روسيا تحذّر أوروبا من مخاطر نشر أسلحة نووية أمريكية على أمنها
أعلنت روسيا رفضها الموقف الازدواجي للغرب بشأن نشر الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا، مؤكدة أنه ينبغي على هذا الغرب التفكير في الخطر الحقيقي من نشر الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا بدل الخوف من التهديد الافتراضي بنشر أسلحة نووية روسية في بيلاروس.
ووفقاً لوكالة نوفوستي، قال مدير إدارة منع الانتشار والسيطرة على الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف: “السؤال المطروح هو ما إذا كان زملاؤنا الأوروبيون لا يرون تهديداً لأمنهم ليس في فرضية نشر أسلحة في بيلاروس بدل الانتشار الفعلي على أراضي عدد من دول ناتو لأسلحة نووية أمريكية قادرة على ضرب أهداف في روسيا”.
وأكد يرماكوف أن مشاركة دول أوروبية غير نووية في المهمات النووية المشتركة لحلف شمال الأطلسي تتناقض بشكل مباشر مع التزاماتها الأساسية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مضيفاً: “نحن نرفض مثل هذه الازدواجية لدى الدول الغربية”.
في سياق متصل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة وبريطانيا اخترعتا مسألة سيناريو الهجوم الروسي المزعوم على أوكرانيا لتحويل الانتباه عن أزماتهم السياسية وخلق انتصار وهمي.
وكتبت زاخاروفا على قناتها في تليغرام وفقاً لوكالة نوفوستي: الهجوم المزعوم سيمثل فرصة بالنسبة لهم لتحويل الانتباه عن أزماتهم السياسية وفرصة لاستنزاف المليارات لتسليح “الديمقراطيات الهشة” وطريقة لإحياء صورة “الذي لا يُهزم” بعد الفشل الأفغاني، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس طرفاً محايداً في الصراع الأوكراني وهو يعدّ أوكرانيا مجال نفوذه.
وفي كييف، أُعلن اليوم الاثنين، عن وصول وزراء خارجية النمسا، ألكسندر شالينبرغ، وسلوفاكيا، إيفان كورتشوك، والتشيك، يان ليبافسكي، إلى أراضي لوغانسك الخاضعة للسلطات الأوكرانية.
وذكر وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين: “زملائي من النمسا وسلوفاكيا والتشيك موجودون سوياً في قضاء لوغانسكايا”.
وأشار كوليبا إلى أن الوزراء الـ3 “بإمكانهم رؤية تبعات العدوان الروسي وجهود أوكرانيا لتجاوزها”، مضيفاً: إنهم سيصلون بعد ذلك إلى كييف يوم الثلاثاء.
كذلك تصل وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الاثنين إلى أوكرانيا لتزور أيضاً منطقة دونباس، بينما سيقوم الثلاثاء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأول زيارة من نوعها إلى أوكرانيا منذ 24 عاماً، حيث سيلتقي رئيسها، فلاديمير زيلينسكي.
إلى ذلك، أكدت جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد أن الدول الغربية تواصل عمليات إمداد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة، وأن تصرّفات الحكومة البولندية حول الملف الأوكراني “ساخرة” ولا تسهم في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الممثل الرسمي للقوات الشعبية في جمهورية دونيتسك قوله: إن تصريحات بولندا بشأن المساعدة العسكرية لأوكرانيا لا تتوافق مع عضوية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأشار إلى أنه في بداية هذا العام عندما تولّت بولندا رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيتسكي: إن بلاده ستفعل كل ما هو ضروري من أجل السلام والأمن في أوروبا، لكن بعد شهر أعلن صراحة عن نيته نقل الذخيرة ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة والطائرات المسيرة إلى أوكرانيا.
وشدّد على أن تصريحات الجانب البولندي لا تسهم في إحلال السلام والاستقرار، بل تؤدّي إلى تصعيد الموقف ودفع كييف إلى بدء “الإبادة الجماعية لسكان دونباس”.
ومع تصاعد المخاوف لدى دول المعسكر الشرقي السابق من اندلاع حرب أخرى في منطقتها، تتزايد الأصوات الرافضة لتحكم حلف شمال الأطلسي “ناتو” بقرار السلم والحرب في القارة التي عانت ويلات حربين عالميتين مدمّرتين، حيث أكدت رئيسة الحزب الشيوعي التشيكي المورافي كاترجينا كونيتشنا أن حلف “ناتو” عدواني وعلى بلادها الانسحاب منه.
وأوضحت في كلمة لها أمس أن هذا الحلف هو الذي يمثل مصدر الخطر على أوروبا وليس روسيا التي تجري تدريبات عسكرية داخل حدودها.
وأشارت إلى أن ناتو نكث بوعوده للقيادة السوفييتية سابقاً بعدم التوسع شرقاً، وأن 65 بالمئة من الإنفاق العالمي على التسليح تقوم به دول الحلف مقابل 3 بالمئة لروسيا.