غاتيلوف: كذبة التهديد الروسي لأوكرانيا ذريعة لغزو الغرب دول الجوار
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف أن كذبة التهديد الروسي لأوكرانيا هي ذريعة تسمح للغرب بزيادة وجوده العسكري في دول الجوار الروسي، لافتاً إلى أن التهديد بالعقوبات والخطابات العدائية الغربية يعملان على تفاقم الوضع ويزيدان من سوء أجواء الحوار حول الأمن.
وجدّد غاتيلوف في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية استعداد موسكو للحوار مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب إجراء حوار حول مشكلات الأمن الأوروبي دون مراعاة الموضوع ذي الأولوية بالنسبة لروسيا وهو عدم توسع حلف ناتو باتجاه الشرق.
وقال غاتيلوف: “قد يكون هناك تخبّط عند المسؤولين والمحللين الغربيين في فك رموز تصريحات القيادة الروسية الواضحة تماماً، ولذلك أكرر ليس لدى روسيا ولم يكن أي خطط لغزو أوكرانيا كونه لا يوجد لهذا دافع ولا هدف جيواستراتيجي ولا منطق سليم”.
وأشار غاتيلوف إلى أن روسيا دعت دائماً وما زالت إلى علاقات متساوية وعملية ذات منفعة متبادلة مع جميع الدول وليس فقط مع جيرانها، مذكراً بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سبق أن قال بوضوح شديد: “إذا كان الأمر يعتمد على روسيا فلن تكون هناك حرب”.
ولفت غاتيلوف إلى أن الغرب يستخدم أسلوب العقوبات والضغط السياسي والمناورات العسكرية بالقرب من الحدود الروسية لرفع سقف أسهم رهاناته خلال المفاوضات مع موسكو بشأن الضمانات الأمنية.
وأوضح غاتيلوف أن مثل هذه الأساليب معروفة في الدبلوماسية واستخدمت في العديد من المرات في تاريخ العلاقات الدولية، وقال: “نحن بعيدون كل البعد عن التفكير بحمل واشنطن وعواصم دول غربية معينة خططاً حقيقية لإطلاق العنان لمواجهة مع روسيا، ولكن الإجراءات المتخذة من جانبهم تجبرنا على إعادة التفكير في كل ما يحدث حول أوكرانيا وعلى طول خط التماس بين روسيا وناتو”.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الغرب صنع الأزمة الأوكرانية خدمة لمصالحه ولتصدير أزماته الداخلية ولذلك لا يقدّم أي حلول فكرية أو عملية لها.
وأوضحت زاخاروفا في مقابلة تلفزيونية اليوم أن تكتيكات الغرب مرتبطة بخصائص الدورة الانتخابية هناك وهو ما يدفعهم إلى ابتداع وابتكار قصة افتراضية جديدة مع اقتراب مواعيد الانتخابات التشريعية.
وشدّدت زاخاروفا على أن ذلك يجعل “المصالح اللحظية القصيرة المدى في الوقت الحاضر بمنزلة الأولوية بالنسبة لهم وبالتالي يتم استخدام أي وسيلة لضمان تحقيقها”.
ولفتت زاخاروفا على سبيل المثال إلى أن السلطات البريطانية تستخدم موضوع أوكرانيا لتحويل انتباه الجمهور في المملكة المتحدة عن الأزمة الداخلية في البلاد، مشيرة إلى أن بريطانيا شهدت خلال الشهرين الماضيين أزمة واضحة وتمت المطالبة باستقالة رئيس الحكومة بوريس جونسون.
وفي سياق متصل، أكد سفير روسيا لدى ألمانيا سيرغي نيتشايف أن إمداد أوكرانيا بأسلحة ألمانية يعرقل جهود إيجاد حل سلمي للصراع فيها ويشجّع القوى القومية المتطرفة على اتخاذ إجراءات غير منضبطة.
ونقلت وكالة تاس عن نيتشايف قوله في مقابلة صحفية: “نعتقد جازمين بأن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا ستأتي بنتائج عكسية تماماً، كما أن هذه الأنشطة لا تسهّل الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للصراع وتشجّع القوى القومية والمتطرفة في أوكرانيا على اتخاذ إجراءات غير منضبطة من شأنها أن تؤدّي إلى أزمة أخرى”.
وشدد نيتشايف على أن إرسال أسلحة ألمانية إلى كييف “سيؤثر سلباً في العلاقات الروسية الألمانية”، وقال: “نحن بالتأكيد لا نريد اندلاع صراع فنحن شعب مسالم ولسنا بحاجة إلى حرب مع جيراننا إلا أن شركاءنا الغربيين عمدوا إلى إثارة التوترات بشكل كبير عبر وسائل الإعلام”.
وكثفت الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة عمليات تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة في الوقت الذي تدعي فيه أن روسيا تحشد قوات كبيرة على حدود أوكرانيا، بينما تؤكد روسيا باستمرار عدم وجود أي نية للتدخل في أوكرانيا وأن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض منها تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا وتبرير توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة وتعتبره تهديداً لأمنها القومي.
واستعداداً لأيّ طارئ يمكن أن تحمله زيادة الوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي “ناتو” في الجوار الروسي، بدأت روسيا وبيلاروس مناورات عسكرية مشتركة اليوم تحت اسم (عزيمة الاتحاد 2022) وذلك في إطار المرحلة الثانية من اختبار قوات الرد السريع في دولة الاتحاد التي تجمع البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: إن هذه المناورات تتم للتدرب على تنفيذ مهام التصدي للعدوان الخارجي من خلال القيام بعملية دفاعية وكذلك لمكافحة الإرهاب وحماية مصالح دولة الاتحاد.
وسيتم خلال المناورات تعزيز الأمن على حدود الدولة لمنع تغلغل الجماعات المسلحة وإغلاق قنوات نقل الأسلحة والذخيرة والبحث عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية ومجموعات التخريب والاستطلاع للعدو المفترض وتدميرها.
وتجري المناورات في ميادين التدريب البيلاروسية دومانوفسكي وجوزسكي وأوبوز ليسنوفسكي وبريست وأوسيبوفيتشسكي، وكذلك في مناطق معينة من أراضي بيلاروس، وسيتم استخدام مطارات بارانوفيتشي ولونينتس وليدا وماشوليشي.