التشكيل السوري يتألق في الملتقيات الدولية
أقيم هذا الشهر في مصر ملتقى القاهرة الدولي في دورته الثالثة الذي يعتبر ملتقى التشكيليين العرب، ويعرف باسم “آرت فير” القاهرة بمشاركة 12 “غاليري” من العالم العربي قدموا أكثر من 125 فناناً تشكيلياً، وكانت حصيلة الأعمال المعروضة 650 لوحة، وخليطاً من الفنون البصرية، وتأتي هذه الملتقيات التسويقية في إطار الترويج للفن التشكيلي، بحيث تقدم كل جهة بعض مقتنياتها الجديدة بغية طرحها في السوق الفنية، وتعزيز حضور التجارب التشكيلية التي تنتمي لهذه المؤسسات في الساحة الثقافية من جهة، والاقتصادية من جهة أخرى، كما تشهد هذه الملتقيات حالة من التنافس فيما بينها للحصول على أكبر قدر من الربح المادي، وأوسع ترويج بين المتابعين من مقتنين وزوار مهتمين بلغ عددهم خلال الأربعة أيام الأولى أكثر من 122 ألف شخص.
شاركت من سورية بعض الجهات الخاصة كالمقتنين من الأفراد مالكي بعض الأعمال الهامة، إلى جانب مشاركة واسعة من قبل غاليري جورج كامل، وهي المشاركة الوحيدة من سورية على مستوى المؤسسات الخاصة، فقد عرضت في الجناح المخصص لهذا الغاليري خيرة الأعمال التشكيلية السورية التي يحتويها خزان هذه الجهة التي تعمل من أكثر من عقد كصالة عرض في دمشق، وتتبنى بعض التجارب الشابة، وتدفع بالحركة التشكيلية السورية نحو السوق الخارجية في سبيل تحقيق مورد مادي للفنان، ومن الفنانين الذين شاركت بأعمالهم هذه الصالة: ليلى نصير، باسم دحدوح، غسان نعنع، ادوار شهدا، سمير الصفدي، رولا أبو صالح، وآخرون، وقد تم عرض أعمال لفنانين سوريين من أجيال سابقة مثل: فاتح المدرس، ولؤي كيالي، وأدهم ونعيم إسماعيل.
تلعب هذه الملتقيات دوراً كبيراً في تقريب الفن التشكيلي للجمهور العربي من خلال عرض الأعمال ذات الأهمية في هذا المهرجان التسويقي، ما ينعكس إيجابياً على حركة إنتاج اللوحة، بدءاً من المرسم، وصولاً إلى صالات العرض، والمتلقي، وتعزز ثقافة اقتناء العمل الفني عند الجهات الاقتصادية أو المؤسسات المالية كالبنوك وغيرها دعماً لرصيدهم، وتأكيداً على لعب الدور الثقافي رفداً للدور الاقتصادي والمجتمعي.
من جهة ثانية، ستشارك سورية في بينالي فينيسيا الذي سيقام قريباً من خلال مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة التي اختارت من سيمثّلها في هذا البينالي، وقد علمت “البعث” أن عدد الفنانين المشاركين 5 من المصورين الزيتيين المعروفين بتجاربهم الحاضرة والمؤثرة في التشكيل السوري وهم: عدنان حميدة، أكسم طلاع، عمران يونس، إسماعيل صرة، سوسن الزعبي، ويعرف بينالي فينيسيا بأنه من أعرق الملتقيات التشكيلية في منطقة حوض المتوسط، وتسعى الدول المشاركة إلى تقديم أفضل ما عندها من الفنانين، وبما يمثّل الحالة الأمثل لفنونها البصرية، ولثقافتها الوطنية، ويشمل عروضاً من الفن البصري باتجاهاته الحديثة كالمفاهيمية، وفنون البيئة، وفن المكان، وعروض الميديا، واللوحة التقليدية، وتعد الفنون التشكيلية السورية من أهم فنون المنطقة وأعرقها لما تمثّل سورية من حضارة وتاريخ يحتفي العالم بعراقة آثارها، وبديع ما صنعه الإنسان السوري عبر العصور، وقد جاءت الفنون التشكيلية استمراراً لهذه العراقة والخصوبة، ومواكبة لتطلعات هذا الإنسان السوري نحو قيم الحق والخير والجمال.
أكسم طلاع