أردوغان يرتمي في أحضان الكيان الإسرائيلي
سمر سامي السمارة
في 31 كانون الثاني الفائت، تجمّع عشرات المتظاهرين الأتراك أمام القنصلية “الإسرائيلية” في اسطنبول رفضاً لتحركات أنقرة الرامية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، ومطالبين الحكومة التركية بإلغاء قرارها بدعوة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للقيام بزيارة رسمية إلى تركيا.
حمل المتظاهرون لافتات تندّد بقرار أردوغان استضافة مجرمين وقتلة أطفال، وقالوا: “إن دعوة هرتسوغ إلى تركيا هي خيانة للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض بشكل يومي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في 26 كانون الثاني الماضي أن هرتسوغ سيزور البلاد في شباط الجاري، وقال يعتقد أن هذه الزيارة يمكن أن تفتح فصلاً جديداً من العلاقات بين تركيا و”إسرائيل”، مؤكداً أنه على استعداد للقيام بخطوات نحو “إسرائيل” في كافة المجالات.
وللإشارة، فإن هرتسوغ هو أكبر مسؤول إسرائيلي يزور تركيا منذ عام 2007 عندما قام رئيس الكيان الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز بزيارة رسمية لأنقرة بدعوة من الرئيس عبد الله غول. لكن أردوغان، الذي كان يدّعي أنه من أشد منتقدي تل أبيب بسبب معاملتها للفلسطينيين، غيّر موقفه مؤخراً من الاحتلال الإسرائيلي. وفي الأشهر القليلة الماضية أجرى مكالمات هاتفية مع مسؤولين إسرائيليين كبار، بمن فيهم هرتسوغ ورئيس الوزراء نفتالي بينيت!.
كانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب مضطربة خلال العقد الماضي، في عام 2010 استدعى البلدان سفراءهما بعد أن هاجم الكوماندوس الإسرائيلي سفينة “مرمرة” التركية، وحينها أسفر الهجوم عن مقتل تسعة أتراك وشخص يحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية. كما قامت أنقرة في أيار عام 2018 بطرد السفير الإسرائيلي لدى تركيا رداً على مقتل 60 فلسطينياً في غزة بأيدي جنود إسرائيليين، وردّت تل أبيب بطرد مبعوث أنقرة الدبلوماسي، لكن في كانون الأول 2021، كان أردوغان مستعداً لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
ومن الجدير بالذكر أن التقارب بين البلدين بدأ منذ أسابيع من خلال اتصالات هاتفية جرت بين أردوغان ومسؤولين إسرائيليين. والأسبوع الماضي، قال الرئيس التركي إنّه مستعدّ للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز في شرق البحر المتوسط، في مؤشّر على رغبة بلاده في إصلاح العلاقات المتوترة بينها وبين الدولة العبرية. وأتى تصريح أردوغان في أعقاب عام اتّخذت فيه تركيا التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة خطوات لتحسين العلاقات مع مجموعة من الخصوم الإقليميين.