الصين قد تفرض رسوماً على الواردات الأمريكية
هناء شروف
قضت منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي بأن الصين قد تفرض رسوماً انتقامية على الواردات من الولايات المتحدة لتنهي نزاعاً استمر عقداً من الزمان لمكافحة الإغراق بشأن الرسوم الأمريكية على السلع الصينية.
أنشأت منظمة التجارة العالمية لجنة خاصة في عام 2012 بناءً على شكوى صينية بشأن ما تعتبره رسوماً تعويضية أمريكية غير عادلة على المنتجات، بما في ذلك الورق الحراري والألواح الشمسية وأبراج الرياح وأحواض الصلب وأنواع عديدة من الأنابيب. وقد كتب أحد محكمي منظمة التجارة العالمية في قرار مؤلف من 87 صفحة: “في ضوء حجج الأطراف والأدلة في هذه الإجراءات قرّرنا أن المستوى المناسب.. هو 645.12 مليون دولار سنوياً”.
وبهذا القرار تسمح منظمة التجارة العالمية للصين بالمطالبة بتعويضات عن رسوم مكافحة الإغراق التي تبيّن أنها تنتهك قواعد التجارة الدولية. وكانت هيئة تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية قد حكمت لمصلحة الصين وأيّد قضاة الاستئناف الحكم في عام 2014.
مع تلك التعريفات الأمريكية طويلة الأمد التي لا تزال سارية إلى جانب تلك التي فرضتها إدارة دونالد ترامب ودعمتها إدارة جو بايدن، وتعتبر غير عادلة وغير شرعية، يصبح لدى بكين كل الأسباب للردّ. كما قال المحكم في منظمة التجارة العالمية إن الخطوة الأمريكية كانت خاطئة في المقام الأول، لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت بكين ستفرض التعريفات المسموح بها.
يظهر ضبط النفس الذي أظهرته بكين حتى الآن أنها ليست في حالة مزاجية لخوض معركة منهكة بشكل متبادل. بالنسبة لبكين فإن الصورة الكبيرة هي المهمّة دائماً، وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة فإن الصورة الكبيرة هي صحة الاقتصادين ورفاهية الشعبين.
ربما لا يزال العديد من السياسيين الأمريكيين مثل البيت الأبيض في عهد ترامب، مدمنين على تسليح التجارة، لكن ما الذي حقّقته حرب دونالد ترامب التجارية ضد الصين لمصلحة الولايات المتحدة؟. لقد أضرّ بالصين من بعض النواحي، لكن الاقتصاد الصيني ككل أثبت أنه مرن بشكل ملحوظ، وبدلاً من الانهيار كما تمنّى البعض في واشنطن فقد كان أداؤه جيداً إلى حدّ كبير حتى الآن. ولا توجد مؤشرات تذكر على استفادة الاقتصاد الأمريكي من “الحرب”، وبدلاً من ذلك من الواضح أن الشركات والمستهلكين الأمريكيين عانوا نتيجة لها، وحتى تلك الوظائف التي انتقلت من الصين لم تعد إلى شواطئ الولايات المتحدة.
على واشنطن أن تعيد النظر بأفعالها وإعادة التفكير بالرسوم غير العادلة والتعريفات الجمركية التي فرضتها على الصين، بدلاً من إلقاء اللوم على منظمة التجارة العالمية لحماية قواعد التجارة العالمية، إذ من الصعب تخيّل ما سيحدث إذا فرضت الصين الرسوم الجمركية التي تريد.