سومر نده.. وأحلام تنتظر التحقق
الأحلام مهما كان تحقيقها بعيداً ستبقى ترافقنا منذ الصغر، وسنحاول الوصول إليها بكل الطرق والسبل، والشباب الموهوب موجود بكثرة في بلدنا رغم الظروف القاسية التي تعاني منها الغالبية، ولكن يبقى الطموح والأمل بتحقيق تلك الأحلام.
الشاب سومر نده يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، يدرس في كلية الهندسة الميكانيكية في السنة الرابعة، وهو مثال للشباب الحي المفعم بالشغف، حيث بدأ بالعزف منذ عمر ست سنوات، واستمر به حتى الثامنة عشرة، وكانت أول تجربة عزف له في مدرسته بعمر تسع سنوات، خضع لدورات تدريبية في معهد دندنة للموسيقا في منطقة القدموس بمحافظة طرطوس، وبقي في المعهد لمدة عشر سنوات، ومن خلال هذه الدورات أصبحت لديه القدرة للتدريب، حيث قام بالتدريب فيه لفترة ليست بطويلة.
سومر بيّن في حديث لـ “البعث” أن شغفه وحبه للفن لم يتوقفا عند العزف، فقد كان له حب وشغف بكتابة الخواطر، وحصل على شهادات وتقدير وتكريمات عدة من قبل طلائع البعث، وشبيبة الثورة، حيث قدم أمسيات وحفلات موسيقية عدة، وتلقى دعماً من قبل أهله وأصدقائه في بداية موهبته، لكن الظروف المادية جعلته يتوقف عن العزف لأن الآلة الموسيقية التي يملكها لم تعد تنفع بسبب طول فترة استخدامها، ولا يستطيع شراء آلة جديدة بسبب الظروف الاقتصادية السيئة حالياً.
وأضاف نده بأن أمنيته إعطاء الفرص والدعم بغض النظر عن المستوى والإبداع لدى الشباب، لأنه مع المتابعة والاجتهاد ستكون هناك نتيجة إيجابية بكل تأكيد بعيداً عن المردود المادي، ويجب دعم الشباب إنسانياً حتى يثبت وجوده بأية موهبة كانت، فلا مجال للمقارنة لأن كل شخص لديه ميزة ومهارة يستطيع من خلالها أن يوصل صوته.
وذكر نده أننا وصلنا لمرحلة يجب علينا أن نثبت ذواتنا، خاصة بعد الحرب والظروف التي مررنا بها، ويقول: في أحد الأيام ذهبت إلى دمشق، وتحديداً باب توما، حيث رأيت عازف بزق وعازفة غيتار، وكان الناس من حولهم مستمتعين بأدائهم، فقد كانا يملكان حساً موسيقياً عالياً، وأداء رائعاً جداً، علماً أن الرجل كبير في السن، لكن حبه للفن لم يمنعه من الجلوس في الشارع والعزف، وكان لدي فضول لأسأله عن سبب تواجده في الشارع وليس في مكان خاص أو معهد، فأجاب: محبتي لسورية كبيرة جداً، فقررت العمل سماعياً، ولا أنكر أني حاولت مراراً وتكراراً، ولكن دون فائدة، ومع الأسف اليوم لا يوجد دعم كاف على الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين يقدرون الفن والمواهب، ولكن ذلك ليس كافياً.
وفاء سلمان