دراساتصحيفة البعث

من حق روسيا الرد على أي اعتداء على أراضيها

ريا خوري 

ما زالت الأزمة السياسيّة قائمة بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وكلّ من ينضوي تحت لواء “الناتو” بشأن أوكرانيا من جهة أخرى. ورغم هذه الأزمة، والتهديدات اليومية، والتصريحات النارية، يستبعد الجميع قيام أي حرب عسكرية بين تلك الأطراف وروسيا.

وهنا من الضروري التوضيح أن أوكرانيا كانت حليفاً استراتيجياً لروسيا، والواجب أن تعتبرها كذلك في هذه المرحلة التي يتصارع فيها الغرب الأمريكي- الأوروبي ضد روسيا. كانت أوكرانيا من أولى الجمهوريات -إضافة إلى القوقاز وبيلاروسيا- التي استجابت للدعوة الروسية في زمن حزب البلاشفة، عام 1922، الذي عمل على تشكيل الاتحاد السوفييتي السابق، وكانت العلاقة بين البلدين متينة جداً، وهناك مصالح كبيرة مشتركة. ومع تفكك الاتحاد السوفييتي السابق، في عام 1991، استقلت أوكرانيا كما كلّ الجمهوريات الأخرى، ومع ذلك، بقيت العلاقات قوية ومتينة. لكن السؤال: لماذا كل هذا التحشيد العسكري لدول حلف شمال الأطلسي على الحدود الأوكرانية؟.

لا شك أن هذا التحشيد هدفه الواضح زعزعة استقرار المنطقة عبر التهديد غير المباشر لروسيا التي تدرك أهداف “الناتو” الذي يدعو لإذكاء وتضخيم التحشيد، والترويج لقيام حرب الهدف الواضح منها نزع أوكرانيا من الفضاء الروسي، ولهذا السبب يقوم حلف الناتو بالتعاون مع الولايات المتحدة بتسليح أوكرانيا، فقد تمّ إرسال تسعين طناً من المساعدة الفتاكة لكييف، وذلك بعد أيام معدودة من المحادثات الأمريكية- الروسية في العاصمة السويسرية جنيف، حيث تعدّ الشحنة التي وصلت إلى أوكرانيا الأولى ضمن وعد من الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية النوعية، فهل يعيد التاريخ أزمة خليج الخنازير في أوكرانيا؟.

لقد طلبت الولايات المتحدة من القيادة الأوكرانية أكثر من مرّة وضع قواعد صواريخ موجّهة ضد روسيا في أراضيها، وأغلب الظنّ أن ذلك لن يتمّ، لأن الموقف الروسي لا رجعة عنه. ويقول ويليام ألبيرك، مدير الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “إن الجيش الروسي أعلن عن إجراء تدريبات ضخمة في بيلاروسيا من 9 إلى 20 شباط الحالي، وأن الجيش الروسي في طور نقل شتى أنواع المعدات العسكرية، والطائرات القتالية لغرض إجراء تدريبات نوعية. ويستنتج من ذلك أن جمهورية أوكرانيا ستكون محاطة بالكامل بقوات عسكرية روسية”. بينما يقول ماتيو بوليج، الباحث في مركز تشاثام هاوس للأبحاث: “إن جمهورية روسيا الاتحادية تتحضر من الناحية العسكرية لعدد كبير من الاحتمالات. في الحقيقة من حق روسيا أن تكون مستعدة للردّ على أي اعتداء على أراضيها”.