طهران: على برلمانات دول الاتفاق النووي المصادقة على تنفيذه
التخوف الإيراني من تنصل أمريكا من التزاماتها في إطار مفاوضات فيينا، في حال تم الاتفاق، دفع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، إلى التأكيد على ضرورة أن يصدر الكونغرس الأميركي بياناً سياسياً بشأن التزامات واشنطن تجاه الاتفاق النووي وعودتها إليه.
وشدد عبد اللهيان، خلال حوار مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، على أنّ واشنطن فشلت في الاستجابة لطلب إيران بمنح ضمانة تقوم على عدم انسحاب أي من الأطراف من الاتفاق النووي، إذ انسحبت الولايات المتحدة سابقاً خلال عهد دونالد ترامب، مكرراً مطلب طهران القائم على رفع جميع أشكال الحظر المفروض على بلاده في عهد ترامب، موضحاً: لا يمكن للرأي العام في إيران قبول تصريح رئيس دولة كضمانة، ناهيك بأنّ الولايات المتحدة هي التي خرجت من الاتفاق النووي.
الوزير الإيراني قال إنّ على البرلمانات الغربية أو رؤساء البرلمانات، ومن بينها الكونغرس الأميركي، أن يعربوا عن تمسكهم بالاتفاق النووي وعودتهم إلى تنفيذه عبر، بيان سياسي، لافتاً إلى أنّ، هدف إيران من المحادثات رفع كل العقوبات، والتحدي الحالي هو أنّ إدارة بايدن تريد فقط رفع العقوبات الاقتصادية التي فُرضت في عهد ترامب.
من جانبه، أكدّ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنّ المفاوضات مع الغرب ستنصبّ على الاتفاق النووي فقط، وأتهم أوروبا والولايات المتحدة بالفشل في تنفيذ تعهداتهما بشأن الاتفاق.
وفي تغريدة في حسابه في تويتر، قال شمخاني: إنّ الولايات المتحدة وأوروبا فشلتا في اختبار تنفيذ تعهداتهما في الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنّ الاتفاق بالنسبة إلى إيران بات في المجال الاقتصادي، ورفع الحظر بات عبارة عن طلقة فارغة.
في السياق، صرح مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا، محمد مرندي، بانَّه لا تزال هناك مشاكل مهمة، وما لم تحل فلا يمكن للإيرانيين الموافقة على الاتفاق، وابدى مرندي استغرابه من تسريباتِ الجانب الغربي، والتي اتهمت إيران بـ وضع شروط ومطالب جديدة في كل مرة نكاد نصل فيها إلى اتفاق، مؤكداً إنَّ تقييم الأوساط الغربية ليس دقيقاً، والقضايا التي نطرحها موجودةٌ منذ اليوم الأول من المفاوضات، مضيفاً أنَّه وبدلاً من محاولة أداء حربٍ نفسيةٍ، وإعطاء معلومات خاطئةٍ لوسائل الإعلام، يمكن للغربيين معالجة القضية الحقيقية، ثم يمكننا عقد صفقة، عاجلاً أو آجلاً.
وأوضح مرندي، ردا على سؤالٍ بشأن العُقَد التي لا تزال مستعصيةً على الحل، أنَّ “هذه العُقَد ليست جديدةً، وظهرت الخلافات والمشاكل منذ اليوم الأول”، متابعاً أنه “تمَّ حل بعض القضايا، لكن البعض الآخر لا يزال قائماً، ويتعين على الأوروبيين والأميركيين قبول فكرة مفادها أنَّ إيران لن تمنحهم تنازلاتٍ لإعادة خرق الاتفاق النووي مرةً جديدةً.
وعن المهلة الزمنية التي حدَّدها الجانب الأميركي من أجل التوصل الى اتفاق قبل نهاية الشهر الجاري، علّق مرندي بالقول: إن الأميركيين والأوروبيين تحدّثوا فعلاً عن عدد من المواعيد النهائية، وتجاهلناهم، فالمواعيد النهائية ليست مهمةً بالنسبة إلينا.
وأشار إلى، أننا نريد صفقةً في أسرع وقتٍ ممكنٍ، لأنَّ الأوروبيين والأميركيين يحاولون معاقبة النساء والأطفال، ونريد تحرير النساء والأطفال من العقوبات الغربية، وأضاف، نحن في عجلةٍ من أمرنا، لكننا لن نندفع نحو صفقةٍ سيئةٍ. لذا، إذا كان الأمر يستغرق يومين أو أسبوعين أو شهرين أو عامين، فهذا لا يُحدث فارقاً، لأن الصفقة السيئة هي صفقةٌ سيئةٌ”.