التشكيلي فداء منصور يغلق دائرة الغياب.. ويرحل
غيب الموت الفنان التشكيلي السوري الشاب فداء منصور الذي عرف بحيوية ونشاطه الفني وتميز خلال فترة قصيرة مليئة بالمعارض والمشاركات الجماعية، هذا الرحيل الصاعق لشاب في بدايات مشواره يضيف خسارة كبيرة إلى مجموع الخسارات التي تصيب الحياة الفنية عموماً وخاصة التشكيلية منها. ولا يخفى على أحد أن هذا الشاب يمتلك من الكفاءات العملية والمثابرة ما يجعله موضع حوار ومودة دائمين بين أقرانه، كما يعد من أكثر الفنانين الشباب شغفاً واشتغالاً بفنه ولوحته التي تعتبر مورد رزقه وكسب قوت أسرته، فقد عمل رساماً تحت الطلب وفناناً يقدم أفكاره الخاصة عبر لوحته، مقدماً نفسه بأنه صاحب تجربة تختلف عن الآخرين أطلق عليها “المدرسة الدائرية”، ولربما كانت إحدى دعابات الفنان الجميلة أوصلته للدفاع عنها ومبرراً لهذه الطريقة الهندسية في تبسيط الأشياء وردها إلى محيط الدائرة الحاوي لأي شكل كان بغية تبسيطه وجعله مقبولاً ومحبباً.
فداء منصور أغلق اليوم على نفسه دائرته الصغيرة وترك لنا دائرتنا المفتوحة للحزن والألم.. ستبقى ألوانه المشرقة ضوء أمل رغم كل السواد وستبقى تلك الأمسيات شاهدة على روحك الجميلة الشغوفة بالقلق المبدع.
الراحل من مواليد مدينة جبلة وتخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1999 وأكمل فيها الدراسات العليا حتى 2001 وهو مدرس في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية بدمشق منذ عام 2004 – حاصل على الجائزة الأولى في معرضي تحية لشهداء البرلمان ومكافحة المخدرات وله العديد من المشاركات في معارض جماعية وفردية داخل سورية وأعماله مقتناة من قبل وزارات الثقافة و السياحة والتربية وضمن مجموعات خاصة.
يقول: “خلال مسيرتي تأثرت بالفنانين الكبار، وكنت وما أزال متابعاً للمؤسسين لهذا الفن الجميل أصحاب المدارس المتنوعة، وبشكل عام الكثير من لوحاتي تتسم ببعض الحزن أو الألم وهذا طبيعي، فمن منّا لم يتأثر بالأزمة والأحداث من حوله، لكن بالمقابل رسمت الأمل والانتصار والصّمود، والكثير الكثير من حالاتي الخاصة، و للأنثى حضورها اللطيف في الكثير من لوحاتي، هذا الكائن الذي يجمع الضعف والقوة والجمال والسلام والخطورة بآن واحد”
لروحه الرحمة والسلام .
أكسم طلاع