كرة الطائرة تحاول دخول عالم الاحتراف دون قواعد واضحة..!
يبدو أن لعبة كرة الطائرة بحاجة اليوم لتغيير طريقة عمل مفاصلها لتعود معافاة كما كانت في تسعينيات القرن الماضي، كونها على أرض الواقع متهالكة في ظلّ هجرها من عشاقها وكوادرها.
لعلّ من أهم أسباب تراجع اللعبة عزوف الأندية الكبيرة عن تبنيها، ما أدّى إلى انحسارها في المحافظات الكبيرة التي كانت ترفد منتخباتنا الوطنية بلاعبين ومدرّبين وإداريين، فكل محافظة كان فيها ناديان على أقل تقدير يتنافسان على بطولة المحافظة، لكن حالياً لا يوجد في الدوري العام سوى بضعة أندية تتنافس على اللقب، إضافة إلى أن طريقة تطبيق نظام الاحتراف وحصره بلعبتين فقط دون باقي الألعاب أضرّ باللعبة بشكل كبير!.
ومع صدور قرار بتشكيل الاتحاد الجديد تفاءل عشاق اللعبة خيراً، بأن يكون من مهام الاتحاد انتشالها من واقعها المرير الذي عاشته خلال السنين الماضية. وفي هذا السياق علمت “البعث” من مصادر خاصة مقربة أن رئيس الاتحاد سيتقدّم بمشروع للمجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام لتشمّل اللعبة بقانون الاحتراف أسوة بكرتي القدم والسلة، على أمل أن تتمّ الموافقة على الطلب من القيادة الرياضية والمجلس المركزي.
طبعاً هذا الموضوع بحاجة لدراسة متأنية في ظل الوضع الاقتصادي للأندية المعنية باللعبة أولاً، فأغلبها لا يملك المال الكافي للألعاب التي يمارسها حالياً، فكيف سيكون الحال في حال طُبّق الاحتراف على اللعبة؟، وما يزيد الأمر سوءاً أن أكبر الأندية التي تمتلك المال قامت بإلغاء اللعبة، كما أنه لا يوجد أي صالة يمكن إقامة دوري عليها ولأي فئة، فالصالة الرئيسية الخاصة للعبة مشغولة من قبل وزارة الصحة لموضوع (الكورونا)، وصالة الفيحاء للسلة والجلاء للأسواق الشعبية، حتى أن اتحاد اللعبة اضطر لنقل مباريات تجمع الناشئين إلى حماة لعدم توفر صالة في دمشق لإقامته.
الحكم الدولي السابق والخبير في كرة الطائرة أيمن عربشة كشف لـ”البعث” أن المشكلات التي تعاني منها اللعبة مزمنة، واتحاداتها المتعاقبة لم تقف بوجه من ألغى اللعبة في أندية النضال والجيش وتشرين وحطين والكرامة والجلاء، وأخيراً الوحدة، فتمادت الإدارات على اللعبة بحجة ضغط المصاريف، علماً أن كلفة اللعبة وكوادرها لا تصل إلى عقد لاعب كرة قدم أو سلة محترف!!.
وأشار عربشة إلى أن غياب المحبة والتنافر بين الكوادر أدى إلى وجود عقبات كثيرة تقف في طريق تطور اللعبة، مطالباً القيادة الرياضية بالتدخل لإعادة كرة الطائرة إلى نادي الوحدة، لأن إلغاء لعبة في نادٍ ذي شعبية كبيرة وفي العاصمة أمر خاطئ وخطير على اللعبة والرياضة بشكل عام.
عماد درويش