مهرجان خطابي في عين التينة بذكرى الإضراب البطولي الكبير: الجولان عربي سوري والاحتلال إلى زوال
القنيطرة – محمد غالب حسين
جدّد أبناء الجولان السوري المحتل الانتماء الأصيل الراسخ للوطن الأم سورية، والتمسّك والاعتزاز بالهوية العربية السورية، والولاء لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وقد احتشد الأهل الأباة من قرى مسعدة والغجر وبقعاثا وعين قنية وشخصيات فلسطينية اليوم بقرية مجدل شمس السورية المحتلة احتفالاً بالذكرى الأربعين للإضراب البطولي الكبير، رافعين أعلام الوطن وصور السيد الرئيس بشار الأسد، مؤكدين رفضهم للاحتلال اللاسرائيلي، وما صدر عنه من قرارات احتلالية زائلة وإجراءات عدوانية باطلة، معلنين ثقتهم المطلقة بزوال الاحتلال، وتحرير كامل تراب الجولان الحبيب، وعودة الجولان عربياً سورياً لوطنه وأهله وشعبه.
وتحدّث خلال المهرجان الشيخ نواف البطحيش من قرية مسعدة باسم أبناء الجولان المحتل موجهاً تحية البطولة والولاء والوفاء لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد وللجيش العربي السوري والشعب السوري وللشهداء الأبطال والجرحى ولأبناء محافظة القنيطرة المحتفلين بهذا اليوم الوطني بموقع عين التينة.
وقال بطحيش: إن الرابع عشر من شهر شباط يوم أغر خالد بذاكرتنا الوطنية الجولانية، لأنه سِفْر مجيد من البطولة والمجد والتضحيات والكفاح الوطني، مستذكراً يوم الرابع عشر من شباط عام ١٩٨٢ م حين أعلن الأهل الأباة المناضلون في الجولان السوري المحتل بقرى مجدل شمس ومسعدة والغجر وعين قنية وبقعاثا الإضراب البطولي المفتوح الذي استمرّ ستة شهور بالجولان السوري المحتل رفضاً لما يُسمّى بقرار ضمّ الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني الصادر عن الكنيست الصهيوني في ١٤/ ١٢/ ١٩٨١، وبفضل مقاومتهم وصمودهم استطاعوا إسقاط هذا القرار المشؤوم الذي كان يهدف لضمّ الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني وفرض القوانين الاسرائيلية على سكانه المواطنين العرب السوريين، وإلزامهم بالجنسية الصهيونية والهوية الاسرائيلية. لكن أبناء الجولان السوري المحتل رفضوا القرار العدواني الاحتلالي الصهيوني، وأعلنوا الانتماء الأصيل للوطن الأم سورية، والتّمسك بهويتهم العربية السورية رمز كرامتهم وشرفهم ووطنيتهم، وتصدوا ببسالة لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي حول بقوة السلاح فرض الهويات الصهيونية التي جمعها المناضلون، وأحرقوها متحدّين بطش الاحتلال وحشوده وجبروته.
وأشار بطحيش لتصدي الجولانيين أيضاَ بشجاعة وحزم وفداء وقوة للمشروع الصهيوني الذي يحاول الاستيلاء على أراضي الجولانيين الزراعية من خلال إقامة مراوح عملاقة كبرى بتلك الأراضي، متذرعاً بتوليد الطاقة الكهربائية بينما حقيقة الأمر تكمن بمحاربة الجولانيين من خلال مصدر رزقهم عبر حرمانهم من أراضيهم الزراعية التي سيقضمها المشروع العدواني الجائر.
ومن موقع عين التينة المقابل لبلدة مجدل شمس المحتلة حَيّا محافظ القنيطرة عبد الحليم خليل الأهل الأباة المناضلين في مجدل شمس ومسعدة وعين قنية والغجر وبقعاثا الذين أضافوا صفحات ناصعة لتاريخ وطنهم بنضالهم المشرف ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتقديمهم الشهداء والشهيدات والأسرى من أجل تحرير الجولان، ورفضهم كل ما صدر عن الاحتلال الاسرائيلي من قرارات تعسفية عدوانية وإجراءات احتلالية ظالمة، مضيفاً أن قضية الجولان العربي السوري المحتل تأتي في أولويات سياسة الجمهورية العربية السورية، واهتمامات قائد الوطن الرئبس الأسد.
وذكر خليل أن كل ما أصدره العدو الإسرائيلي من قرارات وإجراءات هي مخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان، مُستذكراً قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٤٩٧ الذي صدر بناء على اقتراح تقدّمت به سورية والمجموعة العربية في ١٧/ ١٢/ ١٩٨١، والذي يعتبر القرار الاسرائيلي بضم الجولان لاغياً وباطلاً، ولا قيمة قانونية له. كما دعا القرار اسرائيل أبضاً لإلغاء قرار ضم الجولان، لأنه يتعارض مع القوانين الدولية خاصة اتفاقيتي جنيف المتعلقتين بالأراضي المحتلة والسكان الرازحين تحت الاحتلال، وعندما لم يرتدع العدو الاسرائيلي، ولم يُذعن لقرار مجلس الأمن بإلغاء قراره العدواني، كان القول الفصل والرد الحازم الجازم من أبناء الجولان السوري المحتل الذين نفّذوا الإضراب البطولي العام الكبير الذي استمرّ ستة شهور، وأصدروا خلاله الوثيقة الوطنية التي أعلنوا فيها الانتماء الأصيل للوطن الأم سورية، والتّمسك بالهوية العربية السورية، ورفض جميع الإجراءات العدوانية والقرارات الاحتلالية الصادرة عن الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدين ثقتهم المطلقة بزوال الاحتلال وتحرير كل ذرة من تراب الجولان.
وخاطب محافظ القنيطرة أبناء الجولان قائلاً: أيها المناضلون، إن وطنكم وجيشكم وشعبكم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قد انتصروا على الإرهاب وقوى الشر والعدوان، ويتابع بواسل جيشنا تطهير كل أراضي الوطن من أي معتد محتل أثيم، وهذه الأسلاك الشائكة ستزول حتماً، ويرفع السيد الرئيس بشار الأسد علم الوطن فوق كل ذرة من تراب الجولان.
وفي الذكرى الأربعين للإضراب الوطني الشامل جدّد أبناء محافظة القنيطرة تمسكهم بهويتهم وأرضهم وحقوقهم، مؤكدين أن هذه الذكرى تشحذ فيهم الارادة والعزيمة على مواصلة الصمود والمقاومة حتى إفشال المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في الجولان المحتل، وتحرير كامل ترابه.
الرفيق محمد عويد محمد، عضو قيادة شعبة الخطوط الأمامية للحزب، لفت إلى أن السياسات الإسرائيلية التعسفية في الجولان المحتل منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم والأطماع الصهيونية بالجولان والمشروع الإسرائيلي التهويدي لن تحول بين الجولان المحتل والوطن لافتاً إلى أن أبناء الجولان في قراهم المحتلة واجهوا منذ الأيام الأولى الاحتلال وحافظوا على هويتهم العربية السورية.
بدوره، أكد أمين سر مجلس مدينة القنيطرة علي الراضي أن الجولان عربي سوري وأن قرار الضم لا قيمة له على الواقع ولا يغير حقيقة وتاريخ الجولان وهو غير قانوني ومخالف للقوانين الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بمعاملة المدنيين تحت الاحتلال.
من جهته، شدد مدير فرع العمران بالقنيطرة، أكرم المعاون، على عدم التفريط بذرة تراب واحدة من أرضنا المحتلة مؤكداً ثقته بحتمية التحرير وعودته إلى أرضه ومنزله في قرية عين قنية بالجولان المحتل، وحتمية انتصار قوة الحق العربي على غطرسة الاحتلال وتحرير الجولان بالكامل وعودته إلى السيادة الوطنية السورية.
وحضر المهرجان أمين فرع القنيطرة للحزب الرفيق الدكتور خالد أباظة وأعضاء قيادة فرع القنيطرة للحزب وفعاليات حزبية وإدارية وجبهوية وشعبية وحشد كبير من أبناء محافظة القنيطرة.