طقوس الثلج تبرز الروح الفنية عند أبناء السويداء
السويداء – رفعت الديك
استقبل أبناء السويداء الزائر الأبيض بروحهم الفنيّة التي تكشف عن إبداعاتهم، مفنهم من جسّد لوحات فنية في غاية الروعة على الأرض منحوتة من لوحات الثلج التي شكلها بيديه، ومنهم من رسم جداريات ثلجية، ونحت أشكالاً ومجسّمات فنية.
الشاب مناف النداوي والذي طوّع الثلج بطريقته الخاصة استطاع إبداع مجسّم فني لفت الانتباه، حيث يقول إنه رغم رعشة البرد القارس في هذه الأجواء، فإننا اعتدنا على الخروج للتمتّع بمناظر تساقط الثلوج في سفوح الجبال ومع الطبيعة وصنع رجال الثلج وتقاذف كراته في أجواء تكسوها البهجة، وهذا يساعدنا على التخلّص من ضغوط العمل والحياة.
النداوي والذي تفاعل بحرارة مع موسم الثلوج استطاع تحويل حالة التفاعل تلك إلى مجسّم ثلجي عكس حالة إبداع فطري لديه، وإن كان ذلك لا يمكن إدراجه في قائمة الحالات الفنية ولكنه تجسيد لحالة فرح بالزائر الأبيض، كما يقول.
وهنا ترى الفنانة التشكيلية أسمى الحناوي أن الثلج مصدر للخير والفرح والجمال ويساعد على تعزيز طقوس الجمال وقيم الولاء والانتماء للأرض، فيعبّر كل فرد عن فرحته بطريقته الخاصة لنرى العديد من المجسّمات التي هي مجرد كتل ثلجية صُنعت بهدف التسلية والفكاهة لا أكثر لم يقصدوا منها فناً. ومعظمها لا يحمل أي معايير فنية لا تصنّف بأنها مجسّمات أو منحوتات لأنها لم تراعِ أي نسب صحيحة، ورغم ذلك كلنا نرحب بها كونها تصنّف كنشاطات راقية تنشر السعادة في ظل هذه الظروف الصعبة.
أما الفنانة إيمان الحمود فتجد أن لموسم هطول الأمطار والثلوج عادات وطقوساً اجتماعية عريقة ترافقه، لدرجة أن حرارة الفرح بهطول الثلج تذيب برودة الطقس، بل وتحوّله لطقس احتفالي يكسر الروتين وينشر اللهو والمرح.
وبيّنت الحمود أن الثلج يشكل مادة أولية سهلة التعامل معها، ويستطيع الفنان أو أي شخص آخر صنع تشكيلات متعدّدة حسب خبرته وموهبته، وبعيداً عن الحالة الفنية فإن هذه الحالة التي ترافق تساقط الثلوج تعكس جواً من الفرح والبهجة وتزيد من المحبة في القلوب.