نيبينزيا: مجلس الأمن في وضع صعب على خلفية هستيريا الغرب حول أوكرانيا
اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، أن المجلس في وضع صعب على خلفية هستيريا الغرب تجاه أوكرانيا.
وقال: “ندعو الجميع للتحلي بالمبدئية وعدم استخدام منصة مجلس الأمن لبث الادعاءات”. وأضاف: “تأجيج الهيستيريا يؤذي أوكرانيا نفسها، التي طلب رئيسها فلاديمير زيلينسكي الكفّ عن ذلك”.
من جهتها أكدت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أن بلادها “رصدت تحرّكات روسية على الحدود مع أوكرانيا”.
وقالت: “تلقينا طلباً للمساعدة من أوكرانيا وقدّمنا مساعدات بقيمة 200 مليون دولار”. وشدّدت، على أن “الولايات المتحدة لا تريد مواجهة عسكرية بسبب أوكرانيا”.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً حول أوكرانيا في مدينة نيويورك، بناء على طلب من الولايات المتحدة.
وأشارت غرينفيلد في وقت سابق إلى أنه “من المقرر أن يسلّط الاجتماع الضوء على الأزمة الأوكرانية”، بينما تتوقع الولايات المتحدة أن “توضح روسيا ممارساتها تجاه أوكرانيا” خلال الاجتماع.
ووصف النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي الاجتماع بأنه “حيلة علاقات عامة، ومخزٍ لسمعة مجلس الأمن”.
من جانبه، انتقد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف الحملة التي تقوم بها وسائل الإعلام الأمريكية بشأن ما يحدث في أوكرانيا، لافتاً إلى أنها نشرت في الأشهر الأخيرة قدراً كبيراً من المعلومات الكاذبة والاستفزازية بهذا الصدد.
وأوضح بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم في موسكو أن الحملة التي أطلقتها واشنطن تؤدّي بالفعل إلى الهستيريا في أوكرانيا، داعياً واشنطن وحلفاءها في القارة الأوروبية إلى التخلي عن هذا الخط واتخاذ موقف بنّاء وهادئ ومتوازن.
من جهة ثانية اعتبر بيسكوف أن التهديدات البريطانية بشأن احتمال مصادرة ممتلكات روسية في بريطانيا تثير القلق ويمكن أن تضرّ بالمصالح الروسية وكذلك الدولية على حد سواء، واصفاً تلك التصريحات بأنها مزعجة للغاية وتقوّض جاذبية الاستثمار ومكانة بريطانيا بشكل عام.
وشدّد بيسكوف على أن روسيا لن تترك أي عقوبات محتملة تفرضها بريطانيا على روسيا دون ردّ، مؤكداً أن هجوم أي دولة كانت على المصالح الروسية يعني بالطبع اتخاذ إجراءات انتقامية.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس أعلنت أمس أن بلادها قد تسمح بمصادرة ممتلكات رجال الأعمال الروس المقيمين في بريطانيا، وذلك في إطار ما سمته “تشديد العقوبات المفروضة على روسيا” في حال تصعيد حدة التوتر حول أوكرانيا على حدّ تعبيرها.
من جهته، أعلن السفير الروسي في لندن أندريه كيلين اليوم أن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس ووزير الدفاع بن والاس سيزوران موسكو قريباً، معتبراً أن تحسين العلاقات بين البلدين لا يأتي بالتهديدات.
وأشار كيلين في مقابلة مع قناة روسيا 24 إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أفاد بأنه سيرسل وزيرين لمحاولة تحسين العلاقات مع موسكو.
وردّاً على تصريح وزيرة الخارجية البريطانية، قال السفير الروسي: إن لندن تحاول قيادة خط عدواني في أوروبا بخصوص ما يحدث في أوكرانيا وما حولها، وهي تحاول الآن ركوب موجة عدوانية وقد تسبّب ردّ فعل غير إيجابي في كل من ألمانيا وفرنسا، لكن التضامن الأوروأطلسي ما زال في المقدمة.
وأضاف كيلين: إن مهمّة الوزيرين هي تحسين العلاقات مع الحكومة الروسية والسعي إلى وقف التصعيد.
وكثفت الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة عمليات تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة في الوقت الذي تدّعي فيه السلطات في كييف والإدارة الأمريكية أن روسيا تحشد قواتٍ كبيرة على حدود أوكرانيا.
وتؤكد روسيا باستمرار عدم وجود أي نيّة للتدخل في أوكرانيا، وأن كل التقارير التي تتحدّث عن ذلك كاذبة والغرض منها تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا، إضافة إلى الاستعداد لفرض عقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسّع حلف شمال الأطلسي “ناتو” باتجاه الشرق، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة وتعتبره تهديداً لأمنها القومي.
في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي أنتوني بلينكن سيناقشان خلال اتصال هاتفي غداً مختلف القضايا على الساحة الدولية.
ولفتت زاخاروفا في حديث للصحفيين اليوم إلى أنه لا خطط بعدُ لعقد لقاء شخصي بين الوزيرين.
وكان لافروف وبلينكن التقيا في جنيف في الحادي والعشرين من الشهر الجاري وبحثا المقترحات الروسية المتعلقة بالضمانات الأمنية.
وفي ظل التضخيم الإعلامي الغربي المتعمّد للوضع في أوكرانيا، أكد رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة ذاتياً ليونيد باستشنيك وصول عدد من المرتزقة خلال الأيام الأخيرة إلى أوكرانيا تحت ستار تدريب القوات الأوكرانية.
ووفقاً لوكالة تاس قال باستشنيك: “لم يعُد ذلك سراً على الإطلاق أن مئات المدربين الأجانب من دول ناتو يعملون بالتناوب على أراضي أوكرانيا، وإضافة إلى ذلك يصل مرتزقة مكشوفون إلى أوكرانيا تحت ستار التدريب”.
وذكر أن المعلومات تفيد بوجود عدد كبير جداً من المسلحين الذين يتحدّثون لغات أجنبية ويرتدون ملابس مموّهة أجنبية في المناطق الخاضعة لسلطات كييف في دونباس.
وأشار باستشنيك إلى أن ميدان التدريب والرمي يافورسكي بمقاطعة لفوف بات تحت سيطرة المدربين الأجانب بشكل تام، ويتم هناك تدريب المسلحين الأوكرانيين على تنفيذ عمليات خاصة بما في ذلك التجسس والاستطلاع والتخريب.
وكانت جمهورية لوغانسك أعلنت أمس أن الجيش الأوكراني نقل قوات خاصة إلى خط التماس بين طرفي النزاع في دونباس.
وتشهد منطقة دونباس شرق أوكرانيا منذ الـ9 من الشهر الجاري توتراً أمنياً ملحوظاً وسط قصف للجيش الأوكراني على طول خط التماس.
في غضون ذلك، أعلن أسطول الشمال الروسي اليوم أن مجموعة من السفن القتالية وسفن الدعم نفّذت مناورات بحرية في بحر النرويج بمشاركة نحو عشرة آلاف جندي تم التدريب خلالها على مهام حربية ضد الغواصات المعادية.
ونقلت وكالة تاس عن المكتب الصحفي للأسطول قوله في بيان اليوم: “تضمّنت المهمة القتالية مطاردة وتعقب غواصة معادية وهمية باستخدام أجهزة السونار المتطورة وبيانات من الطيارين العسكريين، كما أجرى طاقم طراد الصواريخ مارشال أوستينوف والفرقاطة الأدميرال كاساتونوف مطاردة للغواصة المعادية المفترضة بمؤازرة مروحية حربية مضادة للغواصات”.
وأضاف المكتب في بيانه: “بعد الإقلاع من على متن الفرقاطة نفذ طيارو المروحية “كا 27 ام” المطوّرة المضادة للغواصات مجموعة من الإجراءات للبحث عن غواصات معادية باستخدام معدات تقنية لاسلكية وجهاز سونار على متن الطائرة”.
وأشار البيان إلى أن هذه المناورات الشاملة جرت بمشاركة أكثر من 140 سفينة حربية وسفن دعم وأكثر من 60 طائرة وألف قطعة من المعدات العسكرية.
برياً، بدأ الجيش الروسي بنشر مراكز قيادة ميدانية متنقلة في ميادين التدريب في بيلاروس ضمن إطار اختبار قوات الردّ الاتحادية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها اليوم نقلته وكالة تاس: “بدأت وحدات الدائرة العسكرية الشرقية بعد إعادة انتشارها في بيلاروس في إطار اختبار قوات الرد الاتحادية بنشر مراكز قيادة ميدانية متنقلة في ميادين التدريب، وقامت قوات الإشارة بتشكيل منظومة موحّدة لقيادة وتوجيه القوات وتم تزويد كل هذه المنظومة بقنوات اتصال سلكية ولاسلكية آمنة محمية”.
وأفادت الوزارة أن وحدات الدفاع الجوي توفر الحماية من هجوم جوي للعدو المفترض.
وكانت وحدات من الدائرة العسكرية الشرقية الروسية نفذت عملية إعادة انتشار في بيلاروس، حيث سيتم اختبار قوات الرد السريع على مرحلتين الأولى حتى الـ9 من شباط القادم وتتضمن إعادة انتشار وإنشاء مجموعات من القوات على أراضي بيلاروس لحماية المرافق الحكومية والعسكرية والحدود الجوية للدولة الاتحادية، والثانية من الـ10 من شباط إلى الـ20 منه سيتم خلالها إجراء المناورات المشتركة “حزم الاتحاد 2022”.