موسكو: النشاط العسكري الأمريكي في أقصى شرق روسيا غير مفهوم وغير مبرر
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن النشاط العسكري للولايات المتحدة في أقصى شرق روسيا يبدو غير مفهوم وغير مبرر.
وخلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين علّق شويغو على الحادث الأخير مع غواصة أجنبية تم الكشف عن وجودها في المياه الإقليمية الروسية قرب جزر الكوريل، وتم طردها من القوات البحرية الروسية المضادة للغواصات باستخدام وسائل خاصة.
وأشار إلى أن الغواصة الأجنبية وعلى الأرجح أنها أمريكية، وتم اكتشافها أثناء تدريبات الأسطول الحربي الروسي في المحيط الهادئ، توغلت إلى داخل المياه الإقليمية الروسية على مسافة 4 كم وتم طردها نتيجة اتخاذ إجراءات مناسبة باستخدام “وسائل خاصة”، استغرقت ثلاث ساعات.
وقال الوزير: “لا يمكن فهم هذا النشاط للولايات المتحدة في الشرق ولا مبرر له”.
وفي استعراضه لسير التدريبات العسكرية الواسعة النطاق، التي تجريها روسيا في الوقت الحالي، قال شويغو: إنها تجري بمشاركة جميع المناطق العسكرية وجميع الأساطيل الحربية الروسية.
وذكر وزير الدفاع أن جزءاً من التدريبات الجارية حالياً قد دخل مرحلته الختامية بينما تقترب تدريبات أخرى من انتهائها.
وكانت روسيا وبيلاروس بدأت في 10 شباط التدريبات المشتركة “عزيمة الاتحاد 2022″، التي نقلت روسيا إلى بيلاروس للمشاركة فيها عدداً من الوحدات التابعة للمنطقة العسكرية الشرقية.
وكانت موسكو ومينسك أكدتا سابقاً أن القوات الروسية ستعود إلى مواقع انتشارها الدائم بعد انتهاء التدريبات المخطط له في 20 شباط.
إلى ذلك، جدّد الرئيس الروسي اليوم الاثنين رفض موسكو لتمدّد حلف شمال الأطلسي إلى الشرق، واصفاً إياه بأنه عملية “لا نهاية لها وخطيرة جداً”
وخلال لقاء أجراه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذكر بوتين أنه ينتظر منه ملاحظات حول ردّ الدول الغربية على المقترحات التي بعثتها روسيا إلى الولايات المتحدة وحلف ناتو.
وأوضح أن الحديث يدور عن قضايا الأمن في أوروبا والردّ على هواجس روسيا المتعلقة “بتمدّد ناتو شرقاً الذي نعتبر أنه لا نهاية له وخطير جداً، وهو يتم الآن على حساب الجمهوريات السوفييتية السابقة بما فيها أوكرانيا”.
من جانبه أشار لافروف إلى أن ردود الولايات المتحدة على محاور المقترحات الروسية حول ضمانات الأمن كانت سلبية وأن الجزء الأول من هذه الردود لا يرضي روسيا، أما الجزء الثاني فكان بنّاء إلى حد ما.
وتابع الوزير: إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن وناتو حول محاور مقترحاتنا الأمنية، مضيفاً: إن ناتو وواشنطن مستعدان للدخول في حوار جدي مع روسيا حول بعض القضايا الأمنية.
وكان وزير الخارجية الروسي أطلع الرئيس بوتين على أن وزارة الخارجية أعدّت جواباً على ردّ واشنطن و”ناتو” على المقترحات الروسية للضمانات الأمنية.
وقال لافروف في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “تمّت صياغة الردّ في 10 صفحات”.
وأضاف: “الإجابات التي وردتنا على طلب روسيا لتفسير مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة كانت غير مرضية، وستواصل موسكو السعي للحصول على إجابات واضحة من كل بلد على حدة”.
وتابع: “لم يردّ أي من زملائي الوزراء على رسالتي المباشرة.. تلقينا قصاصتين صغيرتين واحدة من الأمين العام لحلف ناتو ينس ستولتنبرغ، والثانية من جوزيب بوريل مفوض السياسة الخارجية الأوروبي، قيل فيهما إنه لا داعي للقلق، ويجب أن نواصل الحوار، الشيء الرئيسي هو ضمان وقف التصعيد حول أوكرانيا”.
وشدّد لافروف على أن “روسيا ليست مستعدة للدخول في محادثات لا نهاية لها مع الولايات المتحدة وناتو حول القضايا الأمنية الرئيسية التي تهم موسكو، لكن الفرصة لا تزال ماثلة للتوصل إلى اتفاق”.
وأضاف: “لقد قلنا غير مرة إننا نحذر من المحادثات التي لا نهاية لها حول القضايا التي تحتاج إلى حل اليوم، ولكن بصفتي وزيراً للخارجية، علي أن أؤكد على الدوام أن الفرصة لم تُهدر بعد”.
وختم قائلاً: “بالطبع يجب ألا يستمروا في المحادثات إلى أجل غير مسمى، لكن في هذه المرحلة أقترح الاستمرار في تطوير هذه الفرص”.