معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعياً.. تأهيل للدمج في المجتمع وخدمات مجانية
دمشق- حياة عيسى
تولي الحكومة اهتماماً كبيراً بالأشخاص ذوي الإعاقة إيماناً منها بقدراتهم، وتعمل على تسهيل ظروف حياتهم ليكونوا أكثر قدرة على التكيف والاندماج في المجتمع، وتمكينهم كي يصبحوا أشخاصاً فاعلين ومنتجين من خلال إحداث معهد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بدمشق (الصم) بموجب المرسوم التشريعي رقم /40/ لعام 1970، يتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ويقدم خدماته مجاناً للمستفيدين منه.
مديرة معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعياً بدمشق سوسن رزق بيّنت في تصريح لـ “البعث” أن من أهم أهداف المعهد تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وتعليمهم وتوجيههم، وتدريب العاملين في مجال رعاية هؤلاء الأشخاص، لاسيما أنه عمل سابقاً على تدريب عاملين من معهد التأهيل المهني- معهد الشلل الدماغي للكبار (معهد طرطوس- معهد الحسكة)، إضافة إلى إجراء دورات لتدريب الأهالي على لغة الإشارة وبشكل مجاني، مع الإشارة إلى قيام الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية بتطوير ورفع كفاءة العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدريبهم على أحدث البرامج والمعلومات من خلال الدورات وورشات العمل والندوات.
وأوضحت رزق أن المعهد عبارة عن مدرسة يضم كافة الفئات العمرية ابتداء من الصف الأول الأساسي حتى الثالث الثانوي، ويستقبل الأطفال المعوقين سمعياً من عمر /6/ سنوات، حيث بلغ عدد طلابه /223/ طالباً وطالبة، وقد تم تخريج أول دفعة (3 طلاب) تحمل شهادة التعليم الثانوي على مستوى سورية عام 2008، أما بالنسبة للعام المنصرم ٢٠٢١ فقد نجح /7/ طلاب بالشهادة الإعدادية، و/4/ طلاب بشهادة التعليم الثانوي، وتم تكريم الثلاثة الأوائل من قبل الوزارة، مع التأكيد أن الغالبية ممن تخرجوا في المعهد يتابعون تحصيلهم الدراسي في الجامعات السورية، وهناك من اتجه للتعليم المهني، مع وجود العديد من قصص النجاح التي تؤكد أن إعاقتهم لم تحد من قدراتهم، ولم تقف بوجه طموحاتهم وتقدمهم في مجالات عديدة: (تعليمية- رياضية- فنية..)، ومنهم من حصل على ماجستير بالجامعة، ومن حقق ميداليات ذهبية في بطولات عربية وعالمية في الرياضيات الخاصة.
أما بالنسبة للمناهج التي تدرّس، فقد أفادت مديرة المعهد أنها المناهج المقررة من قبل وزارة التربية، والمعتمدة في كافة مدارس القطر، وذلك بلغة الإشارة، حيث يتم التنسيق مع وزارة التربية /مديرية تربية دمشق/ لإرسال (مدرّسين ومدرّسات) من كافة الاختصاصات: (عربي- رياضيات- فيزياء- كيمياء- علوم- انكليزي- فرنسي- تربية فنية- تربية رياضية- اجتماعيات- فلسفة) لعرض الدروس وشرحها بالطريقة التي تتبع في كافة المدارس، حيث بلغ عددهم /16/ مدرّساً ومدرّسة، ويقوم (مترجمو الإشارة) لدى المعهد بترجمة المعلومات ونقلها من وإلى الطالب والمعلم، علماً أنه يتواجد بكل صف (مساعد معلم) من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية ممن تم تعيينهم وفق نسبة تشغيل 4% إعاقة أو بعقود سنوية، وتتم الاستعانة بالوسائل التعليمية لتوضيح وشرح دروس: (العلوم- الفيزياء- الكيمياء- الجغرافيا) عن طريق: (صور- لوحات- مجسمات- خرائط- أحرف- أرقام- كرات أرضية- جسم الإنسان- أدوات هندسية- نباتات)، وبهدف تعليم لغة الإشارة ونشرها تم إنشاء صفحة تعليمية للمعهد على الفيسبوك باسم: (معهد المعوقين سمعياً بدمشق).
وتابعت رزق بأنه يتم تدريب وتأهيل طلاب الصف الأول والثاني والثالث على النطق من خلال جلسات فردية لكل طالب وفق برنامج زمني محدد تعتمد على تعليم الطالب الأصم الكلام من خلال إخراج الحرف بالاعتماد على مخرج صوته، بحيث تبدأ اختصاصية النطق بإخراج الحرف ثم المقطع ثم الكلمة وصولاً إلى الجملة، كما يتم الاهتمام بحصص (التربية الفنية)، و(التربية الرياضية) لأهميتها في إظهار وتنمية وصقل مواهب وهوايات الطلاب لدى المعهد.
وأكدت رزق على أهمية التعاون مع الإعلام كنافذة للتعريف بالإعاقة وأنواعها وأسبابها والوقاية منها، كذلك التعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واحتياجاتهم وقدراتهم والخدمات المقدمة لهم، وأننا جميعاً مختلفون، لكننا نتساوى بالحقوق والواجبات، ولنشر الوعي لدى أسرهم خاصة، والمجتمع عامة.
يشار إلى ضرورة التدخل المبكر في حالات الإعاقة السمعية للوصول لنتائج أفضل، لأن السنوات الثلاث والأربع الأولى من حياة الطفل هي الأهم في اكتسابه المعارف والمخزون اللغوي.