برسم وزارة التربية.. أبناء مدرّسين “مدللون”.. ميزات خاصة وتسريب أسئلة..!
لم يخف متابعون للشأن التربوي ما يحظى به التلاميذ من أبناء الكادر التدريسي في الحلقة الأولى في بعض المدارس من اهتمام يميزهم عن باقي الطلاب الآخرين، حيث تكون لهم الأولوية ابتداء من الجلوس في المقاعد الأمامية بغض النظر عن الطول والحجم، مع المشاركة في جميع النشاطات، والتركيز من قبل المدرّس على إشراكهم أكثر من مرة في الحصة الدرسية الواحدة، ويصل الاهتمام إلى ما بعد الدرس، لاسيما أثناء الفرصة، والجلوس في غرفة الإدارة والموجّهين، واستخدام الحمامات الخاصة بالكادر التدريسي، وغير ذلك من حالات “الدلال” التي تستفز باقي الطلاب، خاصة المتفوقين منهم!.
ميزات وإزعاج
هذه الميزات الممنوحة قد يتغاضى عنها أولياء الأمور، لكن أن يصل الأمر في بعض المدارس لزج أبناء المدرّسين في مقدمة المتفوقين، وغض النظر عن تصرفاتهم المزعجة لزملائهم، وتسريب أسئلة الامتحان لهم، فهذا لا يمكن تجاوزه تحت أي اعتبار، وهو أمر مخالف لكل القوانين والأعراف التربوية والتعليمية، ولابد من وضع حد له!.
مدرّسة في ريف دمشق، “نتحفّظ عن ذكر اسمها”، كشفت عن تجاوزات كبيرة تجري في مدرستها، خاصة من ناحية تجميع أبناء المدرّسين عند آنسة معينة كون مستواها بالتدريس جيداً جداً، وتوزيع باقي التلاميذ على شعب أخرى، إضافة إلى تفضيل أبناء المدرّسين في كل مناسبة مراعاة لأهلهم بغض النظر عن مستوى الاجتهاد لابن المدرّس، إضافة إلى تمييزهم أثناء تكريم الطلاب المتفوقين ومنحهم الجوائز والامتياز والمرحى والتقدير، رغم أن مستواهم لا يعكس ذلك التفوق، وذلك خجلاً من ذويهم.
إحباط للتفوق
الاختصاصية النفسية سلام قاسم اعتبرت أن التمييز الحاصل بين الطلاب قد يؤدي أحياناً إلى الإحباط، ويضعف الحافز للتفوق، إضافة إلى العدوانية التي تنشأ بين الطلاب، مشيرة إلى أن مهنة التعليم لا تقتصر على نقل المعلومات بواسطة المدرّسين إلى الأجيال القادمة، فالمدرّس الناجح هو مرب أولاً يتصف بقدرته على تفهم حاجات التلاميذ، مع مراعاة حقوقهم دون تمييز، والقيام بدوره تجاه كل طالب بلا استثناء.
النظام على الجميع
مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج بعد أن نقلنا له مثالاً في مدرسة بالمحافظة أكد تطبيق النظام الداخلي على جميع الطلاب دون استثناء عند ارتكاب المخالفات المدرسية بما يتناسب مع المخالفة والسلوك، لافتاً إلى أن التشجيع والدعم والتكريم لجميع الطلاب حسب إنجازهم وأنشطتهم ومشاركتهم في العمل المدرسي، علماً أن احتفاليات التكريم للمتفوقين في المدارس والموهوبين بغض النظر عن الطالب وذويه، بل التركيز على سلوكه وأدائه.
تسليط الضوء
لم يخف فرج أن ما نشهده في الآونة الأخيرة من حالات التكريم العشوائي والمبتذل في بعض الأحيان يؤدي إلى فقدان بريق التكريم وأهميته على الرغم من الجهود الكبيرة من الزملاء في الميدان التربوي، وعلى نفقتهم الخاصة في كثير من الأحيان، داعياً إلى تسليط الضوء على عدد من حالات التقصير الدراسي، وتشجيعها لتجاوزها والوصول إلى مرحلة أفضل.
قيمة التفوق
واعتبر فرج أن التكريم والتشجيع أحد الأساليب التربوية التي تنتهجها المؤسسات التربوية لما له من أثر إيجابي في نفوس المكرّمين وذويهم، حيث يؤدي إلى ترسيخ قيمة التفوق لدى المتفوقين والمحافظة عليه من جهة، ويساهم في شحذ همم المقصرين لبذل مزيد من الجهود للوصول إلى مرتبة التفوق من جهة أخرى.
هاجس تربوي
ومع اختلاف أدوات التكريم وأنماطه وأساليبه، يسعى الهاجس التربوي إلى عدم الإفراط في أشكال التكريم حتى لا يتحول إلى حالة مبتذلة، وإلى عدم التقنين حتى لا يفقد حالة الطموح إليه، وفق تأكيدات مدير التربية الذي حمّل مديري المدارس والمدرّسين مسؤولية تحديد معايير ثابتة يتم الاتفاق عليها مع التلاميذ في بداية العام الدراسي لتكون مؤشرات أداء وروائز يعمل عليها كل من المدرّس والمتعلّم لتحقيقها، إضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار اختيار توقيت التكريم ومكانه، واختيار الحضور المناسب من أولياء الأمور، لأن ذلك يسهم في ظهور التلميذ المكرّم أمام الحضور بشكل منظم، ولا يمنع من الإشارة إلى جزء من حالات تطور المستوى لديه قياساً بغيره من التلاميذ.
علي حسون