بانكين: مزاعم الغرب بشأن هجوم روسي على دول الجوار “مجنونة ولا أساس لها”
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين اليوم أن مزاعم دول الغرب بشأن خطط روسيا للهجوم على الدول المجاورة “مجنونة ولا أساس لها من الصحة”.
وقال بانكين لوكالة سبوتنيك: “كان من الواضح منذ فترة طويلة أنه حتى في حالة عدم وجود أسباب لتطبيق قيود على روسيا من قبل الدول الغربية فسيتم العثور عليها أو اختراعها بما في ذلك فكرة الهجوم على دول الجوار”.
إلى ذلك أكد رئيس قسم المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الروسية بيتر إيليتشيف اليوم، أن على السلطات الأوكرانية التفاوض مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.
وأوضح إيليتشيف في ردّه على سؤال عمّا إذا كانت موسكو ترى أنه من الضروري في الوقت الراهن نشر قوات حفظ سلام أممية على الحدود بين روسيا وأوكرانيا: “هذا الأمر ليس ضرورياً.. قوات حفظ السلام لن تحل النزاع الداخلي الأوكراني وعلى الأوكرانيين التحدث مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك”، مبيّناً أن مسألة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دونباس هي موضوع منتهٍ تماماً ولا يجري بحثه.
وأشار إيليتشيف إلى أن بحث اتفاقيات مينسك جارٍ والقرار رقم 2202 لا يوجد فيه شيء يذكر بشأن قوات حفظ السلام.
في سياق متصل، أكدت روسيا أن مواصلة الغرب عمليات توريد الأسلحة إلى أوكرانيا تزيد من التوتر في المنطقة مشدّدة على ضرورة وقف هذا التصعيد.
ووفقاً لوكالة انترفاكس قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين اليوم: “نحن نرى أن الدول الغربية ترسل قواتٍ إلى أوكرانيا وطائراتٍ محمّلة بأسلحة ومعدات عسكرية، بينما تقوم أوكرانيا بتنظيم مناورات تجرّب فيها أنواعاً جديدة من التقنيات التي تتلقاها وهذا كله يقود إلى توترات جديدة”.
وشدّد بيسكوف على أن هذه الأسباب تجعل وقف التصعيد في المنطقة أمراً “مطلوباً إلى أقصى حد”.
وكان وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا أقر أمس أن كييف تلقت مؤخراً دعماً من شركاء غربيين قدره 1.5 مليار دولار، إضافة إلى أكثر من ألف طن من الأسلحة.
ومنذ عام 2014 تقوم دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” بقيادة الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة وتدريب جيشها، الأمر الذي ينتهك بشكل مباشر اتفاقيات مينسك ويؤثر سلباً في التسوية في دونباس.
وفي المواقف الرافضة تصعيد النزاع مع موسكو، أكد حزب (الحرية والديمقراطية المباشرة) التشيكي أن حلف الناتو والولايات المتحدة هما المسؤولان عن تصعيد التوتر حول أوكرانيا رافضاً قيام تشيكيا بتقديم أي أسلحة لأوكرانيا أو نشر قواتها على الحدود الشرقية لحلف الناتو.
وشدّد الحزب في بيان له اليوم على رفضه إعلان الحكومة التشيكية عن تقديمها ذخائر لأوكرانيا، معتبراً أن هذا الأمر “ليس تعبيراً عن التضامن وإنما مساهمة في تصعيد الوضع ولا يصب في مصلحة تشيكيا”.
ودعا الحزب إلى حل المشكلات القائمة بين روسيا والغرب بالطرق الدبلوماسية والسلمية بعيداً عن التصعيد العسكري والأمني.
وفي الاثناء، وصلت إلى رومانيا اليوم طلائع القوات الأمريكية التي أرسلتها الولايات المتحدة بذريعة تعزيز حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
ونقلت رويترز عن وزير الدفاع الروماني فاسيلي دانكو قوله: إن “أول مئة من القوات الأمريكية وصلوا إلى رومانيا اليوم”.
وكانت وحدة عسكرية أمريكية وصلت إلى بولندا قبل أيام قليلة في إطار التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في شرق أوروبا وتحت ذريعة تعزيز دول “ناتو” والردّ على “تصاعد التوتر حول أوكرانيا”.
وفي إطار اختبار استعداده للتعامل مع أيّ طارئ، أعلن أسطول المحيط الهادئ الروسي اليوم عن إجراء تدريبات لقوات الدفاع الجوي التابعة له في أقصى شرق روسيا.
ونقلت وكالة تاس عن الأسطول قوله: إن سفن أسطول المحيط الهادئ الروسي أطلقت أنظمة صواريخ أرض جو ونيران مدفعية في إطار تدريبات للدفاع الجوي في شبه جزيرة كامتشاتكا أقصى شرق روسيا.
كما شملت التدريبات استخدام السفن الحربية الصغيرة المضادة للغواصات وكاسحات الألغام.
من جهة ثانية، أجرت وحدات تابعة لسفن الأسطول الشمالي الروسي تدريبات لمكافحة القرصنة في الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الأطلسي.
ونقلت نوفوستي عن الدائرة الصحفية للأسطول قولها في بيان اليوم: “أجرت مفرزة من السفن الحربية التابعة للأسطول الشمالي تمريناً لقمع القرصنة في مناطق الشحن المكثف بمشاركة وحدات من مشاة البحرية وطراد الصواريخ المارشال أوستينوف والفرقاطة الأدميرال كاساتونوف والسفينة المضادة للغواصات نائب الأدميرال كولاكوف”.
وأضاف البيان: “كجزء من التدريبات وضع العسكريون تكتيكات البحث عن المخالفين أو القضاء عليهم واحتجاز الموجودين على سفن القراصنة”، بينما أوضح قائد مفرزة السفن الحربية التابعة للأسطول الشمالي إيغور نيكيتين أن “ضمان سلامة الملاحة المدنية في مختلف مناطق المحيط الأطلسي هو أحد المكونات المهمة لعمل المفرزة ويجب أن يكون الأفراد في حالة استعداد دائم لتنفيذ هذه المهام بسرعة وكفاءة”.
ووفقاً لخطة تدريب القوات المسلحة الروسية لعام 2022 تجرى سلسلة من التدريبات البحرية في شهري كانون الثاني وشباط في جميع مناطق مسؤولية الأساطيل وينصبّ التركيز الرئيسي لها على تحديد إجراءات قوات البحرية وقوات الفضاء لحماية المصالح الوطنية الروسية ولمواجهة التهديدات العسكرية ضد روسيا من اتجاه البحار والمحيطات.