دفعة جديدة من طلبة دبلوم العلوم السينمائية
احتفتْ المؤسّسة العامة للسينما مؤخراً بتخريج طلبة دبلوم العلوم السينمائية وفنونها في موسمه السادس، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون، وهو الدبلوم الذي استحدثته وزارة الثقافة منذ سنوات بهدف دعم الشباب السوري عبر خلق الظروف الملائمة لذوي المواهب وأصحاب الملَكات والعمل معهم من خلال إتاحة الفرص المناسبة لهم للتعبير عن مواهبهم وإبراز قدراتهم.
السينما معرفة وعمل
وأكد المدير العام للمؤسّسة العامة للسينما، مراد شاهين، في كلمة له أن المؤسّسة ستستمر في تقديم المعرفة لطلاب الدبلوم بهدف ضخ دماء جديدة من السينمائيين، مبيناً أن السينما تعبير عن وجود من نوع آخر، وللنجاح فيها لا بد من توفر ثلاثة عناصر أساسية هي: المعرفة والاجتهاد والعمل، وهي عناصر تكوّن شخصية المبدع وتصنع منه مشروعاً قائماً بحدّ ذاته. ولفت شاهين عناية الخريجين إلى أهمية النّصّ كخطوة أولى في مجال العمل السينمائي، وبارك لهم اجتياز هذه الدورة بنجاح، متمنياً لمشاريعهم المستقبلية أن تكون كما خطّطوا لها، وأن يكونوا فاعلين في حياتهم وقادرين على تطوير هذا الفن الجميل والارتقاء به ليعبّر عن حضارتنا ويعكس الوجه الجميل لبلدنا.
موعودون بأفلام جيدة
وبيّن باسم خباز مدير الدبلوم أن الموسم السادس يضمّ مجموعة من الخريجين الممتازين وهم 28 طالباً، مع تأكيده أن هناك دفعات جيدة مرت على الدبلوم، وفي كل موسم كان لا بد أن تضمّ الدفعة أشخاصاً مميزين في مجالات معينة، وهو على يقين أننا سنشاهدهم في المستقبل يقدمون إبداعاتهم ضمن نطاق الإنتاج السينمائي في المؤسسة أو ضمن الإنتاج الدرامي التلفزيوني، مشيراً كذلك إلى أننا موعودون بمشاهدة أفلام جيدة في الدورة القادمة من مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الذي سيضمّ نتاج عمل دورتين من الدبلوم – الخامسة والسادسة – بعد توقف المهرجان العام الماضي بسبب كورونا، مؤكداً أن بعض الخريجين أنجزوا أعمالاً سينمائية شاركت في مهرجانات عربية، وبالتالي نجح الدبلوم برأيه في تقديم المواهب، وسيستمر في ذلك عبر تخريج أعداد من السينمائيين ليكونوا مستعدين لدخول امتحانات القبول في المعهد العالي للفنون السينمائية إن أرادوا ذلك، مبيناً أن الدبلوم والمعهد يكملان بعضهما البعض ويشتركان في تأهيل السينمائيين لإعداد جيل قادر على تقديم سينما جيدة للجمهور.
أصوات متفردة
وعبّر الكاتب حسن م يوسف عن سعادته لوجوده كأستاذ في الدبلوم على مدار دوراته التي ضمّت برأيه شباباً صنعوا من الضعف قوة، ومن القبح جمالاً في ظل ظروف صعبة عاشوها خلال الحرب، وهذا ما جعله يستمر معهم في نضالهم مع الحياة لأنهم لم يأخذوا فرصتهم للتعبير عن قدراتهم الإبداعية وهم الذين دافعوا عن بلدهم وجاؤوا لتعلم السينما، وبالتالي فإن عدم الوقوف إلى جانبهم تقصير بحقهم لأنهم صانوا الماضي وفتحوا بوابات المستقبل، مشيراً إلى أن ليس لديه دورة قابلة للنسيان، فهناك طلاب درسوا في دورة تدريبية واحدة وأصبحوا مخرجين يشار إليهم بالبنان ويشاركون في مهرجانات ويحصدون جوائز، وهذا بحدّ ذاته ليس إنجازاً فحسب وإنما دافع لمزيد من العمل مع هؤلاء الشباب، وقد أثبتوا أنهم قادرون على رفد السينما السورية، وهم الآن أصوات متفردة في المشهد السينمائي السوري والعربي.
الباب الأول
وأكدت الخريجة إيناس أحمد الأولى على الدفعة أن الدبلوم تجربة مفيدة وممتعة، لأن الطالب فيها يكتشف أدواته التي من خلالها يمكنه تقديم عمل مبدع لمصلحة المؤسّسة العامة للسينما التي استطاعت برأيها عبر الدبلوم تحضير الطلاب ولو بشكل مبدئي، مع اجتهاد شخصي من قبلهم، ليكونوا قادرين على صنع فيلم قصير من تمويل المؤسّسة، مبينة أن هذه التجربة هي الخطوة الأولى للطلبة ولها لتقديم أعمال سينمائية بعد منحهم الأساسيات الأولى في عالم السينما، وقد أعطتها شخصياً مساحة جيدة لتعبّر من خلالها عن بعض هواجسها، وبغياب هذه المبادرة ما كان لها أن تتواجد اليوم على الساحة، منوهة بأنها تميل إلى تقديم أعمال تتناول الذات الإنسانية التي تخصّ الرجل والمرأة دون تحيّز لأي طرف منهما.
وأوضح الخريج محمد فايز المحاميد أن كلّ شخص لديه قصة يرغب في روايتها، وهو لديه أفكار وقصص يحب أن يحولها إلى صورة يراها الجمهور، ولأنه يحب كل الفنون، وخاصة المسرح فقد وجد أن السينما جامعة لكل هذه الفنون، لذلك كان دبلوم العلوم السينمائية هو الباب الأول الذي يعبر من خلاله إلى عالم السينما، مبيناً أن هذا الشغف استطاع أساتذة الدبلوم تحويله إلى قصة عشق للسينما من خلال تقديم كل العلوم التي تخصّ السينما ليستطيع بعد ذلك الطالب أن يحدّد ميله الذي سيستمر به بمساعدة أساتذة قديرين في اختصاصاتهم ولهم باع طويل في السينما أمثال د. سمير جبر، وحسن م يوسف، وعبد الغني بلاط، وسمير كويفاتي، وأوس محمد، ود. رانيا الجبان، وأيهم عرسان، مشيراً إلى أنه قبل الدبلوم لم يكن ملمّاً بالصورة التي أحبها بعد الدبلوم، حيث أصبحت النافذة التي يرى من خلالها كل الأشياء، لذلك تطورت إمكانياته في التصوير والذائقة الفنية وزادت قدراته في الإخراج وكتابة السيناريو بفضل ما تعلمه في الدبلوم الذي وسّع أفكاره ومعارفه، شاكراً المؤسسة العامة للسينما على هذه المبادرة الكبيرة بإنشاء دبلوم العلوم السينمائية الذي أصبح مصدراً لتأهيل كوادر سينمائية شابة، تطور الفن السوري وتصدّره للعالم. وختم المحاميد تصريحه بالإشارة إلى أن دراسته في الدبلوم، بالإضافة للاجتهاد الشخصي في توسيع الثقافة السينمائية، أهّلته ليكون من ضمن المقبولين في المعهد العالي للسينما.
أما الخريج محمد علو، فبعد إنجازه مجموعة من الأعمال الوثائقية عن الحرب وحصوله عام 2011 على الجائزة الأولى في مسابقة الأفلام القصيرة للهواة – إنتاج التلفزيون السوري – وقيام المخرج أسامة شقير بإخراجه تحت عنوان “إعجاز” توجّه للدبلوم الذي كان فرصة للعديد من الشباب الراغبين بدراسة فن السينما، مؤكداً أنه استفاد كثيراً من خبرة الأساتذة فيه وهم أسماء مهمة في المجال الفني، وقد قدموا خلاصة خبراتهم وتجاربهم، مشيراً إلى أن الدبلوم لا يصنع كاتباً أو مخرجاً خلال سنة وإنما يعطي الطالب أساسيات العمل، والطالب يحقّق النجاح بمقدار اجتهاده وعمله الدائم على تطوير أدواته.
وفي نهاية الحفل الذي أخرجه عوض القدرو، وتضمّن فيلماً يتناول تاريخ السينما في العالم وسورية، وآخر تعريفياً بطلبة الدبلوم الدفعة السادسة ودور المؤسسة العامة للسينما في دعمهم، تمّ توزيع الشهادات على الخريجين من قبل مدير المؤسسة مراد شاهين ومدير المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني طالب قاضي أمين وأساتذة الدبلوم.
أمينة عباس