أخبارصحيفة البعث

زاخاروفا: الردّ على الطلب الروسي ينتهك سيادة دول “الناتو” والاتحاد الأوروبي

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم، أن ردّ حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي على طلب روسيا بشأن مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ينتهك بشكل أساسي سيادة الدول الأعضاء.

ونقلت وكالة تاس عن زاخاروفا قولها: “في الواقع هذا هو تطور السيناريو الذي نتحدث عنه باستمرار.. عندما تفقد العديد من الدول الغربية (أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي) سيادتها بكل بساطة أو يمكننا القول تقترضها“.

وأوضحت زاخاروفا أن روسيا وجّهت رسائل إلى كل دولة ذات سيادة على حدة، لكن لسبب ما تلقت الإجابات من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وممثل المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، مشيرة إلى أن قيادة (ناتو) والاتحاد الأوروبي منعت الدول الأعضاء فيهما من التحدّث إلى الدول الأخرى على المستوى الوطني وهذا يسلب حقاً سيادتها

من جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف اليوم أن موسكو لن تتسامح مع قتل المواطنين الروس في أي مكان بالعالم.

ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن تشيجوف قوله في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية: إن “روسيا لن تعمد إلى اتخاذ أي إجراء ضد أوكرانيا ما لم تستفزها الأخيرة لاتخاذ ردّ”، مضيفاً: “إذا نفذت أوكرانيا هجوماً على روسيا فعليها ألا تتفاجأ بردّنا“.

وشدّد على أن موسكو لن تسمح “بقتل أي مواطن روسي في أي مكان بما في ذلك في دونباس“.

ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن عدد القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية الذي يزعم الغرب أنه يشكّل “حشداً للقوات” يساوي عدد الجنود الذين شاركوا في تدريبات “الغرب 2021” الأخيرة التي لم يعلن أحد عن قلقه بسببها.

واعتبر تشيجوف أنه “يمكن أن تؤدّي مفاوضات الأسابيع الأخيرة بشأن أوكرانيا إلى حل يرضي جميع الأطراف“.

وأشار إلى أن ردّ مفوّض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيف بوريل على رسالة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان “غير مرضٍ” كما كان ردّ ممثلي دول الاتحاد “خجولاً“.

وكان لافروف أرسل في الـ26 من كانون الثاني الماضي رسالة إلى زملائه في دول الناتو والاتحاد الأوروبي تحتوي على طلب لشرح كيف تنوي هذه الدول عملياً الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها على أعلى مستوى داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن عدم قابلية الأمن للتجزئة وعدم تعزيز أمنها على حساب الآخرين.

إلى ذلك، حذّر النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي من احتمال إعداد الولايات المتحدة أو حلفائها لاستفزاز خطير في أوكرانيا.

ونقلت وكالة تاس عن بوليانسكي قوله ردّاً على سؤال حول هدف واشنطن من إثارة الهستيريا حول “الغزو الروسي”: “أعتقد أن هذه عملية إلهاء في محاولة لحرف الانتباه عن مخاوفنا الأكثر أهمية إلى بعض القضايا الثانوية المتعلقة بأوكرانيا والتي ربما لا تبدو تافهة ولكنها وفيما يتعلق بقضايا الأمن العالمي لبلدي فهي بالتأكيد غير مهمة“.

وأضاف بوليانسكي: “هذا هو أحد الافتراضات.. لكن هناك احتمال آخر في غاية الخطورة حيث ربما تخطط الولايات المتحدة أو حلفاؤها بالفعل لنوع من الاستفزاز بمشاركة القوات الأوكرانية على خط التماس”، مشيراً إلى “أن الحديث لا يدور فقط عن الجيش الأوكراني بل عن القوميين والمتطوعين أصحاب وجهات النظر اليمينية المتطرفة الذين لا يخضعون لسلطات كييف ولديهم قادتهم وسلوكهم الخاص“.

وجدّد بوليانسكي التأكيد أن روسيا لا تخطط لغزو أوكرانيا وقالت: “لا يوجد لدى موسكو أي سبب يدعوها للقيام بهذه الخطوة وهذه المزاعم سخيفة للغاية وغريبة“.

بدوره حذر السفير الروسي لدى كندا أوليغ ستيبانوف من أن قرار السلطات الكندية تقديم أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا لن يؤدّي إلا إلى تفاقم الصراع، موضحاً أن “أي إمدادات أسلحة إلى بلد يعاني من نزاع مسلح داخلي لم يتم حله هو أمر غير مقبول“.

وأكد أن هذا لا يساعد في إحلال السلام بل يطيل أمد الصراع بين الأشقاء في أوكرانيا ويؤدّي إلى تفاقمه، “فمن خلال توفير الأسلحة تدفع الدول الغربية” نظام كييف “لمواصلة الحرب ضد شعبه“.

ودعا ستيبانوف باسم روسيا الحكومة الكندية “إلى وقف مثل هذه الإجراءات واستخدام نفوذها الخاص بدلاً من ذلك للتأثير في سلطات كييف لإحضارهم إلى طاولة المفاوضات مع دونيتسك ولوغانسك وتشجيعهم على التنفيذ الكامل وغير المشروط لمجموعة تدابير اتفاقيات مينسك“.

وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أعلن أمس أن بلاده قررت تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة بقيمة 7.8 ملايين دولار كندي.

من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف اليوم أن المنطقتين العسكريتين الجنوبية والغربية بدأتا بإعادة قواتهما إلى أماكن تمركزهما بعد انتهاء مشاركتهما في تدريبات “عزيمة الاتحاد 2022” مع بيلاروس.

ونقلت سبوتنيك عن كوناشينكوف قوله للصحفيين: “قوات المنطقتين الجنوبية والغربية وبعد أن أنهت مهامها بدأت بالفعل في التحميل على العربات والقطارات وتبدأ اليوم في التحرك إلى الثكنات العسكرية.. وبعض القوات ستعود بمفردها ضمن قوافل عسكرية”، مشيراً إلى أن الجيش الروسي سيستمر بمجموعة من الإجراءات الواسعة النطاق للتدريب العملي لقوات البحرية والقوات المسلحة الأخرى تشارك فيها جميع المناطق العسكرية والأساطيل البحرية والقوات المحمولة جواً تقريباً.

وأوضح كوناشينكوف أن سلسلة من التدريبات البحرية تشمل السفن العائمة والغواصات والطيران البحري تجري في مناطق مهمة من الناحية العملياتية في المحيط العالمي والبحار المتاخمة للأراضي الروسية، مبيناً أن قوات المنطقة العسكرية الشرقية والقوات المحمولة جواً بالتعاون مع القوات المسلحة البيلاروسية تتدرب على صد أي عدوان على دولة الاتحاد خلال عملية دفاعية ضمن تدريبات “عزيمة الاتحاد 2022”.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن الجيش الروسي يجري عدداً من التدريبات بعضها انتهى وبعضها الآخر على وشك الانتهاء.

يذكر أن روسيا وبيلاروس بدأتا في الـ10 من الشهر الجاري التدريبات المشتركة تحت عنوان “عزيمة الاتحاد 2022” التي من المزمع أن تنتهي في الـ20 من الشهر ذاته.