زعماء أوروبيون: نعارض إرسال عسكريينا من حلف “ناتو” إلى أوكرانيا
تقرير إخباري
تصاعدت في الآونة الأخيرة الأصوات الأوروبية المعارضة للبروباغندا التي تسوّقها الإدارة الأمريكية حول هجوم روسي وشيك على أوكرانيا، مشدّدة على أن مثل هذه الدعاية يمكن أن تؤدّي إلى زيادة الهستيريا حول خطر اندلاع نزاع عسكري في أوروبا دون أن تكون هناك مقدّمات منطقية لمثل هذا التصعيد.
وتتزايد شدّة هذه التصريحات عندما تصدر من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وإن كانت هذه الدول في معظمها قد انضمّت حديثاً إلى الحلف، وذلك أن الصراع الذي تسعى واشنطن إلى إشعاله سيكون على حدود هذه الدول، الأمر الذي يهدّد الأمن القومي لها بوصفها تشترك مع طرفي النزاع بموقع جغرافي واحد.
فبعد تصريح رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، الثلاثاء الماضي، بأنه لا أحد من زعماء الاتحاد الأوروبي يريد اندلاع حرب، مؤيداً في لقاء جمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “الحلول السياسية والاتفاقات ذات المنفعة المتبادلة”، أعرب الرئيس التشيكي ميلوش زيمان عن معارضته لإرسال عسكريين من حلف “ناتو” إلى أوكرانيا.
وقال زيمان في تصريحات أدلى بها لقناة “سي إن إن بريما نيوز” التلفزيونية: “أوكرانيا ليست جزءاً من ناتو لذا فأنا أعتبر إرسال عسكريين إلى هناك أمراً غير مجدٍ”.
وتابع: إن براغ تعدّ مثل هذه الخطوة مبررة فقط في حال إرسال القوات إلى دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، لكنه شدّد على أن ناتو ولأسباب مبدئية لا يمنح العضوية فيه لدول تمزّقها حروب أهلية، “ولا شك أن هناك حرباً أهلية في أوكرانيا وإن كان النزاع هناك يبقى مجمّداً في الوقت الحالي” منذ توقيع اتفاقيات مينسك.
وأشار زيمان إلى أن المناطق الشرقية الناطقة باللغة الروسية في أوكرانيا تتميّز عن سائر أراضي البلاد بهياكل سياسية خاصة بها، مضيفاً: إن التصريحات الأمريكية عن تحضير روسيا لشن عدوان ضد أوكرانيا تصعّد التوتر حول هذا البلد.
وفي إشارة إلى وجود خلافات جوهرية مع الإدارة الأمريكية حول ادّعاءاتها المتكررة تحضير موسكو لعمل عسكري ضدّ كييف، انتقد زيمان تصريحات القيادة الأمريكية العليا التي ادّعت قبل أكثر من أسبوع أن روسيا سوف تتدخل في أوكرانيا عسكرياً في غضون أيام، لكن لم يحصل ذلك قط، مشبّهاً هذه التصريحات بادّعاءات CIA حول وجود أسلحة كيميائية في العراق، التي استخدمت قبل 20 عاماً كذريعة للتدخل العسكري الأمريكي في العراق.
وقال الرئيس التشيكي: “الروس ليسوا مجانين. الاعتداء على أوكرانيا كان سيجلب لهم خسائر أكبر بكثير متمثلة بالعقوبات. لطالما أعتبر ذلك حرباً كلامية من كلا الطرفين، وأتمنى أن يبقى ذلك حرباً كلامية، لأن الحياة البشرية هي القيمة العليا في السياسة”.
مثل هذه التصريحات التي بدأت تتصاعد في الدول الأوروبية ضد تصعيد النزاع في أوكرانيا لم تأتِ من فراغ، بل إن هناك قناعة بدأت تتشكل في هذه الدول أن واشنطن تستخدمها رأس حربة في نزاعها مع روسيا، وأنها لا تهتم مطلقاً بأمن القارة الأوروبية ما دامت تسعى جاهدة إلى إشعال الحروب في هذه القارة التي لم تصحُ بعدُ من مآسي حربين عالميتين أدّتا إلى مقتل الملايين في أوروبا، بينما وقفت واشنطن في كل ذلك موقفاً أشبه بالمتفرّج ما دامت هذه الحروب لم تقع على أرضها.
طلال ياسر الزعبي