الصمود يصنع النصر
د. رحيم هادي الشمخي
كاتب عراقي
تمتحن الأمم والشعوب بمواقفها تجاه تخطي الأزمات المفروضة عليها، سواء أكانت سياسية أم عسكرية أو اجتماعية أو اقتصادية، ومن هذه الشعوب الشعب العربي السوري الذي أكد أنه شعب الذرى، أيقظ الروح بحب سورية الأرض والوطن، هذا الشعب الذي ما زال يقاتل قوى العدوان الأمريكي والتركي بصموده، ولن يستسلم لطغاة العصر.
سياسياً، استطاع أن يقنع العالم بأن تاريخ سورية الذي عمره 7 آلاف عام هو وثيقة الحياة لكل حضارات العالم، وعسكرياً أن الأرض السورية عصيّة على كل من أراد تدنيسها من الغزاة، وأن سورية علمت العالم كيف يركب البحر. وحضارياً، سورية أم الحضارات والبوابة الشرقية للوطن العربي.
لقد حاربت سورية بشجاعة جيشها وعنفوان وجودها، وصدق وطنيتها دعاة “الشرق أوسطية”، وما يُسمّى “قانون قيصر”، ومرتزقة أردوغان، ولن تعترف بما يفرض عليها من مشاريع استسلامية صهيونية، ولا مدّت يدها إلى من اعتدى على أرضها بالقوة، ولم تهادن، فالشعب السوري قادر على بناء ما خربه الأعداء من أمريكان وأتراك وأحزاب تكفيرية استطاعت أن تدمّر منجزات الشعب العربي السوري التي بناها بعرق جبينه.
سورية اليوم تستعيد مجدها التليد رغم قساوة العدوان وتخريب البنية التحتية من قبل العدوان الأمريكي، وترحب بكل المبادرات العربية للمّ شمل العرب من أجل الهدف الأسمى وهو توحيد القرار العربي، والحقيقة التي يعرفها القاصي والداني من العرب وغير العرب، حتى الأمريكان أنفسهم، أن سورية العربية قد كسرت دائرة الحصار الأمريكي والغرب الخانق، فقد اعترفت اعترافاً عملياً بفشل “قانون قيصر”، وهذا ما سوف يمهد لمكاسب أكبر على المستويين العربي والدولي من زاوية تعزيز الدور الكبير الذي يضطلع به الرئيس بشار الأسد وهو يقود مرحلة النضال الوطني والقومي للأمة العربية، والسير في طريق إعادة الإعمار ودحر الغزاة الأمريكان وجلاوزة أردوغان، وأعتقد أن بوادر هزيمة أمريكا قد بدأت كما بدأت في أفغانستان عندما جرّت أمريكا أذيال الخيبة تاركة وراءها معداتها وعملاءها وذيولها.
والحقيقة أن طريق المناضلين واحد في مقارعة الطغيان والغطرسة والأمريكية، وإذا كانت فيتنام قد قدمت الشهداء على طريق الحرية، فإن دمشق ومنذ عشر سنوات لازالت تقدم مواكب الشهداء من أجل كرامة الإنسان السوري والعربي.