زهرة ما زالت متفتحة منذ 99 مليون عام
توصلت دراسة جديدة إلى نتائج غير متوقعة، حيث أن الزهور التي تم اكتشافها في منطقة نائية بأفريقيا، والتي حفظت بشكل رائع جداً في كرات من الكهرمان أو العنبر قد تفتحت عند أقدام الديناصورات، حفظت إلى يومنا هذا وهي بهذه الحالة، ما يشير إلى أن بعض النباتات المزهرة في جنوب أفريقيا لم تتغير منذ 99 مليون سنة.
تفتحت زهرة قبل ملايين السنين، فيما يعرف الآن بميانمار، وحفظت بشكل غريب، الأمر الذي قد يلقي الضوء على كيفية تطور النباتات المزهرة، وهي حلقة رئيسية في تاريخ الحياة وصفها تشارلز داروين ذات مرة بأنها “لغز مقيت”.
وكان الظهور المفاجئ للنباتات المزهرة في السجل الأحفوري في العصر الطباشيري (منذ 145 مليون إلى 66 مليون سنة)، مع عدم وجود سلالة لأسلاف واضحة من فترات جيولوجية سابقة، قد حير داروين، حيث يتعارض هذا مع عنصر أساسي في نظريته في الانتقاء الطبيعي، والتي تشير إلى أن التغيرات التطورية تحدث ببطء وعلى مدى فترة طويلة من الزمن، والتي وصفها في إحدى رسائله المنشورة عام 1903 بـ”اللغز المقيت”.
وتعتبر الأزهار سريعة الزوال، حيث تتفتح وتتحول إلى ثمرة ثم تختفي، لذلك لم تحفظ الزهور القديمة بشكل جيد في سجل الحفريات، مما يجعل هذه الأزهار القديمة وتاريخها ثمين جداً.
ويعتقد العلماء أن تطور وانتشار النباتات المزهرة (كاسيات البذور) قد لعب دوراً رئيسياً في تشكيل الكثير من الحياة كما نعرفها اليوم، وقد أدى ذلك إلى تنوع الحشرات والبرمائيات والثدييات والطيور على كوكب الأرض، وفي نهاية المطاف كانت المرة الأولى التي أصبحت فيها الحياة على الأرض أكثر تنوعًا منها في البحر، وفقا للدراسة، التي نُشرت في مجلة “نيتشر بلانتس” العلمية.
وبين الباحث أن “النباتات المزهرة تتكاثر بسرعة أكبر من النباتات الأخرى، ولديها آليات تكاثر أكثر تعقيدًا، تتمثل بوجود مجموعة متنوعة من أشكال الأزهار، على سبيل المثال، وتحدث عملية التكاثر غالبا بالتعاون الوثيق مع الملقحات. يؤدي ذلك إلى التطور المشترك للعديد من سلالات النباتات والحيوانات، وتشكيل النظم البيئية”.