المنتجات الحرفية والمنزلية …حفاظ على الجودة والتراث ..تسويق ضعيف وعوائد بالقطارة ؟!
“البعث الأسبوعية” بشير فرزان
رغم جودة المنتجات التي تقدمها المهن الحرفية إلا أنها لاتحقق عائدية اقتصادية كبيرة أصحابها الذين ينتظرون مواسم المعارض والبازارات الخيرية لعرض منتجاتهم التي تثقل بالكثير من آمال عائلاتهم وأحلامهم بعوائد مادية كبيرة تتناسب والجهد المبذول في صناعة المنتجات اليدوية ولكن للأسف “لاتجري الرياح كما تشتهي السفن” كما يقال فقد يضطرون لتخفيض الأسعار إلى حدود الكلفة لاسترداد أموالهم نظراً لضعف القوة الشرائية وضعف الإقبال على مثل هذه المعارض والبازارات .
أمثلة كثيرة عن نساء يعملن ليل نهار من اجل لقمة العيش .. فأم محمود لم تمل يداها التي ألفت حركة الصنارة من وضع المزيد من اللمسات الفنية وإنتاج الكثير من التحف الفنية المصنفة ضمن قائمة المنتجات التراثية التي تحاكي الواقع وتحكي عن عراقة الشعب السوري وحضارته وثقافته الموثقة والمؤرخة في سجلات التاريخ التي لن يستطيع احد أن يمحي وقائعه من الذاكرة الإنسانية.
أم محمود وهي واحدة من السوريات اللواتي يقدمن في كل يوم شيئا جديداً ومنتجاً تراثياً استطاعت كغيرها من النساء وضع بصمتها المتميزة في التراث الحضاري المتمثل بالحرف اليدوبة التقليدية التي كان لها كل الفضل في المحافظة على الإرث التاريخي الذي يمثل هوية كل سوري بعد أن وصل إنتاجها إلى معظم دول العالم ولم تثن الحرب الهمجية التي شنت على سوريا المرأة السورية من مواصلة عملها بل زادت تحد وإصرار وتصميم على العمل والتميز والإبداع والاعتماد على النفس لتأمين حياة كريمة لها ولأسرتها وإثبات دورها إلى جانب الرجل بالمجتمع حتى ولو كان ذلك من خلال مشاريع صغيرة تشكل النواة الأولى لمشاريع كبيرة قادرة على المساهمة في بناء الوطن ودعمه اقتصاديا.
مهن حية
راغدة المحمد أحدى المشاركات في البازارات بمهنة التطريز التي تعتمد على الايدي الخبيرة حيث تتفنن يد المرأة السورية بحياكة أجمل الموديلات وحياكة الشالات وتبلغ كلفة الشال المشغول من الحرير الطبيعي 200 ألف ليرة سورية ويلقى إقبالاً واسعاً في المعارض التي تعرض وتسوق المنتجات اليدوية وأهم الأشغال التي تحيكها المرأة السورية على الصنارة وتلقى إقبالاً مفارش الأسرة والطاولات والألبسة المحاكة من الصوف وكذلك الحقائب المعمولة من القش والمزهريات واللوحات الفنية المشغولة من مخلفات الطبيعة وفي المناطق الساحلية اشتهرت المرأة السورية بصنع المنحوتات الخشبية والأشكال الغريبة المصنوعة من رمل البحر والصدف والأحجار ومثل تلك اللوحات الفنية الجميلة تعبر عن موهبة ومهارة عالية.
وتعنى النساء ممن يملكن موهبة الرسم بالرسم على الزجاج وتعشيقه ورسم اللوحات الفنية والزخرفة وتنجز النساء كثير من تلك الأعمال في المنزل ويهتم الاتحاد العام للحرفيين بعملية التسويق الداخلي والخارجي وباستيراد بعض المواد الأولية بأسعار مناسبة وتم عقد عدة اجتماعات والتنسيق مع الوزارات المعنية مثل الاقتصاد والسياحة والثقافة لأخذ بعض الأماكن الأثرية وإقامة أسواق دائمة فيها لتسويق المنتجات الحرفية اليدوية عبر معارض تشجع السياحة وتدعم الاقتصاد الوطني كتراث سوري عريق يتوارثه الأبناء عن الأجداد
ويتم العمل ضمن برنامج تأهيل وتدريب المرأة الريفية على تصنيع المواد الغذائية التي يمكن تصنيعها في المنزل وتربية الحيوان وكل ما هو متعلق بالبيئة الريفية مع التركيز على عملية تسويق المنتجات عن طريق المعارض والبازارات التي تتيح الفرصة أمام أهل المدينة التعرف على أشغال المرأة الريفية التي تعتبربسيطة ولا تملك رؤية واضحة عن السوق أو إستراتيجية تسويقية لمنتجاتها تضمن لها التوسع والانتشار في السوق والبقاء في المجال التنافسي فهدفها الأول هو استعادة “الراسمال” مبكراً وتحقيق الربح السريع وهذا ما يستدعي مساعدتها من قبل الجهات المعنية أو من المجتمع الأهلي على تسويق منتجها من خلال البازارات والمعارض التي تقام دورياً وتسمح للمرأة بخوض تجربة التسويق بنفسها وبشكل يمنع استغلال الوسطاء والمرابين لها عبر تعاملها المباشر مع المستهلك لأن هناك ثقة يجب أن تتوافر من قبل المستهلك بالمنتج وخاصة بالمنتجات الغذائية المصنوعة في المنزل مثل المربيات التي تكون مصنوعة من المادة طبيعية أي آمنة وخالية من المواد الحافظة .فهل تلقى نداءاتها صدى لدى الفعاليات الرسمية والأهلية أم تبقى آمالها عالقة في خانة التنظير والوعود ؟.