مجدل شمس شموخ ونضال وصمود
البعث الأسبوعية – محمد غالب حسين
بلدة في الجولان / محافظة القنيطرة / تتبع لمركز ناحية مسعدة ؛ و منطقة القنيطرة . تقع على السفح الجنوبي الشرقي لجبل الشيخ الذي يبلغ ارتفاعه عندها ( ١٢٤٠ ) متراً ؛ وشمال غرب مدينة القنيطرة ب ( ١٧ ) كم .
يحدّ البلدة شمالاً : جبل الشيخ؛ وجنوباً : بقعاثا ومسعدة؛ وشرقاً : سحيتا وحضر؛
وغرباً : جباتا الزيت وعين قنية .
صمود وإباء
آثناء العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران عام 1967 م ؛ قام الجيش الاسرائيلي باحتلال القرية ؛ لكنه لم يتمكّن من طرد أهلها ؛ و اقتلاعهم من أرضهم و بيوتهم بقوة السلاح ؛ بسبب وصول مراقبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالوقت المناسب .
وقام أهالي مجدل شمس مع أبناء قرى بقعاثا ومسعدة والغجر وعين قنية برفض الاحتلال الاسرائيلي ؛ ومقاومته ، مقدّمين الشهداء والشهيدات والأسرى على الرغم من إجراءات الاحتلال الاسرائيلي التعسفية القمعية ضدهم .
وكلنا نذكر يوم الرابع عشر من شهر شباط عام ١٩٨٢ م الأغر الخالد ؛ لأنه سِفْر مجيد من البطولة و المجد و التضحيات و الكفاح الوطني حين أعلن الأهل الأباة المناضلون في الجولان السوري المحتل بقرى مجدل شمس و مسعدة و الغجر و عين قنية و بقعاثا الإضراب البطولي المفتوح الذي استمرّ ستة شهور بالجولان السوري المحتل ؛ رفضاً لما يُسمّى بقرار ضمّ الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني الصادر عن الكنيست الصهيوني في ١٤ / ١٢ / ١٩٨١ م .
و بفضل مقاومتهم و صمودهم استطاعوا إسقاط هذا القرار المشؤوم الذي كان يهدف لضمّ الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني ؛ وفرض القوانين الاسرائيلية على سكانه المواطنين العرب السوريين ؛ و إلزامهم بالجنسية الصهيونية ؛ والهوية الاسرائيلية.
لكن أبناء الجولان السوري المحتل رفضوا القرار العدواني الاحتلالي الصهيوني ؛ و أعلنوا الانتماء الأصيل للوطن الأم سورية ؛ و التّمسك بهويتهم العربية السورية رمز كرامتهم و شرفهم و وطنيتهم ؛ و تصدوا ببسالة لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي حول بقوة السلاح فرض الهويات الصهيونية التي جمعها المناضلون ؛ و أحرقوها متحدّين بطش الاحتلال و حشوده و جبروته .
كما تصدى الجولانيين أيضاَ بشجاعة و حزم و فداء و قوة للمشروع الصهيوني الذي يحاول الاستيلاء على أراضي الجولانيين الزراعية من خلال إقامة مراوح عملاقة كبرى بتلك الأراضي ؛ متذرعاً بتوليد الطاقة الكهربائية بينما حقيقة الأمر تكمن بمحاربة الجولانيين من خلال مصدر رزقهم عبر حرمانهم من أراضيهم الزراعية التي سيقضمها المشروع العدواني الجائر .
أصل التسمية
مجدل كلمة آرامية تعني البرج أو القلعة والمكان المرتفع بشكل عام . وهذا التوصيف اللغوي ينطبق على قرية مجدل شمس المتكئة على كتف جبل الشيخ ؛ تقبّل الشمس جبينها الشامخ .
وموقع مجدل شمس الفريد بحضن جبل الشيخ ؛ منحها مناخاً متميزاً ؛ تزيد كميات الأمطار الهاطلة سنوياً على ألف مم ؛ و( ٢٤ ) يوماً ثلجياً .
النشاط الاقتصادي
إن الزراعة و تربية المواشي العمل الرئيس لسكان القرية. ويزرعون القمح والشعير والعدس والكرسنة والبيقية والترمس والفول والذرة البيضاء و الصفراء . ويزرعون كل أنواع الخضار .
أما بالنسبة للأشجار المثمرة فيفوز التفاح بقصب السبق إضافة للكرز والتين والرمان والجوز واللوز والعنب .
وعمد سكان مجدل شمس بعد إجراءات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة أراضي القرية للتوسّع بزراعة الأشجار المثمرة خاصة الزيتون على حساب الحبوب .
عطر وآزاهير
تزدان سهول القرية ربيعاً بحلة قشيبة من النباتات البرية العطرية و الطبية و الغذائية الجولانية مثل : النَّفل ـ البريدة ـ الدودحان – الدحنون / شقائق النعمان / ـ الأقحوان ـ القرّام ـ الخرفيش ـ الخبيزة ـ اللوف ـ العلقة . العليق / التوت البري / ـ البَختري ـ المِرار ـ العِلت / الهندباء / ـ السنيرة ـ الحٌميضة ـ الكعوب ( العكوب ) ـ الرَّشاد ـ دم الغزال ـ القُرّة ـ الفطر ـ الشمرة ـ الفِجيلة ـ البابونج ـ العيصلان ـ الزعتر ـ الجعدة ـ القريصعنة ـ الحليون ـ الفريون ـ الزعتر البري ـ النرجس البري ـ المِرار ـ القِريص ـ الزنبق البري -الجليلة – حويرنة – الحَلبلاب – الخُب – المديدة – وغيرها .
إعمار القرية :
في مجدل شمس أطلال أبنية متهدمة ؛ وعُثر على توابيت حجرية مغرقة في القدم .
سكان القرية :
بلغ عدد سكان قرية مجدل شمس عام ١٩٦٧ م (٣٠٠٠) نسمة .
وتسكنها العائلات التالية : أبو صالح . الحلبي . فخر الدين . القيش . حبوس . المقت . أبو جبل . الصفدي . ابراهيم . صالح . أبو زيد . القلعاني . شمس . عويدات . قضماني . السيد أحمد . مرعي . بريك . شمس الدين . نصر الله . حداد . مدّاح . رباح . الشعار . وهبه . غانم . منصور . الكحلوني . توما . عبد الولي . الشاعر . العقباني . سلمان . أبو عسلي . عثمان . بشارة . الصباغ . العجمي . محمود . الشويري . سويد . الريشاني . أبو سعدة . حسن . بشير . شحادة . ذيب . نجم . سيف الدين . عبد المولى . شلهوب . الأخرس . المصطفى . ناصيف . مُلّي . سمارة . روميّة . خاطر .
وفي ساحة مجدل شمس نصبان تذكاريان . الأول لشهداء الثورة السورية الكبرى ؛ والثاني لشهداء النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي .