بيسكوف: مستوى التهديد بشنّ هجوم أوكراني على دونباس لا يزال مرتفعاً
حذر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم من أن مستوى التهديد بإمكانية هجوم أوكراني على دونباس شرق البلاد لا يزال عالياً.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله في تصريحات صحفية: “إن خطر اللجوء إلى حل بالقوة لمشكلة دونباس من كييف لا يتضاءل بل لا يزال الخطر عالياً”، مضيفاً: “يتم لفت الانتباه إلى حقيقة أن العملية العسكرية من كييف ومحاولة استخدام القوة لحل مشكلة الجنوب الشرقي أمر محتمل تماماً وهو مرتفع وحقيقي”.
ولفت بيسكوف إلى أن تصريحات كييف بشأن اتفاقيات مينسك متناقضة “فمن ناحية هناك تصريحات بالالتزام بالاتفاقيات، ومن ناحية أخرى يعارضون تنفيذها من خلال الزعم أن تنفيذ اتفاقات مينسك يعني انهيار أوكرانيا”.
بالمقابل أشار بيسكوف إلى أن الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك لا يرتبط باتفاقيات مينسك.
واعتبر بيسكوف أن استعداد الرئيس الأمريكي جو بايدن للتفاوض مع روسيا بشأن الأمن أمر إيجابي قائلاً: “من المهم بالنسبة لنا أن تتم مناقشة تلك الجوانب بعقلانية ونأمل أن تبدأ عملية التفاوض هذه”.
وأشار إلى أن هناك دبلوماسية من أجل البحث عن نقاط الاتصال المحتملة وتعزيز التقارب بين المواقف التي تبدو للوهلة الأولى متعارضة تماماً، موضحاً أنه في هذه الحالة يؤكد الرئيس بوتين أيضاً “رغبة روسيا واستعدادها للدخول في مثل هذه المفاوضات وربما يكون من الإيجابي أن يعلن بايدن أيضاً استعداده لبدء المفاوضات الجادة”.
إلى ذلك، حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو من أن بعض الدول تحاول جرّ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى تلاعبات سياسية حول أوكرانيا.
وأبدى غروشكو وفق ما نقلت وكالة تاس اليوم قلق موسكو تجاه قرار بعض الدول الأعضاء في المنظمة سحب مواطنيها من بعثة الرصد في منطقة النزاع بين كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا.
وأشار إلى أن تصرّف الدول خارج إطار المجلس الدائم للمنظمة الذي لم يتخذ أي قرارات بشأن إعادة نقل البعثة أو سحب جزء من موظفيها من أماكن عملهم، وشدّد على أن أداء البعثة مهامها بشكل طبيعي ضروري جداً في ظل الأجواء المتوترة في المنطقة.
ولفت غروشكو إلى أن القرار المذكور يصبّ في “سيناريو الهجوم الإعلامي” المبنيّ على المزاعم حول الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا، موضحاً أن تقلّص قوام البعثة ينعكس سلباً على أداء مهامها في مراقبة الوضع على خط التماس بين طرفي النزاع في دونباس ورصد الوضع في مجال حقوق الإنسان.
بدوره، جدّد قسطنطين غافريلوف رئيس الوفد الروسي إلى المحادثات الجارية في فيينا حول قضايا الأمن العسكري والحد من التسلح موقف بلاده حول ضرورة إعلان حلف ناتو رفض قبول عضوية أوكرانيا في صفوفه.
ونقلت وكالة نوفوستي عن غافريلوف قوله اليوم خلال الجلسة العامة لمنتدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول التعاون في مجال الأمن: روسيا تصرّ على أن يعلن ناتو على الملأ رفضه قبول أوكرانيا في صفوفه.. وعلى كييف أن تعلن بدورها عن وضعها الحيادي وعدم انضمامها إلى كتل عسكرية كما جاء في نص إعلان سيادة دولة أوكرانيا المؤرخ في الـ16 من تموز 1990.
ويعدّ مطلب تخلي حلف شمال الأطلسي عن تمدّده إلى الشرق عبر منح أوكرانيا وغيرها من الجمهوريات السوفييتية السابقة العضوية في صفوفه أحد أبرز مطالب موسكو إلى دول الغرب في سعيها للحصول من الولايات المتحدة وناتو على ضمانات أمنها الملزمة قانوناً.
وفي سياق متصل، أعلنت لجنة التحقيق الروسية اليوم فتح قضية جنائية بعد اكتشاف مقابر جماعية للمدنيين في منطقة دونباس شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن اللجنة قولها في بيان: “تم رفع دعوى جنائية بشأن اكتشاف مقابر جماعية للمدنيين في إقليم دونباس بموجب القسم 1 من المادة 356 من القانون الجنائي الروسي”، مضيفة: “إن المعاملة القاسية للسكان المدنيين واستخدام الأسلحة تحظره المعاهدة الدولية”.
ووفق اللجنة تم اكتشاف 5 مقابر جماعية في قرية سلوفيانسيبرسك بمنطقة سوكوغوروفسكا بيرفومايسك السكنية وقرية فيدنويه 1 بالقرب من لوغانسك وعلى مشارف قرية فيرخنيشيفيرفسكا في مقاطعة كراسنودونسكي في الفترة من آب إلى تشرين الأول 2021.
وأضافت اللجنة: “تم استخراج رفات 295 مدنياً على الأقل قتلوا نتيجة القصف العشوائي للقوات المسلحة الأوكرانية عام 2014 من بينها جثث لنساء من مختلف الأعمار”.