غياب غريب لسلتنا عن البطولة العربية.. وعقوبات مالية قادمة
بشكل مستغرب قرر اتحاد كرة السلة، بموافقة من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، الاعتذار عن المشاركة في البطولة العربية التي ستنطلق في الإمارات بعد غد الثلاثاء بحجة استكمال تحضيرات منتخبنا لتصفيات كأس العالم التي سيواجه خلالها منتخبي البحرين وإيران في الرابع والعشرين، والسابع والعشرين من هذا الشهر، هذا الاعتذار نزل كالصاعقة على محبي وعشاق اللعبة الذين أبدوا امتعاضهم من هذا الانسحاب، متسائلين بأن من يخشى المشاركة في البطولة العربية، كيف له التطلع بطموح لتصفيات كأس العالم؟.
حتى كوادر اللعبة لم تفهم سبب هذا الاعتذار، فمنهم من رأى أن إلغاء المشاركة جاء بعد اشتراط القيادة الرياضية أن تكون المشاركة مرهونة بتحقيق نتائج إيجابية، والبعض الآخر رأى أن رئيس الاتحاد هو الذي قرر لوحده الانسحاب من البطولة، وذلك لظروف خاصة، وعدم إمكانية التحاق اللاعبين: ديفيد هرمز، وكمال جنبلاط، رغم أن رئيس الاتحاد ذاته خلال المؤتمر الصحفي الذي قُدم فيه مدرب المنتخب الاسباني الجديد قال حرفياً: “سنشارك بالبطولة العربية حتى لو بلاعبي الدوري”، فما الذي تغير بين ليلة وضحاها، والبعض الآخر رأى أن الخوف من منصات التواصل الاجتماعي كان من أهم الأسباب التي دعت اتحاد السلة ليعتذر عن المشاركة؟!.
“البعث” علمت من مصادر خاصة أن قرار الانسحاب لم يناقش باجتماع رسمي لاتحاد السلة، بل اتخذ عبر قرار فردي من قبل رئيس الاتحاد، خاصة بعد اجتماعه برئيس الاتحاد الرياضي العام، ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن رئيس الاتحاد يتفرد بالقرارات لوحده.
هذا الأمر يشكّل خطورة على الاتحاد المحترف، وهنا لابد من السؤال: ماذا عن استقلالية عمل الاتحاد فهو الأدرى بإدارة مسائله الفنية؟ ولماذا لم نشارك بالفريق الأولمبي كأقل تقدير، خاصة أننا لم نشارك بأية بطولة عربية منذ ١٢ سنة؟ وكيف سيستطيع المدرب الاسباني (الذي يتقاضى الآلاف من العملة الصعبة) معرفة قوة لاعبينا، واختيار التشكيلة “والتوليفة” المناسبة دون مباريات قوية؟ والسؤال الأهم: هل يعقل بعد محاولات سنوات عديدة مع الاتحاد العربي لإعادة مشاركة منتخبنا بالبطولات العربية أن نعتذر؟.
سلتنا تخسر فرصة العودة لأجواء كرة السلة العربية، وكما يبدو أن اتحاد السلة نسي أو تناسى أن الاعتذار قبل يومين من البطولة سيكلّف الاتحاد دفع غرامة مالية كبيرة سلتنا في غنى عنها.
سبق أن قلنا مراراً إن على القائمين باتحاد السلة وضع دراسة متأنية قبل إصدار أي قرار من شأنه أن يضر باللعبة واللاعبين، كما نتمنى أن يعي الاتحاد أهمية اتخاذ القرارات الصائبة قبل تحديد موعد المشاركات الرسمية، ولكن يبدو أن اتحاد كرة السلة مصرّ على الاستمرار في تجاوزاته وتخبطاته باتخاذ القرارات التي يصدرها.
التجاوزات أوضحت بشكل قاطع أن رئيس الاتحاد هو من وضع سلتنا في موقف حرج لتفرده بالقرارات التي نتجت عنها قضايا خطيرة ستضع اللعبة في مهب ريح عدم الاستقرار، وابتعاد الكوادر القادرة على تصحيح مسار اللعبة، وهذا ما سيقلل من أمل عودة سلتنا إلى أمجادها؟!.
عماد درويش