فرق الهواة تتأهب للدوري الممتاز.. فهل أعدت العدة للاحتراف؟
ناصر النجار
تقام يوم الأربعاء المقبل الجولة الثالثة من دوري الدرجة الأولى لحساب المجموعة الجنوبية، وهي نهاية الذهاب، بينما تأجلت مباريات المجموعة الشمالية إلى إشعار آخر.
الفرق المتنافسة على بطاقتي التأهل هي: المجد والكسوة والعربي وجرمانا من المجموعة الجنوبية، والحرية والجزيرة والساحل ومورك من المجموعة الشمالية، لكن السؤال: كم فريق من هؤلاء يستطيع دخول هذا الممتاز وتجهيز فريقه بما يضمن الوجود وليس المنافسة؟.
الجواب: لا يوجد أي فريق مؤهل للانتقال إلى الدرجة الممتازة، سواء على الصعيد المالي أو الإداري أو الفني، فكل هذه الفرق تفتقد لمقومات كرة القدم وأساسياتها.
المجد، مثلاً، قد يكون قادراً نوعاً ما على دخول هذه المعمعة بما يملك من خبرة في الدوري الممتاز سابقاً، لكن فريقه بحاجة إلى ترميم بعدد جيد من اللاعبين، وبحاجة إلى مال، ولو وضعت إدارة النادي كل ميزانيتها تحت تصرف الاحتراف لما استطاعت توفير نصف تكاليف الدوري الممتاز، ولذلك فإن الصعود إلى الممتاز يحتاج إلى روية ودراسة مستفيضة على الصعيدين المالي والفني، وكذلك الإداري على أقل تقدير.
المتابع لدوري الدرجة الأولى والمباريات التي تجري بالوقت الحالي يجد أنها بعيدة كل البعد عن مباريات الدوري الممتاز رغم سوء الأداء والمستوى في الدوري الممتاز، كما أن البون الشاسع ظهر عندما التقت فرق الممتاز مع فرق الدرجة الأولى بمباريات كأس الجمهورية، والتجارب السابقة دلت على أن الفرق المتأهلة من الدرجة الأولى ما تلبث أن تعود أدراجها لعدم قدرتها على مواكبة هذه الدرجة، والأمثلة كثيرة نذكر منها فرق: مصفاة بانياس وشرطة حلب وحرفيي حلب، وقد نزلت هذه الفرق درجتين فصارت في عداد الدرجة الثانية، ونذكر أيضاً فرق: المحافظة والجزيرة والجهاد والحرية والساحل، وقد تجد الصعوبة الكبرى بالتأهل مرة أخرى لدوري الكبار.
في هذا الموسم نجد أن النواعير يعاني كثيراً، ومثله عفرين، وقد تأهلا الموسم الماضي من الدرجة الأولى ولم يتمكنا من الصمود مع انقضاء نصف المشوار.
المعاناة رأيناها بأم أعيننا بفريق الحرجلة الذي تأهل قبل موسمين، ومازال يبحث عن موقع قدم في الدوري الممتاز، ولأجل ذلك فقد استجر المئات من الملايين من هنا وهناك من أجل الصمود، فهل يحتاج ذلك إلى كل هذه الصرفيات؟ ومن أجل ماذا؟.
إذا حسبناها فنياً لن نجد في الموسم الحالي والذي سبقه أي لاعب من حرجلة أو من القرى المجاورة، وكل اللاعبين الذي تعاقد معهم النادي هم من خارج المحافظة ومن أندية شتى، ولو أن نادي الحرجلة بنى فريقه بلاعبين من منطقته لهان الأمر، فالبطولة ليست بالصعود إلى الدوري الممتاز بقدر الصمود فيه دون معوقات ومنغصات، على أن يحقق الفائدة للفريق بحد ذاته، فلو غاب المحترفون لوجدنا هذا النادي فارغاً من كل شيء!.
من هنا فإن الدوري الممتاز يجب أن توضع له ضوابط عديدة، فليس كل متأهل إلى الدوري الممتاز يمكن أن يشارك فيه، من المهم أن يمتلك المقومات من مال بالدرجة الأولى، وشركات راعية تدعم الفريق، إضافة إلى إدارة واعية محترفة، فعندما تدخل الفرق بإداراتها الهاوية في الدوري الممتاز تغرق بشبر ماء، لذلك لابد من التخطيط الممنهج للدخول بقوة في الدوري الممتاز من خلال إعداد فريق من المواهب والصغار، ثم الانطلاق بهم خطوة خطوة ليصبحوا مؤهلين للمباريات القوية، وهذا أفضل بكثير من فريق يضم لاعبين من أماكن مختلفة لن يحققوا الهدف الذي ترسمه الأندية في بناء فريق كروي متطور.