عزمه وقربه من ربه ونفعه لعياله.
تاسعاً – العنوان (فائدة): إن أردت أن تعلم من أين أصاب الرجل المال، فانظر في أي شيء ينفقه، إن الخبيث ينفق في إسراف، من درى من أين أخذ درى أين ينفق.
عاشراً – العنوان (قالوا في البخل)” لو أن أهل البخل لم ينلهم من بخلهم إلا سوء ظنهم بربهم في الخلف لكان عظيماً. أعجب ما في البخيل أن يعيش عيش الفقراء ويحاسب محاسبة الأغنياء (البخلاء للجاحظ).
حادي عشر – العنوان (أربع): أربع من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، والإصرار على الذنب، والحرص على الدنيا، أربع القليل منها كثير: الوجع والنار والدَّين والعداوة.
ثاني عشر – العنوان (معرفة الأعلام كنز) :إن قراءة سير الأعلام الكبار، القدامى والمحدثين تبعث في النفس مكامن الاعتزاز وقراءة السير تدفعنا إلى أن نقيس أنفسنا بنفوس أولئك الكبار الذين قدّموا للبشرية علوماً ومخترعات عاشت عليها، ثم إذا نظرنا إلى حياتهم، وجدنا أنهم لم يكونوا يعيشون في رفاهية وإنما في تعب طويل وشدّة، ومع ذلك فقد قدموا أفضل ماعندهم، فماذا فعلنا نحن؟!
ثالث عشر – العنوان (حقوق الإنسان): إذا كان الغرب يتبجح بإعلان حقوق الإنسان، فإنه ربما يدخرها لنفسه، وأما ما يتَّصل بالعرب والمسلمين فإنه ادخر لهم الإذلال والنار، لم يعرف الغرب الرحمة خارج بلاده، وما الحروب التي أقامتها الدول الاستعمارية في العصر الحديث إلا شاهد على ذلك، والمغرور من يصدّق حتى هيئة الأمم، فإنها هيئة الأقوياء.
أكرم شريم