حظر القنوات في حرب الاعلام
تقرير اخباري
وسط تصاعد التوتر بين الغرب وموسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، انتقل المشهد الى منصة جديدة من الصراع، وهذه المرة الى المنصة الاعلامية الأكثر انتشاراً وهي قناة “روسيا اليوم”، حيث قررت ألمانيا قبل أيام منع بث قناة “روسيا اليوم” باللغة الألمانية على أراضيها.
القرار الألماني جاء ضد القناة الحكومية الروسية بناءً على معطيات قدمتها الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في ألمانيا “زاك”، وهي أن القناة الروسية لم تقدم طلباً للحصول على الترخيص الضروري بموجب قانون وسائل الإعلام. علماً أن المحطة الحكومية الروسية كانت قد حاولت عبر شركتها القابضة أن تتسجل في لوكسمبورغ لكنها لم تنجح لأسباب غير منطقية من الجهة صاحبة الترخيص، لذلك اعتمدت القناة على ترخيص تملكه في صربيا لممارسة عملها في ألمانيا، وهو إجراء رفضته هيئة “زاك” التي تنظم القطاع الإعلامي في ألمانيا.
في الشكل، لا شك أن هناك اعتبارات سياسية محضة وراء منع البث، لأن القناة الروسية كانت تبث سابقاً بالاعتماد على الترخيص الذي تملكه في صربيا، وبالتالي فإن القرار الألماني “غير قانوني” مما يتيح للقناة اللجوء إلى القضاء، بحسب ما أعلنته إدارة القناة عبر موقعها الإلكتروني. أما في المضمون يبدو أن ألمانيا تحاول حظر وجهة النظر البديلة على أراضيها، وخاصةً في هذا التوقيت الذي تتصاعد فيه الهجمة الاعلامية الأوروبية على روسيا.
وبالإضافة الى اللجوء الى القضاء، وفي خطوة جوابية أعلنت الحكومة الروسية عن حظرها بث شبكة “دوتشيه فيليه” التلفزيونية الألمانية في أراضيها، رداً على الخطوات الألمانية “غير الودية” بحق قناة “آر تي دي” الجديدة الناطقة باللغة الألمانية، وأعلنت الخارجية الروسية عن تبنيها إغلاق مكتب “دوتشيه فيليه” في روسيا، و سحب اعتماد جميع موظفي المكتب الروسي، وتعليق بث القناة في الأراضي الروسية عبر القمر الصناعي وبالأشكال الأخرى، وشروع الجهات الروسية المختصة في عملية دراسة إمكانية إدراج “دوتشيه فيليه” على قائمة “العملاء الأجانب في وسائل الإعلام”، والشروع في عملية تشكيل لائحة الممثلين عن الجهات الحكومية والاجتماعية الألمانية الذين لديهم ضلوع في تقييد بث “آر تي دي” أو ممارسة أي أنواع أخرى من الضغط على القناة، وسيتم منعهم من دخول الأراضي الروسية. وأشارت الوزارة إلى أنها ستعلن عن إجراءات الرد القادمة تدريجياً في الوقت المناسب، لافتةً إلى أنه من غير المرجح نشر قائمة الشخصيات الألمانية المذكورة أعلاه علناً.
يذكر أن نشاط قناة “روسيا اليوم” انطلق في العام 2005، وقد تطور عبر محطات بث ومواقع إلكترونية بلغات عدة لا سيما الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والعربية، وقد أثارت جدلاً في دول عدة من بينها الولايات المتحدة، فيما منعتها دول أخرى مثل ليتوانيا ولاتفيا. تمتلك القناة العديد من البرامج باللغات الأجنبية، وتقدم في فرعها بألمانيا تقارير عبر الإنترنت باللغة الألمانية لفترة طويلة، ويتم نشر المحتوى عبر الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.