المئات يتظاهرون في مينابوليس الأمريكية رفضاً لاستشراء العنصرية
تظاهر مئات الأشخاص في مدينة مينابوليس الأمريكية احتجاجاً على مقتل مواطن أمريكي آخر من أصول أفريقية على يد الشرطة خلال مداهمة شقته الأسبوع الماضي، وذكرت وكالة رويترز أن المحتجين السلميين تجمعوا عند مقر الحكومة في مينابوليس، أكبر مدن مينيسوتا، ورددوا شعار لا عدالة لا سلام، كما رفعوا لافتات تطالب بتحقيق العدالة للضحية أمير لوك البالغ من العمر 22 عاماً الذي قتل برصاص الشرطة وهو جالس في منزله.
وتظهر العديد من الجرائم التي ارتكبها عناصر وضباط من الشرطة الأمريكية بحق الأمريكيين من أصول أفريقية أو من أقليات عرقية، استشراء العنصرية ومشاعر العداء للأقليات و مفهوم تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة، وكان أبرز مثال على ذلك مقتل جورج فلويد في أيار من عام 2020 وهو يستغيث تحت ركبة الشرطي الأبيض الذي ظل ضاغطاً على عنقه حتى الموت في مينيسوتا و اشعلت الجريمة مظاهرات واسعة في انحاء البلاد.
من جهة ثانية، قالت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أن ثقة الأميركيين في مصداقية سلطات وإدارات بلادهم المتعاقبة باتت سلعة نادرة خلال عقود من انعدام الشفافية والأكاذيب والأخطاء في كل شيء، ابتداء من الشؤون المحلية وحتى الأكاذيب بشأن مواضيع خطيرة كـ أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق، وأوضحت الوكالة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تكن صريحة على سبيل المثال، عندما طلب منها تقديم أدلة لدعم تصريحات تتعلق بالأمن القومي الأميركي، وردت ببساطة مستفزة، عليكم أن تصدقونا، واعتبر المتحدثون باسم الإدارة أن الصحفيين ينجرون وراء الدعاية الأجنبية لمجرد توجيههم أسئلة بهذا الخصوص.
وقالت أسوشيتد برس: بالطبع لن يكشفوا ما الذي جعلهم يقولون إنهم يعرفون أن روسيا تخطط لعملية.. كذريعة لغزو أوكرانيا، بل على العكس يطلقون تصريحات مبهمة، وأشارت الوكالة إلى شكوك متزايدة تجاه إدارة بايدن حول المسائل الاستخباراتية والشؤون العسكرية، وخاصة بعد أن فشلت السلطات الأميركية في توقع مدى سرعة سقوط الحكومة الأفغانية وتسلم طالبان الحكم في أفغانستان العام الماضي، مذكرةً كذلك بالادعاءات الأميركية عن إحباط مخطط إرهابي لـ داعش في العاصمة كابول أثناء عمليات الإجلاء ليعترف البنتاغون لاحقاً بأن الضربة الصالحة، لم تقتل إرهابيين بل قتلت مدنيين.
ونقلت الوكالة عن كاثلين هول جاميسون مديرة مركز أنينبيرغ للسياسات العامة بجامعة بنسلفانيا قولها، لقد أصدرت هذه الإدارة تصريحات في الماضي لم تثبت صحتها، كابول لم تكن آمنة وغارة الطائرات بدون طيار قتلت مدنيين، في حين قالت عائشة راسكو مراسلة وكالة أن بي أر الأميركية في البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة لم تكن دائماً صريحة بشأن ما يحدث للمدنيين.
وبينت الوكالة أن السياسيين الأميركيين دأبوا على إطلاق الوعود باستعادة الثقة في واشنطن، إلا أن الثقة لا تزال سلعة نادرة منذ الحرب الأميركية على فيتنام، وفضيحة ووترغيت وقد شوهدت الفضائح المتعاقبة للإدارات، أمثال بيل كلينتون وجورج بوش الذي غزا العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها، وصولا لدونالد ترامب الذي كذب بشكل متواصل حول الانتخابات الأخيرة.
الرئيس الحالي بايدن وفق الوكالة وعد باستعادة الحقيقة في واشنطن، بعد هزيمة ترامب، لكن يبدو أن الثقة تعاني من نقص في المعروض بعد عام من توليه المنصب، ولم يقوض الانسحاب الفوضوي من أفغانستان مصداقية إدارته فحسب، بل إن الأميركيين غاضبون من تغيير إرشادات الصحة العامة المستمر أثناء جائحة فيروس كورونا.
يذكر أن استطلاعاً للرأي أجرته شركة إس إس أر إس لمسح الخدمات وشبكة سي إن إن في كانون الأول الماضي كشف أن 34 بالمئة فقط من الأميركيين يرون أن بايدن رئيس يمكن الوثوق به في حين قال 66 بالمئة إن لديهم شكوكاً وتحفظات.