الاحتفال بالعيد الماسي لإذاعة دمشق… وزير الإعلام: 75 عاماً وما تزال الإذاعة شابة وألقها يتسابق مع زمن الحداثة
دمشق – نجوى صليبة:
طبعت في أذهان أجيال من السوريين منذ 75 عاماً عبارة محملة بالشجون وتاريخ مفعم بالذكريات “هنا دمشق.. إذاعة الجمهورية العربية السورية” لتأتي ذكرى إطلاق أثيرها حالة احتفالية جوهرها الوفاء لشهدائها وعامليها من رواد ومعاصرين فمن وسط العاصمة دمشق ومن أقدم الصروح الثقافية مكتبة الأسد الوطنية احتفلت وزارة الإعلام بالعيد الماسي لثاني إذاعة عربية.
وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق نقل خلال كلمته تهنئة السيد الرئيس بشار الأسد بالعيد الماسي لإذاعة دمشق واعتزازه بالدماء الطاهرة لشهداء الإعلام من أبنائها وروادها الذين امتلكوا الرؤية والعزيمة ووضعوا اللبنات الأولى للنجاح وصولاً لأجيال الإعلاميين الذين يكملون المسيرة بمهنية وإخلاص وحب للوطن.
وقال الدكتور الحلاق: هنا دمشق عبارة أعلنت ولادة إذاعة دمشق، 75 عاماً وما زالت إذاعة شابة لم تفقد جمالها وكبرياءها ولا يزال ألقها يتسابق مع زمن الحداثة والتطور ولم تكتف يوماً بالصوت بل كانت على الدوام ترسم الصور على صفحات الذاكرة وقدمت منذ انطلاقتها إعلاما وطنياً لعب دوراً كبيراً في تشكيل الوعي والوجدان وتنوير العقل ولا تزال حتى اللحظة ككل وسائل الإعلام الوطني تخوض معركة الوعي بمهنية ومصداقية في مواجهة حرب إعلامية شرسة تستهدف الدولة والمجتمع عبر محاولات حثيثة لتغيير المفاهيم وكسر المبادئ الوطنية وهذا ما عجزت عن تحقيقه الجيوش الإرهابية.
وأوضح الدكتور الحلاق أنه لم يعد خافياً على أحد ما نعيشه اليوم من تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام من تغيرات كبيرة في أساليب الإنتاج وتوزيع وتلقي المعلومة وولادة واقع جديد لا بد من مواكبته في مؤسساتنا الإعلامية وبإيمان أن المهنية هي شرط لازم لذلك عبر تنمية الوعي وتقدير الذات والقدرات والتسلح بأدوات الإعلام المعاصر وخصوصاً بالمجال الرقمي والتفاعلي وبذلك فقط نستطيع كإعلاميين أن نكون خط الدفاع الأول والصخرة التي تتكسر عليها محاولات النيل من أمن الوطن واستقراره ووحدة نسيجه المجتمعي.
وأضاف وزير الإعلام: كي لا يكون احتفالنا بالعيد الماسي لإذاعة دمشق مجرد تظاهرة عابرة يجب أن نقف عند ثلاث حقائق، الأولى أن الكوادر الإعلامية التي خاضت الحرب إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب هي اليوم تخوض معارك شرسة في حربها الإقتصادية كشريك فاعل في عملية التنمية والاستقرار وان النصر آت لا محال.
وأشار إلى أن ثاني الحقائق تتمثل بكوننا في حضرة الأرواح الطاهرة لشهداء الإعلام ممثلين بشهداء إذاعة دمشق وأنه لشرف لنا أن نكرمهم فلولاهم وشهداء الجيش السوري لما كنا مجتمعين اليوم في حين تتمثل الحقيقة الثالثة بكون الاحتفال اليوم هو لمسة وفاء لجيل الرواد من الإعلاميين ومحطة تقدير للأجيال الحالية حيث تطمح وزارة الإعلام أن يكون هذا الاحتفال عادة سنوية لوزارة الإعلام يكرم من خلالها المتميزون وتمنح فيه الفرصة لكل مبدع ويكافأ كل مستحق مستقبلاً.
وباسم العاملين بالحقل الإعلامي، تقدم وزير الإعلام للرئيس الأسد بأخلص التهاني وعميق التقدير بمناسبة الاحتفال بالعيد الماسي لإذاعة دمشق شاكرين رعايته ودعمه الكريم واللا محدود للإعلام والإعلاميين معاهدين سيادته أن يكون إعلامنا إنموذجا يحترم عقل الجمهور ويعلي من قيم المجتمع ويعمل بحرية التعبير المسؤولة.
وكانت الاحتفالية التي حضرها وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد ووزير التربية الدكتور دارم طباع ووزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد وأعضاء من مجلس الشعب ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين وأسر شهداء إذاعة دمشق ومعاون وزير الإعلام أحمد ضوا والمديرون العامون للوسائل الإعلامية وحشد من الإعلاميين قد بدأت بعرض فيلم وثائقي بعنوان “إذاعة دمشق مرآة وطن” تحدث عن أبرز محطات الإذاعة بتاريخها الغني.
وكرم وزير الإعلام والمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حبيب سلمان وإيمان خطيب مدير إذاعة دمشق كوادر الإذاعة من جيل الشباب وهم المخرجة دارين مصطفى والمراسلة الإذاعية بحلب لمى كيالي والمراسل الإذاعي في دير الزور مالك الجاسم والمخرج الإذاعي مروان خربطلي والمذيع هاني هاشم.
ومن جيل الوسط كرم كل من المخرج أحمد فراج والإعلامية ثناء العباس والمخرجة ثناء الحمود والمذيعة عائشة الخراط والأديب والإعلامي عماد الدين إبراهيم والمخرج محمد الغزاوي والمذيعة منار مراد والصحفي يحيى كوسا.
وكرم من جيل الرواد الإعلامي رفعت يوسف والمخرج بسام الطرح والمذيعة روشان العلبي والصحفيتان سميرة الخيرات وشهيناز بيشاني والكاتب عماد نداف والصحفيان غسان محمد وفيصل العلي والفنان القدير مازن لطفي والإعلاميون محمود الجمعات وموسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين ونايف حمود ونبيل شنار والمذيعة نهاد تلاوي.
ومن عائلات شهداء الإذاعة تم تكريم عائلة الشهيدة المذيعة بتول الورار وعائلة الشهيد شكري أبو البرغل وعائلة الشهيد المخرج طارق معلا.
وفي كلمة عائلة الشهداء والمكرمين عبر الإعلامي مخلص الورار عن سعادته بهذا التكريم كونه يعكس روح الإذاعة المعروفة بالدقة والجمال، مبينا أن العاملين بالإذاعة هم صناع كلمة وفكر وبذلك استطاعت الإذاعة السورية بفضل جهود العاملين فيها من مذيعين ومخرجين ومعدين ومحررين ومهندسين إيجاد مكان لهم بين الإذاعات العربية الأخرى.
وأكد الورار أن الإذاعة السورية هي واحدة من الإذاعات الرائدة في الوطن العربي وهي الإذاعة الثانية بعد إذاعة القاهرة خرجت الكوادر العالية المستوى من حيث الأداء والمضمون.
يذكر أن إذاعة دمشق انطلقت من بناء بسيط في شارع بغداد وبفريق فني صغير ومعدات بسيطة لتكون ثاني إذاعة تأسست في الوطن العربي وأولى الإذاعات في البث المباشر وتقديم مواجيز الأخبار بدقيقة واحدة.وقدمت عبر تاريخها العريق مواد إعلامية باللغة العربية تحاكي تطلعات السوريين وحياتهم اليومية بقالب درامي ساهم بتقديمه عدد من الفنانين الرواد وكان الأساس الذي انتقلت منه الدراما إلى التلفزيون.
وتبنت الإذاعة قضايا عربية لمناصرة العرب في محنهم في إطار إيمانها بالقومية والوحدة وبرسالتها الخالدة ولا تزال صرخة المذيع عبد الهادي بكار “من دمشق.. هنا القاهرة” التي استهل بها النشرة الإخبارية حين توقف إرسال الإذاعة المصرية إبان العدوان الثلاثي على مصر تصدح في ذاكرة المواقف الإنسانية وكذلك احتضنت في استديوهاتها بث إذاعة فلسطين من دمشق.