سياسي بارز
كتب ميخائيل جيمسكوف رئيس التحرير المسؤول لدار صحيفة “باتريوت” الروسية في مقالته بعنوان “رئاسة الثورة وقلبها” ما يلي:
إن الشعب الكوري هم خالقو تجديدات الحاضر والمستقبل في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وأبطال العمل والدفاع عن الوطن. وإن فكرة زوتشيه العظيمة ما هي إلا أن جعلتهم يطلقون كل حماستهم وذكائهم وقدراتهم الإبداعية الكامنة دون تحفظ، حتى تأتي بمئة أضعاف من النتائج الرائعة في ممارساتهم العملية. هنا القائد الأعلى للشعب الكوري، رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل (1942 – 2011) هو بالتحديد، أبرز النماذج لأبطال الإبداع الذين ولدوا في حديقة الأزهار حيث تكون فكرة زوتشيه عنصرا حيويا لهم. اليوم، العالم برمته، وبعبارة أخرى، حتى القوى المعادية، فضلا عن أصدقاء كوريا الاشتراكية يعترفون بأنه ناشط عالمي حقيقي يساهم مساهمة كبيرة في شق طريق التقدم للبشرية في القرن الحادي والعشرين. …
مثل قوله هذا، كان رئيس لجنة الدفاع الوطني معترفا بسياسي بارز ذي أكبر حنكة ورحابة الصدر وسعة الاطلاع البالغ والمهارات المتعددة بصفته سياسيا وناشط الدولة حتى بين الساسة الأمريكيين – الدولة المعادية، ناهيك من أصدقاء كوريا الاشتراكية.
قام كيم جونغ إيل بالنشاطات الفكرية والنظرية الحماسية بقدرته الفريدة على الاستقصاء وعمل على تمجيد فكرة زوتشيه، كفكر قيادي عظيم لعصر الاستقلالية. وأوضح بجلاء مسألة وعي الإنسان ومسألة مكانة جماهير الشعب بصفتها ذاتا فاعلة للحركة الاجتماعية ومسألة دور الزعيم في النضال الثوري للطبقة العاملة ورؤية الزعيم في كيان واحد لا ينفصل عن الحزب والجماهير ومسألة الاستراتيجيات والتكتيكات للثورة ومسألة إنجاز قضية الاستقلالية لجماهير الشعب وغيرها، مما أدى إلى تطوير وإغناء فكرة زوتشيه التي أبدعها الرئيس كيم إيل سونغ.
حينما كانت شائعة “نهاية الاشتراكية” رائجة في عالم الغرب انتهازا لفرصة انهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي السابق والبلدان الأوروبية الشرقية، وجه ضربات معاكسة حازمة لها.
أوضح القائد أن الاشتراكية علم. ورغم أنها تعرضت للانتكاس في عديد من البلدان، فهي ما زالت حية في قلوب الشعوب لكونها مذهبا علميا، مشيرا إلى أن انهيار الاشتراكية في مختلف البلدان، لا يعني إخفاق الاشتراكية من حيث هي علم، بل ذلك يعنى إفلاس الانتهازية التي عملت على تدمير الاشتراكية. صحيح أن الاشتراكية تعانى انتكاسات مؤلمة مؤقتة بسبب الانتهازية، إلا أنها ستنبعث حتما وستتكلل بالنصر النهائي لأنها مقولة علمية حقيقية.
تحت قيادة القائد كيم جونغ إيل، المجسد الثابت للإيمان الاشتراكي، أظهر الشعب الكوري روح الإخلاص غير المتغير حيال الاشتراكية وقضية الاستقلالية، رافعين عاليا راية فكرة زوتشيه. وحتى في أقسى الظروف مثل انهيار السوق الاشتراكية ومؤامرات القوى الامبريالية المتحالفة المركزة لعزل هذا البلد وتدميره وتعرضه لأكبر الحداد الوطني بوفاة الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994) والكوارث الطبيعية القاسية منقطعة النظير خلقوا المعجزات محوّلين العسر إلى اليسر، دون أي تردد أو تمهل.
أين يكمن سر هذه المعجزات؟
ردا على هذا السؤال، نعرض هنا قولا مأثورا لرئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل وهو “المعجزة لا تأتي بالصدفة المتاحة من السماء بل بالحتمية من قوة أبناء الشعب“.
دعت هيئة القيادة في كوريا الاشتراكية أبناء شعبها إلى خوض معركة الدفاع عن الاشتراكية، وهم يشاطرونها المصير والغايات. بالرغم من أن القوى المعادية شددت هجومها العسكري والسياسي في حسبان أنه ستحدث الشقوق في الوحدة الاجتماعية لهذا البلد وستغير هيئة قيادته موقفها مع مرور الزمان، إلا أن الشعب الكوري التف حول قيادته بتراص، وواجهت قيادة كوريا بدورها تشدد أمريكا بأقصى تشددها مما دفع العدو في مأزق حرج.
طارت قلوب الأمريكيين لأنهم حتى ذلك الوقت لم يجدوا مثل كوريا تواجههم إلى هذا الحد. كما قامت بالحرب الافتراضية ضد كوريا بالكمبيوتر. بيد أن نتائجها كانت هزيمة الولايات المتحدة.
اعترف بها حتى الخبراء السياسيون والعسكريون الأمريكيون. قال أحد الباحثين رفيعي المستوى في جامعة هارفورد الأمريكية إن كوريا يقودها رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل المتحلي بالمثل العليا الثابتة للشيوعية، وكذلك يوجد فيها المؤمنون به كقوى سياسية تؤثر تأثيرا بالغا في هذا الكوكب الأرضي. وقال الجنرال ذو خمس النجوم فوربير : إني لا أثق بأن الولايات المتحدة قادرة على إحراز النصر في الحرب الكورية الجديدة، ومن الصعب أن نرتقب الانتصار في الحرب.
وأخيرا، تعهدت الولايات المتحدة بعدم استخدام السلاح ضد كوريا واحترام سيادتها ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وضمان سلمها وأمنها وتأييد إعادة توحيد كوريا مستقلا وسلميا وتقديم المفاعل العامل بالماء الخفيف لها. وأرسل الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، رسالة تطمينات إلى القائد كيم جونغ إيل، يعهد فيها بتنفيذ الاتفاق الكوري الأمريكي الأساسي تنفيذا تاما، وزارت أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية بيونغ يانغ للقائها به.
مع الارتقاء بمكانة كوريا الاشتراكية وسمعتها بصورة فائقة على المستوى الدولي في نقطة وصل القرنين، التقى رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل بالرئيس بوتين مرتين في بيونغ يانغ وموسكو مما فتح طريق التعاون الشامل بين البلدين وأقامت دول أعضاء الاتحاد الأوروبي وغيرها من البلدان العديدة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
أثناء انتهاج القائد كيم جونغ إيل سياسة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية)، تقوت قدرات الجيش الشعبي الكوري من حيث قدرات التلاحم والصفات التنظيمية والانضباطية والقتالية، فضلا عن مستوى أعتدته الحربية والتقنية الحديثة إلى أبعد الحدود. الأهم هنا هو ما تحلى الجنود بما لا يقارن في الإيمان الفكري والروح القتالية الرفيعة. فصار الجيش الشعبي الكوري يطلق جبروته كجيش لا ند له ولا أحد يمس به.
يقال إنه حتى الخبراء في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اعترفوا بهذه الحقيقة.
قال المارشال ياجوف، وزير الدفاع السوفييتي السابق، إن رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل قد انتصر دون إطلاق رصاصة واحدة وصان سلام العالم كله.
يوافق اليوم السادس عشر من شباط/ فبراير هذا العام الذكرى الثمانين لميلاد رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل الذي يشيد به المجتمع الدولي كسياسي بارز.